قليل لها أن يتبع الدمع غيرها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قليل لها أن يتبع الدمع غيرها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة قليل لها أن يتبع الدمع غيرها لـ السري الرفاء

قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها

وقد أزمعَتْ يومَ الفراقِ مسيرَها

شفَا كَمَدي أُنْسُ الظِّباءِ وإنَّما

عَرَتْ فرقةٌ شتَّى الظِّباءِ نَفُورَها

وما عاقَني يومَ العقيقِ عن الجَوى

سُفورُ دُمىً أبدَتْ لبَيْنٍ سُفورَها

إذا رَدَّها كَرُّ العِناقِ عواطلاً

من الحَلْيِ حلَّتْ بالدُّموعِ نحورَها

غدا الشَّوقُ في الأحشاءِ ثَانِيَ عِطْفِهِ

غداةِ ثَنَتْ أعطافَها وخصورَها

دعَتْني إساءاتُ الخُطوبِ إلى السُّرى

وكم من سُرىً أهدَتْ لنفسٍ سرورَها

فبُحْتُ بما استودَعْتُ صَدْري من الهُوى

وباحَتْ بما استودَعْتُ منه صدورَها

فبِعتُ وِصالاً لا أَمَلُّ أصيلَه

بأيامِ هَجرٍ لا أملُّ هجيرَها

لقد حاوَلَتْ سِلْمَ الأميرِ عِداتُه

لتحمَدَ في سِلمِ الأميرِ أميرَها

فزارَتْهُ من أَعلى الصَّعيدِ وقد ثنى

إليها عِنانَ السَّيرِ كيما يزورَها

مُطِلٌّ على أرضِ العِراقِ بِعَزمَةٍ

وثاوٍ بأرضِ الشامِ يحمي ثغورَها

مُعِدٌ ليومِ الرَّوْعِ بِيضاً تذكَّرَتْ

ظُباتِ الاعادي فاستقالَتْ ذُكورَها

وسُمراً تَثنَّى في الطِّعانِ كأنَّها

نَشاوى سقَتْها الأَندرينَ خمورَها

فقد تارَكَتْه التُّركُ لمَّا تأمَّلَتْ

سَطاه ولو لاقَتْه لاقَتْ مُبيرَها

أَزارَهمُ أُسْدَ العرينِ خَوادراً

تُرَدِّدُ في غابِ الرِّماحِ زئيرَها

كتائبَ لو لاقَيْنَ كِسرى وقد سَمتْ

لإيوانِ كِسرى غادرَتْهُ كسيرَها

ورامَتْ حُماةُ الرُّومِ لُقياه فاغتدَتْ

مواقفُها يومَ اللِّقاءِ قبورَها

أمالَ إليهم أوجُهَ الخيلِ آلفاً

سُراها إلى أوطانِهم وبُكورَها

وجاءَهُمُ في الرِّيحِ رَيَّا عَجاجَةٍ

تَبُثُّ الصَّبا كافورَها وعبيرَها

فحلَّ بنَصْلِ السيفِ لُؤلُؤَ تاجِها

وحطَّ بأطرافِ الرِّماحِ سريرَها

وشَنَّ على الحُورِ الكواعبِ غارَةً

أغارَ بها غِيدَ النِّساءِ وحُورَها

فإنْ تَطْغَ يوماً عايَنَتْ منه حَتفَها

وإنْ تَستَجِرْ يوماً أضلَّتْ مجيرَها

وكم حومَةٍ حامَتْ عُقابُ لوائِها

عليكَ ونارُ الحربِ تُذكي سعيرَها

وشاهقةٍ يَحمي الحِمامُ سهولَها

وتمنَعُ أسبابُ المنايا وعورَها

إذا سترَتْ غُرُّ السَّحابِ وقد سرَتْ

جوانِبَها خِلْتَ السَّحابَ سُتورَها

وإنْ عادَ خوفاً من سُيوفِكَ ربُّها

بِدِرَّتِها أضحَى لَديْكَ أسيرَها

مُقيمٌ تَمُرُّ الطَّيرُ دونَ مَقامِه

فليسَ تَرى عيناه إلا ظُهورَها

ثَنَيْتَ إلى غاياتِها الأُسْدَ فانثَنتْ

تُساوِرُ بالبِيضِ الصَّوارمِ سُورَها

وآثَرْتَ بالعَدْلِ الخلافةَ فاعتلَى

سَناها وكاد الجَوْرُ يُخمِدُ نورَها

بعثْتَ إليها تَغْلِبَ ابنةَ وائلٍ

فكانَتْ وقد عَمَّ الظَّلامُ بُدورَها

فإنْ تُدْعَ دونَ الأولياء لِنُصْرَةٍ

عَليَّ بنَ عبدِ اللهِ تُدْعَ نصيرَها

أَتتْكَ القوافي ظامئاتٍ إلى النَّدى

فأَوردْتَها عَذْبَ المياهِ نميرَها

وعادَتْ بكُفءِ منكَ يُكثِرُ مَهرَها

وقد عَدِمَتْ أكفاءَها ومُهورَها

فأيقنْتُ بالنُّجْحِ الذي كنتُ أرتجي

لديكَ وعاينتُ المُنى وغرورَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة قليل لها أن يتبع الدمع غيرها

قصيدة قليل لها أن يتبع الدمع غيرها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي