كتاب رثاء يحمل البث من قلبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كتاب رثاء يحمل البث من قلبي لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة كتاب رثاء يحمل البث من قلبي لـ جميل صدقي الزهاوي

كتاب رثاء يحمل البث من قلبي

إلى قبر ميت في طرابلس الغربِ

فيا جدثا في طيِّه نام شوكت

سقاك مُلِثٌّ ذو بعاع من السحب

تضمنت حرا يعلم اللَه أنه

إلى أن قضى قد كان والظلم في حرب

وكن إذا ما حل ساحة بلدة

يخاصم حزباً في المحاماة عن حزب

يحيط به الأحرار فيها كأنما

هو القطب والأحرار دائرة القطب

أخو عزمات ظل طول حياته

على لطفه لا يخلط الجدَّ باللعب

يخاطر في أمر الدفاع بنفسه

فيمشي مع الأحداث جنباً إلى جنب

يزور غمار الحادثات بكله

فيخرج من كرب ويدخل في كرب

ويبكي مع الباكي على ما أصابه

ويسعد بالمال الضعيف عن الكسب

من الأمراء العسكريين دأبه

صيان الحمى أكرم بذلك من دأب

له بالقضايا الفلسفية خبرة

يشاركني في البحث عنها وفي النقب

وأنظار صدق في الفنون دقيقة

وآراء علم هن أسنى من الشهب

وكان كحدِّ السيف غَربُ لسانهِ

مَضاءً ففل الموت من ذلك الغرب

تكافأ فيما بيننا ثابت الهوى

فلي حبه قد كان يحكى له حبِّي

أتتني أخبارٌ بموتك أنبأت

فغاب لها رشدي وطار لها لبي

وددت لو أني قبل منعاك ميت

ولم أتل شيئاً من نعيِّك في الكتب

ظفرت بقرب من حيناً فسرني

ولكن سريعاً ما انقضت دولة القرب

وقد قضت الأيام بالبعد بيننا

فطال على الأيام فيما قضت عتبي

وغادرتني أبكي المجالس نادبا

علاك بها لو كان ينفعني ندبي

أعاف لذيذ النوم في الليل إن دنا

وأشرق من جرَّاك بالبارد العذب

وكنتُ لعود من لقائك راجياً

فقطع آمالي قضاؤُك للنحب

وما الموت إلا منهل جامع وقد

وردتَ وإنا سائرون على الدرب

أشوكت ما ان عنَّ ذكرك خاطراً

بقلبيَ إلا واعترت رجفةٌ قلبي

دعتك المنايا بعد سقم ملازمٍ

فقلت لنفس فيك قد حشرجت لبي

هو السل ماذا يفعل الطبُّ نحوه

إذا كان يعي داؤُه حيلة الطب

تنشَّب في أحشاء صدرك ظفره

فأضعفه عن حرب مكروبه الألب

كأني بقومٍ حول جسمك خشع

لموتك من تُرك هناك ومن عُرب

قد استودعوا التابوت شخصك ثم قد

طووا ذلك التابوت في باطن الترب

فقلبٌ على ما كان ولهان آسف

وعينٌ على ما ناب دائمة السكب

وشيَّعك الجم الغفير مسافراً

إلى منزل قد ضاق من منزل رحبِ

إلى منزل داجي القرارة موحشٍ

يظل عن الأضواء والريح في حجب

فيسكن فيهِ المرء غير مخير

بعيداً عن الخلان والأهل والصحب

يقيم به كرهاً ويخضع للبلى

زماناً طويلاً لا يقاس على الحقب

وما ضرر الإنسان من طول مكثهِ

إذا كان فيه فاقد الحس واللب

أَإنا إذا متنا تظل نفوسنا

تطير بهذا الجو لآم نحن كالعشب

فنخصب أياماً تكون قليلة

ونجدب لما تنقضي مدة الخصب

فتخمد أنفاس وتيبس أوجه

لنا يبس أزهار بألوانها تسبى

وكم غادة كانت تميس بمشيها

كما تعبث الأرواح بالغصن الرطب

ففاجأها موت فراحت وخلفها

يشب ضراماً قلب عاشقها الصب

وكم من شعوب فرقتهم بكرههم

شعوب وكانوا قبل ملتئمي الشعب

فأين مضى القوم الألى أَرهفوا الظبى

وأين تولى قائدو الضمَّر القبِّ

وأين الذي قد كان يلبس زينة

وأين الذي قد كان يخطر في عجب

وكم عض هذا الموت من واسعى المنى

وكم غالَ هذا الموت من آمني السرب

سرى الركب ليلا ثم ما آب مخبر

فينبئُ أهل الحي عن ذلك الركب

ألم يبرحوا سارين أم تركوا السرى

وحلوا بسهل بعد ذلك أم صعبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كتاب رثاء يحمل البث من قلبي

قصيدة كتاب رثاء يحمل البث من قلبي لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي