قلب عن اللهو واللذات وسنان
أبيات قصيدة قلب عن اللهو واللذات وسنان لـ السلطان الخطاب

قَلْبٌ عن اللَّهْوِ واللَّذاتِ وَسْنانُ
ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ
وناظِرٌ سلَبَتْهُ النَّوْمَ هِمَّتُهُ
فما تَلاقَي لنَوْمٍ فيه أَجْفانُ
يَنامُ كل خَليِّ القَلْب من هِمَمٍ
وليس يطرق منه النومَ إِنسانُ
وَكَّلْنَهُ بنُجوم الليل يَرْقُبُها
في أُفْقِهنَّ صَباباتٌ وأَحْزانُ
قد كَحَّلَتْهُ بمِيلِ الوَجْدِ من سُهُدٍ
يَدُ الزمان بكُحْلٍ شأْنُهُ شانُ
وهِمَّةٌ تستقلّ الأَرضَ قاطِبَةً
مِلْكاً ولو أَنَّها دُرٌّ وعِقْيَانُ
ترى الزمانَ وأَهْلِيه تُحَقِّرُهم
ونَفْسُها حيث ما كانت وما كانوا
ظَنَّتْ به وبهم ظنّاً وما صَدَقَتْ
تلك الظنونُ ولكنْ كُلُّهم مانوا
سَعَتْ لِتُدْرِكَ أَغْراضاً فما عَجِزَتْ
عن نَيْلِهنّ ولالانَتْ وإِنْ لانوا
تُطالِبُ الغَرَضَ الأَقصى وليس لها
على الذي طَلَبَتْ من ذاك أَعْوانُ
هَمَّتْ فطارَتْ فلمْا حَلَّقَتْ وَقَعَتْ
بها القَوادِمُ لمّا حانَ إِمْكانُ
كذاك من طارَ في أًقطاره أَبّدا
بغيره فالذي يزدادُ نُقْصانُ
مالي أُسوِّفُ آمالي وقد عُرِفَتْ
أَبَيْنَ نفسي وبين الموت أَيْمانُ
وأَطْلُبُ النَّصْرَ من غيري وأَرقبه
والدهُر لا يستوي في العُمْر طَعْانُ
سينهضُ العَزْمُ بي لِلْعَزْمِ نَهْضَةَ ذي
عَزْمٍ يَعِزُّ إِذا إِخوانُهُ هانوا
أَأَرتضى الذلَّ خِدْناً صاحِباً ويُرَى
منِّى لضدّىَ إِقرارٌ وإِذْعانُ
وفي يدي مُرْهَفُ الحَدَّيْن ذو شُطَبٍ
وتحت سَرْجي أقَبُّ البَطْن سِرْحَان
وسَيْفُ عَزْميَ ماضي الغَرْبِ ما فَتِئتْ
تَفْتَرُّ عنه المنايا وَهْوَ عَثْرانُ
سأَقطعً الشكَّ منها باليقين ولو
أَنَّ البسيطة أَسيافٌ ومُرّانُ
فإِنْ أُصادِفْ بهذا النُّجْحَ فُزْتُ وإِنْ
أُحْرَمْ فأَقْرَبُ ما أَنْوي خُراسانُ
مالَي أَرْضَي بإلْفٍ أَو أَحِنّ له
بالأَهل أَهلٌ وبالجيران جيرانُ
بكلّ أَرْضٍ نَبتْ بناقتي بَدَلٌ
ممّا سِواها وبالأَوطان أَوطانُ
حتَّى متى تَتَلَظَّى في الحَشَا هِمَمٌ
كأَنَّهنَّ من الإِحراق نِيرانُ
وما يمرّ من الأَيّام ليس له
إِلى البريّة طول الدهر رُجْعانُ
سأَركبُ الصَّعْبَ منها إِنْ تَهَيَّبهُ
ذو الغَىِّ واجْتَنَبَتْهُ الإِنْس والجانُ
مُستنجداً عزمةً منِّي إِذا التفتتْ
في الخَطْبِ كانت لَهِيباً وَهْوَ دُخانُ
فإِنْ يَقُمْ بالذي أَهْوَى وآمُلَهُ ال
أَعمامُ حِمْيَرُ والآباءُ كَهْلانُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة قلب عن اللهو واللذات وسنان
قصيدة قلب عن اللهو واللذات وسنان لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن السلطان الخطاب
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب