قوموا بنا نسأل الأموات في الرجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قوموا بنا نسأل الأموات في الرجم لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة قوموا بنا نسأل الأموات في الرجم لـ ناصيف اليازجي

قوموا بنا نَسأَلُ الأَمواتَ في الرُّجَمِ

ما يذكُرونَ منَ اللَذاتِ والأَلمِ

قد كانَ ما كانَ حُلماً فانقَضى ومضى

كأَنَّ رائيهِ لم يَحلُمْ ولم يَنَمِ

العيشُ في الأرضِ وَهمٌ أَهلُهُ عَدَمٌ

وما الذي يا تُرَى نرجو من العَدَمِ

بالأمسِ قد كانَ إبراهيمُ صاحبَنا

واليومَ في التُربِ أَضحَى صاحبَ الرِمَمِ

كأنَّهُ لم يَكُنْ رُكناً لطائفةٍ

ولا مَناراً لدارِ العِلمِ والحِكَمِ

أجَابَ طَوعاً دُعاءَ اللهِ حينَ دَعا

وتلكَ شيمةُ إِبراهيمَ في القِدَمِ

كسا الحِدادَ سِوى القِرطاسِ مُصطحِباً

بَياضَهُ حينَ جَفَّتْ عَبْرَةُ القَلَمِ

وعاهَدَ العينَ لا تُجري مَدَامِعَها

عليهِ ما لم تَكُنْ ممزوجَةً بِدَمِ

مَضى سريعاً فلم تَثبُتْ لهُ قَدَمٌ

مَن كانَ في كلِّ فَنٍّ ثابتَ القَدَمِ

وراحَ كَهلاً كأنَّ اللهَ عاجَلَهُ

شَوقاً إليهِ فلم يلبَثْ إلى الهَرَمِ

بَكَى عليهِ ذَوُو الحاجاتِ من أسَفٍ

ومَن بَكَى قاضيَ الحاجاتِ لم يُلَمِ

وكادتِ الصُّحْفُ تبكي بَعدَ مَصرَعِهِ

لو لا مَخَافَةُ مَحْوِ الدَّمعِ للكَلِمِ

بني مُشاقةَ إِنَّ الصَّبرَ حاجتُهُ

عندَ البَلا كاحتياجِ الطِبِّ للسَّقَمِ

هذا الذي كلُّ مَولودٍ يُصابُ بهِ

فلا حِمَى عِندَنا منهُ سِوى العُقُمِ

لا يَشتَكِ المَرْءُ غَدرَ البينِ مُتَّهِماً

إذ ليسَ بَينَهُما شيءٌ من الذِمَمِ

هذا الذي خُلِقَتْ كلُّ النُفوسِ لهُ

فتُحسَبُ النَّاسُ مَوتى قَبلَ موتِهِمِ

هذا هو المَلِكُ الجَبَّارُ مُقتَدِراً

على المَمالِكِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ

والعادلُ الحُكمِ لا يُرشَى على عَمَلٍ

وليسَ يَفرُقُ مخدوماً عن الخَدَمِ

مِنَّا السَّلامُ على مَن لا سَلامَ لَنا

منهُ ولا بَرْدَ يُطفي غُلَّةَ الضَرَمِ

وَلّى وقد سارَ عَنّا غَيرَ مُلتَفِتٍ

نبكي فيَضحَكُ مِنَّا غيرَ مُبتَسِمِ

ضاعَ النُّواحُ كما ضاعتْ مَدامِعُنا

عندَ الذي قد رَماهُ البينُ بالصَّمَمِ

قد أدركَ الحَقَّ يَمشي في الضِّياءِ بهِ

والقومُ في باطلٍ يَمشُونَ في الظُّلَمِ

يا أَيُّها النَّاسُ هَيُّوا الزادَ وانتَبِهوا

فالموتُ للنَّاسِ كالجَزَّارِ للغَنَمِ

من رَامَ أنْ لا يَرَى فَقْداً لصاحِبِهِ

يَسبُقْ إلى المَوتِ كي ينجو كمُنهَزِمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قوموا بنا نسأل الأموات في الرجم

قصيدة قوموا بنا نسأل الأموات في الرجم لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي