قلبي وسمعي في شغل عن الفند

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قلبي وسمعي في شغل عن الفند لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة قلبي وسمعي في شغل عن الفند لـ لسان الدين بن الخطيب

قلْبي وسَمْعيَ في شُغْلٍ عنِ الفَنَدِ

فأقْصِرِ اللّوْمَ عَنّي اليومَ أوْ فزِدِ

قد كُنتُ أصْغي لما تُوحي إليّ بهِ

لوْ كانَ قلْبي قبْلَ اليومِ طوْعَ يَدي

وكمْ كتَمْتُ وأسْرَرْتُ الهَوى زَمَناً

طَيَّ الجوانِحِ حتّى خانَني جلَدي

وشِيمَةُ النّفْسِ إنْ أخْفَتْ سَريرَتَها

بدَتْ شَواهِدُها يوْماً على الجَسَدِ

قالُوا الهَوى بعْدَ بُعْدِ الدّارِ مُنْتَكَثٌ

فقُلْتُ هذا قِياسٌ غيرُ مُطَّرِدِ

سَلوا عنِ الحُبِّ منْ قَلْبي مُجرِّبَهُ

فَما المُقَلِّدُ يوماً مثْلَ مُجْتَهِدِ

سَقى الإلاهُ زَمانَ الوصْلِ صوْبَ حَيا

جَوْنِ الرّبابةِ لا نَزْرٍ ولا ثَمِدِ

وجادَ رَبْعاً على أكْنافِ كاظِمةٍ

كُنّا بهِ منْ لَذيذِ العيْشِ في رَغَدِ

والكأسُ تُجْلى عَروساً في مِنَصَّتِها

والرّوْضُ يرْفُلُ في أثْوابِهِ الجُدُدِ

وكلّما راشَ قبْلَ القَطْرِ عارِضُهُ

تدرّعَ النّهْرُ مَصْقولاً منَ الزّرَدِ

والسُّحْبُ تَبْكي وثغْرُ الزّهرِ مُبْتَسِمٌ

والنّرْجِسُ الغَضُّ ساهٍ والغَمامُ نَدي

عُهودُ أُنْسٍ وأيّامٌ لَنا انْصَرَفَتْ

أخْنى علَيْها الذي أخْنى على لُبَدِ

ما للزّمانِ رَمَتْ نَحْوي نَوائِبُهُ

فأقْصَدتْني بِلا عَقْلٍ ولا قَوَدِ

وسَدّدَ الدّهْرُ دوني كلَّ شاحِبةٍ

زَرْقاءَ أصْمى شَباها فِلْذَةَ الكَبِدِ

سَطا عليّ وقدْ قلَّ النّصيرُ وهَلْ

يُرْجى الغَناءُ لدَى كَفٍّ بِلا عَضُدِ

وسارَ أبْناءُ دَهْري فيَّ سِيرَتَهُ

ويُشْبِهُ الأبَ حقّاً مُنْجَبُ الولَدُ

تَخِذتَهُمْ عُدّةً للدّهْرِ فانْقَلَبوا

وهُمْ عليّ لدَهْري أعْظَمُ العُدَدِ

مَن مُنْصِفٌ بيْنَ آمالي وغايَتِها

فقدْ تجاوزْنَ في مَطْلي على الأمَدِ

كأنّي لمْ أُنِطْ بالنّجْمِ منْ هِمَمي

ولمْ أسِرْ في المَعالي سيْرَ مُتّئِدِ

ولا اتّخَذْتُ منَ الأنْصارِ لي وَزَراً

فكانَ يوسُفُ بعْدَ اللهِ مُعْتمَدي

ولا نَظَمْتُ على لَبّاتِهِ مِدَحي

نَظْمَ الحُليِّ على لَبّاتِ ذي غَيَدِ

خليفَةٌ منْ صَميم العُرْبِ دوْحَتُهُ

فيها انْتَهى المجْدُ مُسْتَوْفىً ومنها بُدي

في كَفِّهِ لبَني الآمالِ بحْرُ نَدىً

عذْبُ المَذاقَةِ هيْنٌ غيرُ ذي زَبَدِ

لوْ أنّ راحَتَهُ فاضَتْ أنامِلُها

في الغيْثِ لمْ يَقْتَصِرْ يوماً على بَلَدِ

إنْ أبْهَمَ الخَطْبُ أذْكى في دُجُنّتِهِ

رأياً يُفَرِّقُ بيْنَ الغَيِّ والرَّشَدِ

وإنْ عَدا الدّهْرُ أبْدى منْ أسرَّتِهِ

وكَفِّهِ رأْيَ حيْرانٍ ورَيَّ صَدي

وإنْ نظَرَتَ الى لأْلاءِ غُرّتِهِ

يومَ الهِياجِ رأيْتَ الشّمْسَ في الأسَدِ

حتّى إذا محّصَ اللهُ القُلوبَ بها

ولا دِفاعَ لِحُكْمِ الواحِدِ الصّمَدِ

وَقَفْتَ والرّوْعُ قدْ ماجَتْ جَوانِبُهُ

بحَيْثُ لا والِدٌ يلْوي على ولَدِ

وصَلْتَ يوْمَ التَقَى الجَمْعانِ مُنْصلِتاً

كالصّقْرِ في السِّرْبِ أو كاللّيثِ في النّقَدِ

فأصْبَحَ الدّينُ لا تَخْفى مَعالِمُهُ

وأصْبَحَ المُلْكُ مرْفوعاً على عَمَدِ

إنّ الحُروبَ سِجالٌ طالَما وَهَبَتْ

في اليومِ فُرْصَتَها واسْتَرْجَعَتْ لِغَدِ

لا يَغْرُرِ الرّومَ ما نالُوا وما فَعَلوا

فإنّ ذلِكَ إمْلاءٌ الى أمَدِ

فلِلقُلوبِ من الغَمّاء مُنْصَرفٌ

بِما تقدّمَ في بَدْرٍ وفي أحُدِ

وإنّ دونَ طِلابِ الثّأرِ أُسْدَ وَغَى

منْ قوْمِكَ الغُرِّ أو آبائِكَ النُّجُدِ

قد أقْلَقوا كلَّ مَشْحوذِ الغِرارِ الى

شَنِّ الغِوارِ وسَلّوا كلَّ ذي مَيَدِ

والعزْمُ بادٍ وصُنْعُ اللهِ مُرْتَقَبٌ

والفَتْحُ مُنْتَظَرٌ إنْ لمْ يَحِنْ فَقَدِ

وعادَةُ النّصْرِ لا تَسْتَبْطِ مَقْدَمَها

إنْ لمْ تُوافِكَ في سبْتٍ فَفي أحَدِ

وهاكَها منْ بَناتِ العُرْبِ ساحِرَةً

هيْفاءَ تَخْتالُ بيْنَ الدّلِّ والغَيَدِ

ولسْتُ يوماً على شِعْرٍ بمُقْتَصِرٍ

ولا بأبْياتِ منْظومٍ بمُنْفَرِدِ

وإنّما أنا روْضٌ والعُلومُ لهُ

غيْثٌ فإنّي جَنى إنْ شِئْتَهُ تَجِدِ

بَقيتَ في ظِلِّ مُلْكٍ غيْرِ منْصَرِمٍ

مُصاحَبٍ غيْرِ محْصورٍ الى أمَدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قلبي وسمعي في شغل عن الفند

قصيدة قلبي وسمعي في شغل عن الفند لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي