كانت بلادك في نواك محولا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كانت بلادك في نواك محولا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة كانت بلادك في نواك محولا لـ أحمد الكاشف

كانت بلادك في نواك محولا

فارجع إليها آملاً مأمولا

في الداء طبّاً في الكريهة سلوةً

في الخوف أمناً في العثار مقيلا

لولا جهادك راحلاً متنقِّلاً

لشكت إليك تنقُّلاً ورحيلا

تغدو تبوعاً للخليفة مخلصاً

وتروح بالهمم العلى مشغولا

هل بعد ما حادثته وشهدته

جذلان يحسبه العداة عليلا

هبه مريضاً كان أياماً أما

كان اللقاء على الشفاء دليلا

صف للرعية كيف مَكَّنَ عرشَهُ

في المشرقين وشيَّد الأسطولا

وانصح عباداً يزعمون الشر في

أن يستعيد إلى الفرات النيلا

هم أرجفوا بالحرب يبتدرونها

وتوقعوا التدمير والتقتيلا

وتسلموا عدد الدفاع كأنما

أضحى حماك إليهم موكولا

واستظهروا بالزاخرين ليقطعا

بين الضمائر والهوى ويحولا

قالوا استعان بنا على سلطانه

من أن يمد يداً إليه طولى

هل تستغيث بضيفك المملول من

أهليك والمولى الأعز قبيلا

ويجرد الترك الحسام لموقع

لا يغنينَّ الظافرين فتيلا

إن لم تجئْ بهمُ إليك سفينة

جعلوا جسورهمُ قنا ونصولا

هل في التآلف والتعاون فتنة

تجتاح جاراً أو تنال نزيلا

ما بال وهاب الأمان كما ادعى

أمسى يرى في كل فجٍّ غولا

ولقد يصر على التمادي لو رأى

من قومه الإرجاف والتهويلا

أو كان يأمن عصبةً عبسوا له

شهداء يأبون العناد عدولا

ومهذباً مستشرقاً متطوِّعاً

يقظان للبلد الأمين خليلا

وهو القَئُولُ الأريحيُّ وليتَه

كسواه يقدر أن يكون فعولا

لولا اتكال الصابرين على غد

ودّوا الرجوع إلى الليالي الأولى

لم يعذروا الحكم المجرِّبَ ظالماً

ولطالما عذروا الظلوم جهولا

ومن الحياة شعورهم بجراحهم

يشكون حتى تنتهي وتزولا

ومن القوى تهيامهم في ليلهم

يتلمسون نهارك المصقولا

ولربما ملأوا البلاد مواسماً

من بعد ما ملأوا البلاد عويلا

لا يفزعون إلى الغريب وإن رأوا

سيف القريب عليهم مسلولا

اللّه أدَّبنا بأكبر خلقه

فعلاً وأنفذ في الممالك قيلا

متباينون همُ ونحنُ شرائعاً

وطبائعاً ومنازعاً وأصولا

كِلْهُمْ إلى الدهر القدير لعلنا

لا نعدم التغيير والتبديلا

وإذا هممت بنا إلى استقلالنا

فالحزم أن لا نطلب التعجيلا

ومن المحال نجاتنا إن لم نكن

أرقى نفوساً منهم وعقولا

ولقد تطلعنا إليها شُمَّخاً

فارفع على الأجيال هذا الجيلا

هي غاية الآمال شتى سبْلُها

طوبى لمن جعل السلام سبيلا

يا حسنهم إذ ينجلون ولا نرى

إلا الوداد إليهم موصولا

إن يذكروا طاعاتنا نذكر لهم

درساً تلقَّتْه البلاد جليلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كانت بلادك في نواك محولا

قصيدة كانت بلادك في نواك محولا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي