قم فاسقنيها قبل صوت الحمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قم فاسقنيها قبل صوت الحمام لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة قم فاسقنيها قبل صوت الحمام لـ ابن المقرب العيوني

قُم فَاِسقِنيها قَبلَ صَوتِ الحَمام

كَرمِيَّةً تَجمَعُ شَملَ الكِرام

صَهباءَ مِمّا عَتَّقَت بابِلٌ

مِزاجُها الأَريُ وَماءُ الغَمام

مِمّا أُدِيرَ الكَأسُ مِنها عَلى

كِسرى وَنُمرُوذَ بنِ كُوشِ بنِ حام

لَوِ اِحتَساها اِبنُ الزُبَيرِ اِغتَدى

أَكرَمَ مِن كَعبٍ وَأَوسِ بنِ لام

تَذهَبُ بِاليَأسِ وَتُدني المُنى

وَتَنشُرُ اللَهوَ وَتَطوي الغَرام

أَو ذاقَها المَنزُوفُ ضَرطاً لَما

هابَ اِبنَ ذي الجَدَّينِ يَومَ الزِحام

وَحَرِّكِ الأَوتارَ وَاِذكُر لَنا

أَيّامنا الغُرَّ بَدارِ السَلام

وَتِلكُمُ الغُزلانُ بَينَ المَها

تَمشي إِلى الشَطِّ فِئاماً فِئام

مِن كُلِّ أَظمى فاتِرٍ طَرفُهُ

تُروى بِمَرآهُ القُلوبُ الحِيام

وَغَنّنا بِالوَترِ صَوتاً وَقُل

المَوتُ أَحلى مِن سُؤالِ اللِئام

أَرى المَعالي تَقتَضي عَزمَتي

تَعَسُّفَ البِيدِ وَخَوضَ الطَوام

بِكُلِّ مَطلِيِّ المِلاطَينِ لَم

يَجرَب وَلَم يَرعَ بِمَرعى السَوام

تَسُوقُهُ الرِيحُ وَتَحتَثُّهُ ال

جَلُّ وَفي الوَجعاءِ مِنهُ الزِمام

لا يَعرِفُ الإِعياءَ في سَيرِهِ

وَلا يُبالي أَمضى أَم أَقام

وَقَد تَساوى عِندَهُ في المَدى

يَومٌ وَأُسبوعٌ وَشَهرٌ وَعام

إِذا يَمَسُّ الأَرضَ في جَريِهِ

خِيفَ عَلى راكِبِهِ الاِصطِلام

أَو كُلِّ رَوعاءَ عَزِيزِيَّةٍ

تَزِفُّ بِالرَحلِ زَفيفَ النَعام

يَصحَبُها أَجرَد عَرض النَسا

قَصيرُ الأَرساغِ طَويلُ الحِزام

كَيما أُلاقِي مَلِكاً عِندَهُ

لِلماجِدِ الأَحسابِ مِثلي مُقام

مُطَهَّرَ الأَخلاقِ تَسمُو بِهِ

إِلى المَعالي هِمَمٌ لا تُرام

أَموالُهُ مِن ضَيمِهِ تَشتَكي

وَجارُهُ في نَجوَةٍ لا يُضام

مَن يَلقَ شَمسَ الدِّينِ يَلقَ اِمرَءاً

يَقعُدُ وَالأَعداءُ مِنهُ قِيام

نَبَّهَ طُلّابَ النَدى جُودُهُ

إِلَيهِ تَنويهاً وَكانُوا نِيام

لَولاهُ لَم يَعرِف بَنُو عَصرِنا

مِن مَلِكٍ شَيئاً سِوى الإِنتِقام

يُجانِبُ اللَهوَ وَيَهوى التُقى

وَيَحفَظُ العَهدَ وَيَرعى الذِمام

لَم يَنطِقِ العَوراءَ في مَجلِسٍ

يَوماً وَلا أَصغى لِزُورِ الكَلام

لا بَرقُهُ في حالَةٍ خُلَّبٌ

وَلا سَحابُ الجُودِ مِنهُ جَهام

أَرضى إِلَهَ العَرشِ في خَلقِهِ

مُذ وَلِيَ الأَمرَ وَأرضى الإِمام

عَفٌّ فَما باتَ أَخُو ثَروَةٍ

يَلصِقُ مِنهُ صَدرَهُ بِالرَغام

كَم رَدَّ مِن حالِ مَخيفٍ وَقَد

صارَ مِن الهَمِّ كَذاتِ الوِحام

إِذا رَأى ما نالَ إِخوانَهُ

مِنَ البَلايا صاحَ صمّي صَمام

فَظَلَّ مُنكَبّاً عَلى وَجهِهِ

وَذابَ غَمّاً وَتَمَنّى الحِمام

مُنذُ تَوَلّى لَم يَبِت مُسلِمٌ

مِنهُ عَلى نِعمَتِهِ ذا اِهتِمام

راشَ ذَوي الفَقرِ وَأَحياهُمُ

وَاِحتَرَمَ المُثرِينَ أَيَّ اِحتِرام

وَغَيرُهُ لَمّا تَوَلّاهُمُ

لَم يُبقِ تَحتَ الجِلدِ غَيرَ العِظام

بِالضَربِ وَالصَلبِ وَحَلقِ اللِحا

وَقَلعِ الأَظفارِ وَشَمّ الأُيام

لَم يَرثَ لِلشَيخِ حَياءً مِن الش

شَيبِ وَلَم يَرحَم شَبابَ الغُلام

وَكَم حَصانٍ أُبرِزَت جَهرَةً

تُساقُ لِلجَلدِ بِغَيرِ اِحتِشام

وَما أَتَت فاحِشَةً تَقتَضي

حَدّاً وَلا تُوجِبُ سَلبَ الخِدام

لا تَدعُ شَمسَ الدِينِ يا ذا الحِجا

مُخاطِباً إِلّا غياثَ الأَنام

فَإِنَّ ذا الإِسمَ بِهِ لائِقٌ

لا بِالمشائِيمِ الطَغامِ اللِئام

يا أَيُّها البَصرَةُ تِيهي بِهِ

فَإِنَّهُ المَلكُ الأَغَرُّ الهُمام

وَإِنَّهُ أَوحَدُ هَذا الوَرى

حِلماً وَعِلماً وَنَدىً وَاِعتِزام

بَثَّ بِها الأَمنَ وَرَدَّ المُنى

غَضّاً وَكانا آذَنا بِاِنصِرام

وَلَم يُصَعِّر خَدَّهُ مُعرِضاً

كِبراً وَلَم يَفضُض لِجُورٍ خِتام

يابا شُجاعٍ يا ثِمالَ الوَرى

يا طاهِراً مِن كُلِّ ذَمٍّ وذام

يا شِبهَ ذي القَرنَينِ مَن رَهطِهِ ال

غُرِّ بَني العِيصِ المُلوكِ الكِرام

كَأَنَّما البَصرَةُ مُذ جُزتَها

أَشلاءُ غِمدٍ سُلَّ مِنهُ الحُسام

بُدِّلَتِ الوَحشَة مِن أُنسِها

وَأُلبِسَت بَعدَ الضِياءِ الظَلام

وَكُلُّ أَرضٍ فَقَدَت شَمسَها

غَشّى الدُجى ساحاتِها وَالخِيام

وَالآنَ إِذ عُدتَ إِلَيها زَهَت

وَاِبتَسَمَت بِالبِشرِ أَيَّ اِبتِسام

فَلا خَلَت مِنكَ الرَعايا وَلا

زِلتَ لِمُرفَضِّ المَعالي نِظام

شرح ومعاني كلمات قصيدة قم فاسقنيها قبل صوت الحمام

قصيدة قم فاسقنيها قبل صوت الحمام لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي