كذا تنقضي الأيام حالا على حال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كذا تنقضي الأيام حالا على حال لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة كذا تنقضي الأيام حالا على حال لـ مهيار الديلمي

كذا تنقضي الأيّامُ حالاً على حالِ

وتنقرضُ الساداتُ بادٍ على تالي

ويلحَقُ أبناءُ النبيِّ أباهُمُ

على مَهَلٍ من سيرِ عمرٍ وإعجالِ

ضُحَى كلِّ يوم سالبُ من سَراتهم

بصيرَةَ عُمْيٍ أو هدايةَ ضُلَّالِ

إذا اخضرَّ فرعٌ منهم اغبرّ أصله

فصوّحَ حتى يتبعَ العاطلَ الحالي

ويا وشْكَ ما تمسى الديارُ خليّةً

إذا ذهب الباقي ولم يعد الخالي

مدارجُ تحت الأرض سوّتْ جسومَهم

وإن عَرَّجتْ أرواحهم أفْقَها العالي

سوى ما يُبَقِّي الدهرُ من بركاتهم

ضرائحَ أنوارٍ بها يسأل السالي

ولا كضريح أمس هِلْنا ترابَه

على جسدٍ باقي العلا في النَّقا بالي

على الطاهر ابن الطاهرين وإنّه

لهالةُ بدرٍ منه بل غابُ رئبالِ

بأيّةِ نفسٍ ليلةَ السبت روَّحَتْ

يدُ الموت لم تنقد لها قودَ أخلالِ

تباشرتِ الأملاك ليلاً بقربه

وأصبح منها في قبيلٍ وفي آلِ

سُقِينا به ميْتا كما كان جاهُهُ

لدى الله حيّاً عام جدبٍ وإمحالِ

فلله نفس كان وقت ارتفاعها

إلى الله والغيثُ المنزّلُ في حالِ

لئن بايعتنا المزنُ رُوحاً برُوحه

لقد غَبَنَتْناهُ من الثمن الغالي

قُنوطاً بني الحاجات إن نجاحها

بلا كافلٍ بعدَ الحسين ولا والي

أجِمّوا المطايا إنه عامُ قِعدةٍ

وفي غِيَرِ الأحوالِ تغييرُ أحوالِ

قفوا فانفضوا أذوادَكم حولَ قبرهِ

فلا حظَّ في حَطٍّ عَداه وترَحالِ

مضى من يخاف العتبَ وهو بنجوةٍ

ويرعَى مصوناً سُبّة القيلِ والقالِ

ومن بحرهُ طامٍ ويُروَى تعلُّلا

ببلِّ اللَّهاةِ من نطافٍ وأوشالِ

أبا أحمدٍ عوّدتني أن تُجيبني

فما وجهُ إعراضٍ زَوَى وجهَ إقبالِ

بكيتك لليوم الشريق بنقعه

وما رشَّ فيه الطعنُ من دمِ أوصالِ

وللسيفِ لم يعدَمْ مَضاءً وزينةً

بنصلٍ وجفنٍ جهدَ قيْنٍ ولا جالي

عُدِمْتَ فلم يظفَرْ بعاتق حاملٍ

يفرِّقُ حيناً بين شَنْفٍ وخَلخالِ

وللرمح فات الرمحُ بعدك أن يرى

شمائلَ عطّافٍ مع الطعن مياّلِ

وللسابق المنقول من ظهر لاحقٍ

إلى سبعة مما تنخّلها الفالي

حَمَى ظهرَه العالي نزولُك أن يُرى

مقاماً لراجٍ أو مفازاً لجَوّالِ

به نفرةٌ من سَرجه ولجامه

لفقدك مع لينٍ لديه وإسهالِ

وعمياء من طُرْقِ الحِجاج تلجلجتْ

بأصواتِ خُطّابٍ وأفواه نُقّالِ

توسّعت مع ضيق الخصام بفلجها

وأوضحت منها كلَّ لَبْسٍ وإشكالِ

وللأَرض يحيا تُربُها وهو ميِّتٌ

وإن لم يَجُدها صوبُ أسحمَ هطّالِ

بمالك أو يغنى بفقرك ربعُها

على قفره أو يَنْعَم الطللُ البالي

وللّيلة الظلماء قمتَ سراجَها

على رِجْلِ قوّالٍ مع الله عمّالِ

وبيت صلاةٍ شدتَه فوقفته

على دعواتٍ صالحاتٍ وأعمالِ

وللطارق المعترِّ إن لمَّ طارقا

تجاوده في النفس والأهل والمالِ

لَجَا مستضيفاً كلَّ بيتٍ يظنّه

فلا سامرٌ ولا نُباحٌ ولا صالي

إلى أن أراه اللهُ نارَك فاهتدى

على ضلّةٍ أُكرمتَ يا مُوقدَ الضَّالِ

على كلّ مأمولٍ سلامي فإنني

يئستُ وماتت يومَ موتك آمالي

لمن تَمخُضُ الأشعارُ بعدك زُبدةً

وتجمع بين الحاءِ والميم والدالِ

وَفَى بالجوى قلبي وقصَّر منطقي

فأكثرُ قولي فيك أيسرُ أفعالي

وإنك لو تسطيع منّاً ومُنَّةً

لداويت أوجاعي وداريت أوجالي

إذاً لحملتَ الحزنَ عني بكاهلٍ

ضعيفٍ على ما اعتاد من حمل أثقالي

يقولون تخفيفاً لحزني مُعمَّرٌ

نجا مِئَةً أو كاد مطلعَها العالي

وذاك عزاءٌ عنك لو يعقلونه

أمدُّ لدمعي بل أشدُّ لإعوالي

بقدرِ بقاءِ المرء قدرُ الأسى له

وذكرُ نعيمٍ دام لي بك أشقى لي

وما دُهِيَ الإنسانُ فيمن يحبُّه

بفقدٍ كأخذٍ جاء من طول إمهالِ

رثاك نسيبٌ ودّه ولاؤه

مُحِقٌّ إذا زُنَّ القصيُّ بإبطالِ

ومولاكُمُ فيكم على ما شرطتمُ

وإن بان عنكم في عُمومٍ وأخوالِ

فيا ليت لا يعدَمْ وفودُك عادةً

بشِبليْك من عطفٍ عليهم وإسبالِ

فما مات من عاشا لسدّ مكانِهِ

ولا حضرا وموضعٌ منك بالخالي

وما غادَيا أو راوحاك زيارةً

نراك بها مستبشرا ناعمَ البالِ

ولو ما أغبّاك الطُّروقَ كفتهما

خلافة جبريلٍ عليك وميكالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كذا تنقضي الأيام حالا على حال

قصيدة كذا تنقضي الأيام حالا على حال لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي