كتاب يديك

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كتاب يديك لـ نزار قباني

1
كتبُ يديك .. أمير الكتبْ
ففيه قصائد مطلية بالذهب
وفيه نصوص مطعمة بخيوط القصبْ.
وفيه مجالس شعر ٍ
وفيه جدول خمر ٍ
وفيه غناءٌ
وفيه طربْ.
يداكِ سريرٌ من الريش ..
أغفو عليه,
إذا ما اعتراني التعبْ
يداكِ ..
هما الشعرُ , شكلاً ومعنى
ولولا يداكِ ..
لما كان شعرٌ
ولا كان نثرٌ
ولا كان شيءٌ يسمى أدبْ.
2
كتب يديك
كتابٌ صغير .. صغيرْ ..
ولكنه صار موسوعتي
فما تعلمت,
كيفَ النحاسُ الدمشقيُّ يطرقُ
كيفَ تحاك خيوط الحريرْ
ومنه تعلمتُ ,
كيف الأصابع تكتب شعراً
وأن حقولاً من القطن
يمكنها أن تطيرْ ..
3
كتاب يديك , كتابٌ ثمينْ
يذكرني بكتاب ( الأغاني ) ,
و ( طوق الحمامهْ ) ,
و ( مجنون إلزا ) ’
وأشعار لوركا
وبابلو نيرودا,
ومن أشعلوا في الكواكب
نار الحنينْ ..
كتاب يديك ..
يشابه أزهار أمي
فأول سطر من الياسمين
وآخر سطر من الياسمين
يداكِ ..
كتابُ التصوف, والكشفِ ,
والرقص في حلقات الدراويش
والحالمينْ ..
إذا ما جلستُ لأقرأ فيهِ
أصلي على سيد المرسلينْ ...
4
كتاب يديكِ
طريق إلى اللهِ,
يمشي عليه الألوفُ من المؤمنين
وبرقٌ يضيءُ السماءَ
وعزفٌ جميلٌ على المندولينْ.
كتابُ يديكِ , كتابُ أصول ٍ
وشعر ٍ .. وحبٍّ ..
وفقهٍّ .. ودينْ ..
تخرجت من إماماً
وعمري ثلاثْ سنينْ ...
5
كتابُ يديكِ
يوزع خبزَ الثقافة كل نهار
على الجائعين.
ويعطي دروسَ المحبة للعاشقين
ويلمع كالنجم , في عتمة الضائعينْ
وكنتُ أنا ضائعاً , مثل غيري
إلى أن قرأتُ كتابَ يديكِ
فأدركتُ نور اليقينْ.
6
حديثُ يديكِ,
خلالَ العشاءْ
يغيرُ طعم النبيذ,
وشكلَ الأواني.
أحاولُ فهمَ حوار ِ يديكِ
ولا زلتُ أبحثُ عما وراءَ المعاني
فإصبعة ٌ تستثير خيالي
وأخرى تزلزل كل كياني.
حمامٌ ..
حمامٌ ..
يحط ُّ على كتفي
فمن أينَ هذا الحمامُ أتاني ؟
و ( موزارت ) يصحو .. ويرقد
فوقَ مفاتيح هذا البيان
ويغسلني بحليب النجوم
وينقلني من حدود المكان ِ.
7
لماذا أضَيِّعُ
أمامَ يديكِ اتزاني؟
إذا ما لعبتِ بزر قميصي
تحولتُ فوراً ,
إلى غيمة من دخان ِ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي