قومي أهاب من الحياة بشير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قومي أهاب من الحياة بشير لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة قومي أهاب من الحياة بشير لـ أحمد محرم

قَومِي أَهابَ مِنَ الحياةِ بَشيرُ

فَخُذوا سَبيلَ العامِلين وَسِيروا

الأمرُ جَدَّ فما لنا من عاذرٍ

إن نَحنُ نِمْنا والشُّعوبُ تطيرُ

ذَهَب القَديمُ وجاء عصرٌ ماله

بين العُصورِ الذّاهباتِ نظيرُ

الجِنُّ مِلءُ الأرضِ زَالَ حِجَابُهم

فَلَهُمْ بها بَعدَ الخَفاءِ ظهورُ

هُمْ في العُبابِ أراقمٌ ما يَنْقَضِي

منها الدّبيبُ وفي السّحابِ نُسورُ

إيهٍ شُعوبَ الإنس إن لم تنهضوا

فالعيشُ جَهلٌ والحياةُ غُرورُ

فيمَ السُّكونُ وكلَّ يومٍ مَارِدٌ

في الأرضِ من أُممِ الحياةِ يَثورُ

أَيظلُّ جَدُّ الغَربِ يَدأبُ صَاعِداً

والشّرقُ مَطويُّ الجَناحِ كَسيرُ

إنّا بَنوهُ فَلن يَرانا نَبْتَغِي

دِينَ الجُمودِ ولن نَراهُ يَبورُ

كَذَب المُضلَّلُ ما الحياةُ لِجَامدٍ

إنّ الحياةَ حَوادِثٌ وأُمورُ

ما حالُ مَنْ يُلقِي السّلاحَ مُجانِباً

والحربُ ثائرةُ العَجاجِ تَدورُ

إيهٍ بني مصرَ انْظُروا ما حولكم

وتأهَّبوا إنّ الخُطوبَ كثيرُ

كلُّ الممالكِ إنْ تَأمّلَ ناظِرٌ

حَرْبٌ وكلُّ العالمينَ مُغيرُ

في كلِّ يومٍ تَستطيرُ مصائبٌ

وتَموجُ في دُنيا الكِفاحِ شُرورُ

حقُّ البَقاءِ لِمَن يَصونُ ذِمارَهُ

والموتُ بالعانِي الذّليلِ جَديرُ

لا تَبخلوا بِالمالِ فهوَ لِمجدِكم

عِند البِنايةِ حائطٌ أَو سورُ

حقُّ البلادِ دَعَتْ تُريد أداءَه

والمالُ في حقِّ البلادِ يَسيرُ

ما عُذْرُكم ألّا يَفيضَ عَطاؤُكم

والنّيلُ فيّاضُ العَطاءِ غزيرُ

لا يَدَّعِي الإملاقَ والفَقرَ امْرُؤٌ

كَزُّ اليَدَيْنِ فما بِمصرَ فقيرُ

القوتُ لو يُعطيه مَن يشكو الطَّوى

لَحَلفتُ جَهْدي إنّه لَقَتورُ

ما جَادَ بَاذِلُ نفسِه لِبلادِه

وإنِ احْتَفَى مُثْنٍ ولَجَّ شَكُورُ

هو من مَواهِبها فإنْ يَبْخَلْ بما

وَهَبتْ عليها إنّه لَكَفُورُ

بئس الفَتَى يقضِي الحُقوقَ رِفاقُه

في النّائباتِ وَمَالُه مَذحورُ

لا يُنكرنَّ المرءُ فضلَ بِلادِه

فضلُ البلادِ على الرجالِ كبيرُ

هُم للفِداءِ فَما لَهمْ مُتزحزَحٌ

إنْ صَحَّ وِجدانٌ وبَرَّ شُعورُ

أوفى الرّجالِ على الحوادثِ مَن له

قَلبٌ بِحُبّ بِلادِه مَعْمورُ

إنّي بقومي إن تنكّرَ حَادِثٌ

أو جَلَّ أمرٌ جَامِعٌ لَفخورُ

صَدعوا قُوى الحِدْثانِ بالبأسِ الذي

فَتَر الزّمانُ وما عَراهُ فُتورُ

وتَدَفَّقُوا يَتَسابَقونَ إلى مَدىً

بالسُّحب عنه وبالبِحارِ قُصورُ

شَكتِ الكِنانةُ ظِمْئَها واسْتَمطرتْ

فَهَمى أميرٌ واستهلّ أجيرُ

لِمَنِ الكنوزُ اسْتُودِعتْ أَسْرارَها

تَحتَ التُّرابِ جَنادِلٌ وَصُخورُ

للجنِّ أو للعلمِ منذ تكدَّسَتْ

رَصَدٌ عليها قائمٌ وخفيرُ

لَبِثَتْ كَأوّلِ عَهدِها وتقادمتْ

أُممٌ مَشَتْ مِن فَوقِها وعُصورُ

يا أرضُ لولا البِرُّ من آبائِنا

ما غَيّبَتْ تِلكَ الكنوزَ قُبورُ

هَلْ أُخِّرَتْ إلا لِيشهدَ بعثَها

يومٌ يَجيءُ به الزَّمانُ خَطيرُ

أدِّى إلى مصرَ الأمانةَ إنّه

بَعثٌ لِمصرَ مُحبَّبٌ ونُشورُ

أنتِ الخِزانَةُ للزّمانِ وَرَيْبهِ

إن حَلَّ صعبٌ أو ألَمَّ عَسيرُ

إنّي رأيتُ الأمرَ بعد مِطَالِه

بلغَ المصيرَ وللأُمورِ مَصيرُ

لو كان لِلأُمَمِ الخِيارُ لما اشْتَفَتْ

منّا بما دونَ السِّماكِ صُدورُ

ماذا احْتِيالُ النّاقِميِنَ وقد مَضَى

قَدَرٌ لِمصرَ وأَهلِها مَقدورُ

أَوَ ما كَفَى ما ذَاقَ مِن آلامِه

شَعبٌ على نُوَبِ الزّمانِ صَبورُ

يا قومُ جِدُّوا في الحوادثِ واعْملوا

فالجِدُّ عَوْنٌ صادقٌ وظَهيرُ

حَفِظَ الإِلهُ بِلادَكم وأعزَّها

عَلَمٌ على أرجائها مَنشورُ

إن تذكروا اسْتقلالَ مِصرَ فإنَّه

رَمزٌ إلى اسْتِقلالِ مِصرَ يُشيرُ

لي مجدُه العالي وَطِيبُ ظِلالهِ

وله بياني الصَّادقُ المأثورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قومي أهاب من الحياة بشير

قصيدة قومي أهاب من الحياة بشير لـ أحمد محرم وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي