قواعد الشعر/الأبيات الغُر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الأبيات الغُر

الأبيات الغُر - قواعد الشعر

قال: وُّ واحدها أغر، وهو ما نجم من صدر البيت بتمام معناه، دون عجزه، وكان لو طرح آخره لأغنى أوله بوضوح دلالته. وإنما ألفنا هذه الأبيات مصليةً، وجعلناها بالسوابقِ لاحقةً لملاءمتها إياها، وممازجتها لها في اتفاق أوائلها، وإن افترق أواخرها ؛ لأن سبيل المتكلم الإفهام، وبغية المكلمِ الاستفهام، فأخف الكلام على الناطق مئونة، وأسهله على السامع محملاً، ما فهمَ عن ابتدائه مرادُ قائله، وأبان قليله، ووضح دليله ؛ فقد وصفت العرب الإيجازَ فقرظتهُ، وذكرت الاختصار ففضلتهُ، فقالوا: لمحةٌ دالةٌ، ولا تخطِئُ ولا تبطئُ، ووَحْيٌ صرح عن ضميرٍ، وأوْمَأَ فأغنى. وهذه الطبقة من الاختيار، والنوع من الأشعار، كتشبيه الخنساء وليلى. قالت الخنساء:

وإنَّ صخراً لتأتمُّ الهُداةُ به

كأنه علمٌ في رأسهِ نار

وقالت ليلى:

قومٌ رباطُ الخيل حولَ بيوتهمْ

وأسنةٌ زرقٌ يخلنَ نجومَا

وقال النابغة:

فإنك كالليل الذي هو مدركي

وإن خلتُ أنَّ المنتأَى عنكَ واسِعُ

وقال زهير:

أخو ثقةٍ لا يذهب الخمرُ ما له

ولكنه قد يذهب المالَ نائلُه

وقال حسان:

ربَّ حلمٍ أضاعَهُ عدمُ الما

لِ وجهلٍ غطى عليه النعيمُ

وقال عمرو:

إذا لم تستطع شيئاً فدعهُ

وجاوزْه إلى ما تستطيعُ

وقال عبيد بن الأبرص:

المرءُ ما عاشَ في تكذيبِ

طولُ الحياةِ له تعذيبُ

وقال الأعشى:

أقصرْ فكلُّ طالبٍ سيمل

إذ لم يكنْ على الحبيب عولْ

وقال النابغة:

تعدُو الذئابُ على مَنْ لا كلابَ له

وتتقي مربض المستأسدِ الحَامِي

وقال الأفوَه الأوْدِيّ:

لا يصلح الناسُ فوضى لا سراةَ لهمْ

ولا سَرَاةَ إذا جهالهُم سادوا

وقال:

لا تحمدَنَّ امرأً حتى تجربهُ

ولا تذمنه من غير تجريبِ

وقال:

قعوا وقعةً من ينجُ لا يُخْزَ بعدها

ومن يخترمْ لا يتبعهُ الملاوِمُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي