قواعد الشعر/لطافة المعنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

لطافة المعنى

لطافة المعنى - قواعد الشعر

وقال في : وهو الدلالة بالتعريض على التصريح. كقول امرئ القيس:

أمرخٌ خيامهمُ أم عُشرْ

أمِ القلبُ في إثرهمْ منحدرْ

المَرْخ الزَّنْد، والعُشَر الزَّنْدَة، فالزَّند قائم، والزَّندة مسطوحةٌ على الأرض، وفيها فرض، فيوضع طرف عود المرخ القائم في الفرض الذي في لوح العشر المسطوح، ثم يدار فيورى ناراً ؛ فقال امرؤ القيس: أهم مقيمون كعود المرخ، أم قد حطوا للرحلة كانسطاح العشر، أم قد ارتحلوا، فالقلب في إثرهم منحدر ؟ وفيه أقوال أخرى كلها يدل على الإيماء الذي يقوم مقام التصريح لمن يحسن فهمه واستنباطه. وكقول امرئ القيس أيضاً:

وخليلٍ قد أفارقه

ثم لا أبكي على أثرهْ

وكقول مهلهل بن ربيعة:

يبكَى علينا ولا نَبكي على أحدٍ

لنحنُ أغلظُ أكباداً من الإبل

وكقول جرير:

وإني لأستحيي أخي أن أرى له

عليَّ من الفضل الذي لا يرى لِيَا

يريد أن أرى له نعمة عليَّ لا يرى لي مثلها عليه. وكقول الأعرابي:

وقد جعل الوَسْميُّ ينبتُ بيننا

وبين بنى رُومانَ نبعاً وشوحطا

يريد التغالب على الماء والكلأ. وكقول عروة بن الورد:

أقسم جسمي في جسوم كثيرة

وأحسُو قراحَ الماء والماء باردُ

يريد: أوثر أضيافي بزادي. وكقول نصيب في سليمان بن عبد الملك:

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله

ولو سَكتُوا أثنَتْ عليك الحقائبُ

يقول: لما فيها من عطائك. وكقول المثقب العبدي:

يجزي بها الجازون عنى ولو

يمنعُ شربي لسقتني يدي

يعني سيفه. وكقول الآخر:

وكمْ منْ قاذفٍ لك نال حظاً

فصادف ما يريدُ وما تريدُ

وصف رجلاً دعياً نسبه إلى دعوته فصادف ما يريد من إثباته نسبهُ، وصادف الشاعرُ ما يريد من بره وإجزاله عطيته. وكقول الأعرابي:

عجبتُ لهذه زجرتْ بعيرَي

فأقبل كلبنَا فرحاً يدورُ

ويخشى شرها جملي، وكلبي

يرجِّي خيرها فيما يخيرُ

يعني زجره بعيره إذا أراد أن يثور به يرجوه بشفتهِ ؛ فالبعير يكرهها للرحلة، والكلب يرجوها، لأنه دعاءٌ له.وفيه قول آخر. وكقول الشاعر يصف إبلاً واردة:

جاءتْ تهضُّ الأرضَ أي هضٍّ

تدفعُ عنها بعضهَا ببعضِ

يعني أنها مستوية في الحسن، فكلما رأيتَ واحدة، قلت: هذهَ ! !، وفيه تفسيرات أخر.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي