قلب كواه البين حتى أنضجا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قلب كواه البين حتى أنضجا لـ ابن الوردي

اقتباس من قصيدة قلب كواه البين حتى أنضجا لـ ابن الوردي

قلبٌ كواهُ البينُ حتى أنضجا

ما زال في بحر الغرامِ ملججا

ومدامعٍ سحَّتْ وما شحَّتْ على

خدٍّ بحمرةِ لونها قدْ ضُرِّجا

لمْ لا تضرِّجْ أدمعي خدي وقدْ

أُذكرتُ ظلاً بالمدينةِ سجسجا

لي بالحجازِ وساكنيهِ مآربُ

أرضٌ حكَتْ حللَ الربيعِ مدبَّجا

سقتِ الحجازَ سحائبٌ يحيا بها

ميْتُ النباتِ لكيْ يميسَ تبرُّجا

يا قاعةَ الوعساءِ ما هذا الشذا

أحويتِ شيحاً أمْ حويتِ بنفسجا

أمْ نسمةً هبَّتْ ببانِ طُويلعٍ

هزَّتْ معاطفهُ ففاحَ تأرّجا

ظمأى إلى غدرانِهِ ورياضِهِ

ظمأٌ يزيد القلبَ منهُ تأججا

ما للنياقِ رواقصاً هلْ عاينَتْ

برقَ الأُبيرِقِ تحتَ أزيالِ الدجى

يا سعدُ إنْ عاينْتَ بهجةَ طيبةٍ

فابشرْ بكونِكَ ناجياً فيمن نجا

وانزلْ وقبِّلْ تربَها متورِّعاً

متخضِّعاً متخشِّعاً متفرِّجا

واكحلْ جفونَكَ مِنْ ثراها وابتهجْ

بسنا نبيٍّ ما أعزَّ وأبهجا

أعلى الورى قدْراً وأعظمُهُمْ تقىً

وأتمهمْ جاهاً وأكملُهمْ حِجا

وأحدُّهم سيفاً وأكثرُهُمْ ندى

وأعزُّ منزلةً وأوضحُ منهجا

منْ أينَ في الثقلينِ مثلُ محمدٍ

نرجوهُ في كرباتِنا أَنْ تُفرجا

كمْ للنبيِّ محمدٍ منْ معجزٍ

أوهى قوى مَنْ عاندوهُ وأزعجا

عجبي لنطقِ غزالةٍ للمصطفى

جعلَ الإلهَ لها بذلكَ مخرجا

لو لمْ يُشَقَّ البدرُ معجزةً لهُ

لانشقَّ منهُ غيرةً وتحرّجا

لمْ لا تحنُّ إليه يا قلبي وقدْ

غلبَ الحنينُ الجذعَ فيهِ وهيّجا

سبحانَ منْ أعطاهُ تسبيحَ الحصى

في كفِّهِ المُرْوِي إذا عطشٌ فجا

أوَليسَ بيتُ العنكبوتِ بآيةٍ

في الغارِ لمّا أُلْهِمَت أنْ تنسجا

كم ردَّ عيناً كم برا ذا عاهةٍ

بدعائهِ كمْ شدَّةٍ قدْ فرَّجا

كم قالَ غيباً صادقاً فمقالُهُ

مثلُ الصباحِ إذا بدا متبلِّجا

ولهُ منَ المعراجِ آياتٌ سمَتْ

لما دعاهُ اللّهُ في ليلٍ سجا

مَنْ رامَ يحصي معجزاتِ محمدٍ

فيعدّ موجَ البحرِ حينَ تموَّجا

مَنْ أُنزِلَ القرآنُ في أوصافِهِ

أنا قاصرٌ عَنْ مدحِهِ متلجلجا

هلْ بعدَ يس و طه مدحةٌ

في الهاشميِّ وآلِهِ سفنِ النجا

يا خيرَ خلقِ اللّهِ يا كلَّ المنى

أنا أرتجيكَ وأنتَ نعم المرتجى

يا منْ لواءُ الحمدِ في يدِهِ ومَنْ

تاجُ الكرامةِ في القيامةِ توِّجا

جسمي ضعيفٌ عنْ لظى وعذابُها

حاشاكَ تنسى مَنْ إليكَ قدِ التجا

كنْ لي شفيعاً إنَّ جسمي مثْقل

بالسيِّئاتِ وقدْ شجاني مَنْ شجا

كم ذا أُسوِّفُ بالمتابِ توانيا

حقٌّ لدمعي بالدما أن يُمْزَجا

إني لأحْوَجُ مذنب لشفاعةٍ

إنَّ الكرامَ يقدِّمونَ الأحْوَجا

صلّى عليكَ اللّهُ يا خيرَ الورى

ما نارَ نورٌ مِنْ ضريحكَ في الدجى

شرح ومعاني كلمات قصيدة قلب كواه البين حتى أنضجا

قصيدة قلب كواه البين حتى أنضجا لـ ابن الوردي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن الوردي

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس أبو حفص زين الدين بن الوردي المعري الكندي. شاعر أديب مؤرخ، ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج وتوفي بحلب. وتنسب إليه اللامية التي أولها: (اعتزل ذكر الأغاني والغزل) ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه، وكانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضات شعرية لطيفة وردت في مخطوطة ألحان السواجع. من كتبه (ديوان شعر - ط) ، فيه بعض نظمه ونثره. و (تتمة المختصر -ط) تاريخ مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي جعله ذيلاً، لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له. و (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - خ) نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو، و (الشهاب الثاقب - خ) تصوف. وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن الوردي في ويكيبيديا

زين الدين أبو حفص عمر بن المظفَّر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعرّي الكِندي، المعروف بابن الوَرْدي (691-749هـ / 1292-1349م) أديب وشاعر مشهور، ومؤرخ، وفقيه شافعي. ولد في معرة النعمان في بلاد الشام، وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب.نَشأ ابن الوردي بحلب، وتفقه بهَا، ففاق الأقران، وَأخذ عَن القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة، وَعَن الْفَخر خطيب جبرين بحلب. وَكَانَ يَنُوب فِي الحكم فِي كثير من معاملات حلب، وَولي قَضَاء منبج فتسخطها، وعاتب ابْن الزملكاني بقصيدة مَشْهُورَة على ذَلِك، ورام الْعود إلى نِيَابَة الحكم بحلب فَتعذر، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام آخر سنة 749هـ، بعد أَن عمل فِيهِ مقامة سَمَّاهَا «النبا فِي الوباء» ملكت ديوَان شعره فِي مُجَلد لطيف. ويُروى أنه قال:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الوردي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي