كذا فلينصر الدين الإمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كذا فلينصر الدين الإمام لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة كذا فلينصر الدين الإمام لـ أحمد الكاشف

كذا فلينصر الدينَ الإمامُ

ويملأ باسمه الأرضَ السلامُ

ويخمد بين أهليها ضرامُ

يسعِّره التنازع والخصامُ

كذا فليخرج الليث الهصورُ

من الأجمات مشتداً يثورُ

وتوقظه الولاية والأمورُ

نشيطاً بعد ما طال المنامُ

كذا فليرجع القوم الأعادي

إلى سبل الهداية والسدادِ

ومحض العلم أنك للعبادِ

ضياء حين يشتد الظلامُ

سكنتم يا بني عثمان دهرا

تعدون الكتائب فيه سرا

فظن عداتكم بالملك شرا

وقالوا أدرك الترك الحِمامُ

وأطمعهم سكونكمُ فصالوا

وجالوا واستطاروا واستطالوا

وصار لهم غرام واشتغالُ

بحربكمُ وفي الوطن ازدحامُ

وكانوا بائتلافهم استعانوا

فما لاقوكمُ حتى استكانوا

وهانوا خاضعين لكم ودانوا

ونالهم انكسار وانهزامُ

فراحوا عن حماكم خاسرينا

يعضون الأنامل نادمينا

صوادي بل حيارى صاغرينا

وهم قوم جبابرة عظامُ

وعادوا يملأون الأرض رعبا

ويلقون الأذى شرقاً وغربا

ليمتلكوا الورى عجماً وعُرْبا

فخاف الناس واضطربوا وهاموا

فدان البعض مقهوراً كسيرا

وقاوم غيرهم هذا المغيرا

وأشعل دون موطنه سعيرا

فهز الأرض بينهم اصطدامُ

وما خاف العدى إلا مجالا

بأرض الصين يشتعل اشتعالا

رهيباً دون ما يبغون حالا

فما عرفوا الطريق ولا استقاموا

ولاقوا من بني الإسلام جندا

غدا دون الحمى حصناً وسدّا

يهد بعزمه الأطواد هدّا

غيوراً لا يطاق له احتدامُ

فكم قاسوا أموراً معضلاتِ

هناك وحادثات مشكلاتِ

وأهوالاً كباراً معجزاتِ

يمكنها اختلاف وانقسامُ

فما وجدوا سبيلاً للنجاةِ

من النوب الصعاب المنذراتِ

بما يخشون في ماض وآتِ

سواك لأنك الملك الهمامُ

تداركت البلاد ومن عليها

بأمر سوف يملأ جانبيها

هدى ويعيد نضرتها إليها

كدأبك أيها المولى الإمامُ

وأحسنت الصنيع كما تشاءُ

إلى قوم إلينا كم أساءوا

ولولا رفق قلبك والإباءُ

غدوا وهمُ لخصمهمُ طعامُ

أمير المؤمنين لك الدعاءُ

نردده كما يقضي الوفاءُ

وطاعتك الشديدة والولاءُ

وقدرك والمواثق والذمامُ

ببعثتك الكريمة قال بشرى

زمان نال فيه الدين نصرا

على أعدائه براً وبحرا

وصار لملك عثمان التئامُ

لنشر الدين مرماها البعيدُ

وباسم اللّه مسعاها الحميدُ

وبالترحيب مطلعها السعيدُ

ومسلكها هنالك والمقامُ

سيبدي القوم حباً واحتفالا

بمقدمها وحمداً وامتثالا

ويلقون الأسنة والنصالا

ويبتدئُ التآلف والوئامُ

فللأبرار آيات الكتابِ

وإسداء المبرة والثوابِ

وللأشرار تشديد العقابِ

ونيران المدافع والحسامُ

صنيع في الورى سامٍ سنيُّ

على تحقيق ما نرجو قويُّ

به سر المهيمن والنبيُّ

وعز الدينُ والبلد الحرامُ

رعاك اللّه يا عبد الحميدِ

وصانك في رعاياك العبيدِ

ودام لرأيك السامي السديدِ

نفوذ في البرية واحتكامُ

فوا شوقي إلى يوم كريمِ

يعيد مفاخر المجد القديمِ

يريني الأرض ناضرة النعيمِ

يسود السلم فيها والنظامُ

يقرب بين غربيها دعاءُ

يردده إذا انطلق الفضاءُ

ويجمع بين شرقيها لواءُ

لسلطان يروم ولا يرامُ

لعمرك إنَّ لي أملاً قويا

غدا دون الخواطر لي نجيا

سأدرك نيله ما دمت حيا

مطاع الأمر في يدك الذمامُ

بني عثمان أنتم نور عيني

وسبلي بين آمالي وبيني

ومدحي فيكم شرفي وزيني

ولذات الشبيبة والمدامُ

ألستم خير من خاض الحروبا

ولاقى هولها فرحاً طروبا

وبدد عن مواطنه الخطوبا

فعاشت في أمان لا تضامُ

لكم وطن تحاذره الليالي

وعرش للخليفة ذي جلال

تحيط به المناقب والمعالي

وعز في البلاد له الدوامُ

سلوا البوسفور ذا اللجِّ المهيبِ

ومظهر ذلك البأس الرهيبِ

وثغر مدائن الملك الرحيبِ

أقبلكمُ له خضع الأنامُ

سقى الرحمن أرضكمُ وروّى

وشد عزائماً لكمُ وقوّى

ودمتم أشرف الأقوام عفوا

عن الجاني إذا وجب انتقامُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كذا فلينصر الدين الإمام

قصيدة كذا فلينصر الدين الإمام لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ستون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي