الأبيات المرجلة

وخامسها: ، التي يكمل معنى كل بيت منها بتمامه، ولا ينفصل الكلام منه ببعضٍ يحسن الوقوف عليه غير قافيته، فهو أبعدها من عمود البلاغة، وأذمها عند أهل الرواية ؛ إذ كان فهم الابتداء مقروناً بآخره، وصدره منوطاً بعجزه، فلو طرحت قافيةُ البيت وجبتْ استحالتُه، ونسب إلى التخليط قائلُه ؛ كما قال الطائي:
عَدْلاً شبيهاً بالجنونُ كأنما
قرأتْ به الوَرْهَاءُ شطرَ كتابِ
وقال امرؤ القيس:
إذا المرءُ لم يخزَنْ عليه لسانَهُ
فليسَ على شيء سواه بخَزَّانِ
وقال النابغة:
هذا الثناءُ فإنْ تسمَعْ لقائِلِه
فما عرضتَ أبيتَ اللعنَ بالصفَدِ
وقال زهير:
فإنَّ الحقَّ مقطعُهُ ثلاثٌ
يمينُ أو نفارٌ أو جلاءُ
وقال عمرو بن براقة الهمداني:
متى تجمع القلب الذكي وصارِماً وأنفاً حَمِياً تجتنبْكَ المظالِمُ
وقال مالك بن حَريم الهمداني:
وما أنا للشيء الذي ليس نافعى
ويغضب منه صاحبي بقئولِ
بذلك أوصاني حريمُ بنُ مالكٍ
فإنَّ قليلَ الذَّمِّ غير قليلِ
وقال حسان بن ثابت:
لو يدبُّ الحوليُّ من وَلِدِ الذَّ
رِّ عليها لأندَبَتْهَا الكلومُ
وقال الحارث بن حلزة:
بينا الفتى يسْعَى ويسعَى له
تِيحَ له من أمرِه خالجُ
وقال جرير:
لو كنتُ أعلمُ أنَّ آخِرَ عهدِكُمْ
يومَ الرَّحيلِ فعلتُ ما لم أفعلِ
وقال أبو ذؤيب:
حميتْ عليه الدِّرْعُ حتى وجْهُهُ
من حرِّها يومَ الكريهة أسفعُ
وقال نهيك بن إساف:
سأكسِبُ مالاً أو تَبِيتَنَّ ليلةً
بقلبكَ من وجدٍ عليَّ غليلُ
وقال جرثومة بن مالك القريعي يمدح هلال بن أحوز المازني:
فتى إنْ تجدهُ معوِزاً من تلادِهِ
فليس من الرأي الأصيل بمعوزِ
وقالت الخنساء ترثي صخراً:
يهينُ النفوسَ وهونُ النفو
سِ يومَ الكريهةِ أَبْقَى لهَا
تم الكتاب، هو قواعد الشعر لثعلب بحمد الله تعالى وحسن توفيقه. 1