كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا لـ معروف الرصافي

كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا

وأشهدت فيما قد كتبت الدهرا

ومن بعد اتمامي كتابة عهدها

جعلت الثريا فوق عنوانه طُغرى

وعلّقته كي لا تَناوّلَه يدٌ

بمنبَعَث الأنوار من ذروة الشعرى

لذاك جعلت الحق نصب مقاصدي

وصيّرت سرّ الرأي في أمره جهرا

وجرّدت شعري من ثياب ريائه

فلم أكْسُه إلا معانَيه الغُرّا

وأرسلته نظماً يروق انسجامه

فيحسبه المصغي لانشاده نثرا

فجاء مضيئاً ليله كنهاره

وإن كان بعض القوم يزعُمُه كفرا

اضّمنه معنى الحقيقة عارياً

فيحسّبه جُهالها منطقاً هُجرا

ويحمله الغاوي على غير وجهه

فيُوسعني شتماً وينظرني شزرا

رويدك أن الكفر ما أنت قائل

وأن صريح العُرف ما خِلتًه نُكرا

هل الكفر إلا أن ترى الحق ظاهراً

فتضرب للإنظار من دونه سترا

وأن تُبصر الأشياء بيضاً نواصعاً

فتُظهرها للناس قانية حمرا

إذا كان في عُري الجسوم قباحةٍ

فأحسن شئ في الحقيقة ان تَعرى

فيُبصرها من مارست عينه عمىً

ويسمعها من كابدت أذنه وَقرا

أحبّ الفتى أن يَستقلّ بنفسه

فيُصبِحِ في أفكاره مطلقاً حرّا

وأكره منه أن يكون مُقلِّداً

فيُحشَرَ في الدنيا اسيراً مع الأسرى

وما هذه الأوطان إلاّ حدائق

بها تُنبت الأفكار من أهلها زهرا

وما حُبّها إلا لأجل تحرّر

يكون إلى العَلياء بالناس مُنْجَرّا

وما حسنها إلاّ بأنّ سماءها

تضاحك من أحرارها أنجماً زُهرا

إذا كان في الأوطان للناس غاية

فحّرية الأفكار غايتها الكبرى

فأوطانكم لن تستقلّ سياسة

إذا أنتم لم تستقلّوا بها فكرا

إذا السيف لم يَعضُده رأيٌ محرَّر

فلا تأملنْ من حدّه ضربة بكرا

سواء على الإنسان بعد جموده

أحلّ بقفر الأرض أم سكن المصرا

إذا لم يَعش حرّاً بموطنه الفتى

فسمّ الفتى ميْتاً وموطنه قبرا

أحرّيتي إني اتخذتكِ قِبلةً

أوجّه وجهي كل يوم لها عشرا

وأمسك منها الرُكَنَ مستلماَ لهُ

وفي ركنها استبدلت بالحَجَر الحِجْرا

إذا كنت في قفر تخذتك مؤنساً

وإن كنت في ليل جعلتك لي بدرا

وإن نابني خطب ضممتك لاثماً

فقبّلت منك الصدر والنَحرَ والثغرا

وإن لامني قوم عليك فإنني

لملتمس للقوم من جهلهم عذرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا

قصيدة كتبت لنفسي عهد تحريرها شعرا لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي