كأن دارين لها دار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كأن دارين لها دار لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة كأن دارين لها دار لـ ابن قلاقس

كأنّ دارين لها دارُ

فروضها المِعطالُ معطارُ

تحملُ عنه نفحاتُ الصَبا

نشراً به للصبِّ إنشارُ

فكلما استنشقتَهُ شاقَه

لنازحِ الأوطانِ أوطارُ

تلك شِفاءُ الوجدِ لو أنهم

صاروا بها من بعد ما ساروا

علّقْتُ قلبي بذِمامِ الهوى

وهْو خفير منه إخفارُ

وكان قلباً فغدا طائراً

له من الأكوارِ أوكارُ

في سُندسِ الكَلّة حوريّةٌ

تسكنُ قلبي وهو النار

أحدقتِ الشمسُ بها مثلَ ما

تحدِقُ بالمُقلةِ أشْفارُ

يا كوكباً يمنعُ أن يُجتلَى

غيثُ مَهىً أوطَفُ مِدرارُ

ودرّةً يحجُبُ عن نيلها

بحرُ وغًى بالبأسِ زخّارُ

أغريتِ بي الوجدَ وغررتِ بي

إنّ الغريرَ الطرْفِ غرّار

لا تحسَبي أن ثرت فتاكة

كلُّ قتيلٍ ما لهُ ثارُ

جورُكِ يمضي فيّ لو لم يكن

من أحمدَ المختارِ لي جارُ

حِبْرٌ له خُطَّ يَراعٌ به

يراعُ خطّيٍّ وخطّار

يبسِمُ منه الطرفُ عن سؤدد

ضاحكَ فيه النورَ أنوارُ

دوحٌ من المُعْجِزِ لا يجتَني

منهُ بغير السَمْعِ أثمارُ

لفظٌ عَوانٌ بين أحشائه

من المعاني العُقْم أبكارُ

يَبيتُ ساري النّهْجِ في فِكرها

رهنَ ضلالٍ وهْي إقْمارُ

حظُّ الموالي والمَعادي به

نفعٌ كما شاءت وإضرار

يرجو ويخشى حالتَيْها الوَرى

كأنها الجنّةُ والنارُ

وراحةٍ دينارُها درهمٌ

ودرهمُ الباخلِ دينارُ

لا يُمتَرى في أنها تمترى

أخلافَ نُعماها وتُمْتارُ

شادَ بها ربعُ الندى بعدما

أرداهُ إعصار وإعصار

ومنظرٌ عزّ نظيرٌ له

والناسُ أشكال وأنظارُ

في صفحتيهِ لمياهِ الحَيا

مُطّرِدَ الإجراءِ تيّار

للبِشْرِ برقٌ بين أرجائه

وللندى الفائضِ أمطارُ

وليس يُجدي الأثْرُ في صارمٍ

ما لِشَبا حدّيْهِ آثارُ

يا بنَ الألى طابتْ أحاديثُهُم

على التَمادي فهْي أسْمار

خذ مِدَحاً سحرُ بلاغاتِها

في سُدَف الأشعارِ أسحارُ

قصائدٌ أرسلَها خاطرٌ

في سُبُلِ الإحسانِ خطّارُ

تثني البلاغاتُ بمنطوقها

مستعبداتٍ وهْي أحرار

أغليتُها بَذْلاً وأعليتُها

فضلاً وللأشعارِ أسعارُ

فليَهْنِكَ الشهرُ الأصمّ الذي

أسمعُهُ للمَدْحِ تَكْرار

وليَبْقَ في المجدِ مقيماً فلي

جوّالُ مدحٍ منكَ سيّارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كأن دارين لها دار

قصيدة كأن دارين لها دار لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي