قواعد الشعر/المُعَدَّل من أبيات الشعر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المُعَدَّل من أبيات الشعر

المُعَدَّل من أبيات الشعر - قواعد الشعر

وقال: ما اعتدل شطراه، وتكافأت حاشيتاه، وتم بأيهما وقف عليه معناه. وإنما بذها سابقاً، ولاح دونها نَيِّراً، لاختصاصه بفضلها، وسلبه محاسنها، وأنها مستعيرة بعض زيه، ومتجملةٌ بما ناسبها منه، لتوسطته ذروتها، ونأيه عن التعدي والتقصير دونها. والتوسط ممدوحٌ بكل لغةٍ، موسومٌ بكمال الحكمة.قال الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }. وقال عز وجل: { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }وقيل: دين الله بينَ المقصرِ والغالي.وقيل: خير الأمور أوساطها. وبعد، فهو أقرب الأشعار من البلاغة، وأحمدها عند أهل الرواية، وأشبهها بالأمثال السائرة ؛ نحو: القتل أقل للقتل، ولا عذر في غدر، وأعذرَ من أنذرَ، وإذا ازدحم الجوابُ خفِي الصوابُ، والحاجة تفتق الحيلة، والوفاء عقد الإخاء، وبذل الموجود غاية الجودِ، ومن جاد ساد. فمن ذلك قول امرئ القيس:

الله أنجحَ ما طلبتَ به

والبرُّ خيرُ حقيبةِ الرحلِ

وقول النابغة:

اليأسُ عما فاتَ يعقبُ راحةً

ولربَّ مطعمةٍ تعودُ ذباحا

وقال زهير بن أبي سُلمى:

ومن يغترب يحسب عدواً صديقهُ

ومن لا يكرمْ نفسهُ لا يكرمِ

وقول طرفة:

ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلاً

ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

أرى الدهرَ كنزاً ناقصاً كل ليلةٍ

وما تنقصُ الأيامُ والدهرُ ينفدِ

وقول المرقش الأكبر:

ليس على طُول الحياة نَدَمْ

ومن وَرَاءِ المرء ما يَعْلمْ

وقال عدي بن زيد:

قد يدركُ المبطئُ من حظه

والخيرُ قد يسبقُ جهدَ الحريصْ

وقول الحطيئة واسمه جرول:

من يفعل الخير لا يعدم جوازِيَهُ

لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ

وقول لبيد:

أكذِبِ النفسَ إذا حدثْتَها

إن صدْقَ النفسِ يزرِي بالأملْ

وقول حسان:

فلا تفش سرك إلا إليك

فإنَّ لكل نصيحٍ نصيحا

وقول القطامى:

قد يدركُ المتأنِّي بعض حاجَتِه

وقد يكونُ مع المستعجِل الزَّلَلُ

وقول الأضبط بن قريع:

اِقْبَلْ من الدَّهر ما أتاك به

من قرَّ عيناً بعيشِهِ نفعهْ

وقول عبيد بن الأبرص:

من يسأل الناس يحرموهُ

وسائلُ الله لا يَخِيبُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي