كان المشار له بكل ملمة
أبيات قصيدة كان المشار له بكل ملمة لـ جعفر الحلي النجفي

كانَ المشار لَهُ بِكُل ملمة
دَهَت الأَنام فَأدهَشَت ألبابها
يَدعى لَها وَهِيَ الشَجي بصدورها
فَيسيغ عَن عَذب الفُرات شَرابَها
كَم حلَّ عُقدة معضل في رَأيه
وَكَم الوَرى شَدت إِلَيهِ عرابها
تَأتي الرَكائب وَالعياب خَلية
وَتَعود مالئة يَداه عيابها
أَنعم بِهِ خَلفا يَبين رشده
حكم الشَريعة زيغها وَصَوابها
رَأس لكل فَضيلة عرفت فَكُن
بِالراس مُقتدياً وَدَع أَذنابَها
وَرث المَكارم كابراً عَن كابر
فَسَمى البَرية شَيخَها وَشَبابها
تَأتي وُفود العلم ساحة داره
فَتمس في جبهاتها أَعتابها
فَلطالما اِختلفت إِلَيهِ وَأَكثَرَت
لِلأَخذ عَنهُ ذَهابها وَإِيابَها
تَتناظر العلما فَحيث تَشاجَرَت
رَدت إِلَيهِ سؤالَها وَجَوابَها
يَتسارَعُون لَهُ بِكُل عَويصة
فَيَحل مشكلها ويَفتَح بابَها
هُوَ لاسمه وَفق وَلا كَعِصابة
مُذ لَقبت ما وَافقت القابَها
قَد أَنزَل الدين الحَنيف بِخَيمة
قَصر السماك فَلَم يَصل أَطنابَها
يا رائِداً نَجع المَكارم فَاغترف
فَلَقَد وَردت مَع البُحور عبابها
وَإِذا اِنتَجَعَت سِواه عَدت بِخَيبة
أَو رُحت تَتَبع في البِقاع سَرابَها
نِظام كُل فَرائد جِماع كُل شَوارد
قَد أَعجَزَت طلابها
فلتركننَّ إِلَيهِ نَفس راقَبَت
يَوم القِيامة حَشرَها وَمآبها
تَاللَه إنَّ بحبه وَببغضه
قرن الإِلَه ثَوابَها وَعقابها
إِن المَكارم أَقسمت بِجماله
أَن لا تذيل عَلى سِواه ثِيابَها
رَضيته عَن خَلف الأَئمة نائِباً
أَبدا يَدل عَلى الهُدى نَوابها
نَظر الأَحاديث المحجب سرَها
فَأَماطَ عَنها سترَها وَحجابَها
جلى فَاحكمها وَجلى غَيره
فَأَعادَ مُحكم أَمرَها مُتشابها
يا باسِطاً لِلبَذل أَكرم راحة
بَيضاء تَخجل بِالسَماح سَحابَها
فَدَع الوَرى يَتشرفون بِلَثمِها
وَيَشم مِن يَستافها أَطيابها
لَو وازَنَتك الناس في علمائها
كانوا القشور وَكُنت أَنتَ لبابها
ما خابَ مِن منته هديك نَفسه
تطوي لحضرتك البقاع رحابها
يلقاك بَينَ الصالِحين مِن الوَرى
شَمساً تَحيد عَن القُلوب ضبابها
يَلقاك بَينَ أُولي النُهى صَمصامة
صَقلت تَجاريب الزَمان ذبابها
يَلقاك تَنثر مِن لِسانك بَينَهُم
دُرراً تمد لَها الكِرام رِقابها
يِلقاك تَدرُس بَينَهُم بِمَناقب
حَتّى المَلائك أَصبَحَت كِتابها
يا خاطب الأَبكار خُذ بدوية
جاءَتكَ سافِرة تَميط نِقابَها
كَم عَرَضوا فيها وَكَم خَطبت عَلى
شَرط الصداق فَلَم أَجب خِطابَها
ما إِن رَجَوت لَها ثَواباً إِنَّما
أَرجو بِأُخرى النشأتين ثَوابَها
شرح ومعاني كلمات قصيدة كان المشار له بكل ملمة
قصيدة كان المشار له بكل ملمة لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.