كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس لـ ابن دراج القسطلي

كَذا ينتهي البَدْرُ المُنيرُ إلى الشمْسِ

وتَمْتَزجُ النفسُ الكريمةُ بالنَفْسِ

وتَلْتَحِمُ الأنسابُ من بَعْدِ بُعْدِها

وتدنو القلوبُ المُوحشاتُ إلى الأنسِ

ويُجْمَعُ شملُ الوَصْلِ من فُرْقَةِ القِلى

ويُرْفَعُ بَنْدُ الوَصلِ من مَصْرَعِ النِّكْسِ

كجمعِ سُلَيْمانَ النبيِّ بصِهْرِكُمْ

ذوي يَمَنٍ والشامِ والجِنِّ والإنسِ

وتأليفِ ذِي القرْنَينِ إذ هُدِيَتْ لَهُ

كرِيمةُ دارَا دَعوَةَ الرُّومِ والفُرسِ

فأْهلاً بذاتِ التَّاجِ من سَلَفِ العُلا

إلى ابنِ ذَوي التِّيجانِ فِي سالِفِ الحَرْسِ

إلى وارِثِ الأحسابِ هُوداً وتُبَّعاً

وباني العُلا بالدِّينِ سَمْكاً عَلَى أُسِّ

ولابِسِ حِلْمٍ قَدْ تناهى مَدى النُّهى

وحاجِبِ مُلكٍ قَدْ عَلا حاجِبَ الشَمْسِ

ويا رُبَّ حَرْبٍ أسْمَعَتهُ دعاءها

بِهِنْدِيَّةٍ عُرْبٍ وألسِنَةٍ خُرْسِ

فكم سَلَّ من كَرْبٍ وأنْقَذَ من عَمىً

وَروَّح من رُوحٍ ونفَّسَ من نَفْسِ

وأسْبَلَ من غَيْثٍ ومَلَّأَ من يَدٍ

وكم فَكَّ من غُلٍّ وأطْلَقَ من حَبْسِ

زكا فَرعُها فِي آلِ ذِي النُّونِ سُنَّةً

بِهَا رَاقَتِ الأثمارُ فِي يابِسِ الغرسِ

فلِلَّهِ أكْفاءٌ تدانَوْا لِصَفْقَةٍ

من الصِّهْرِ قَدْ جلَّتْ عن الغَبنِ والوَكسِ

وذكَّرَهُمْ يومُ التخاذُلِ يَوْمَهُمْ

بموتِ عهودٍ كُنَّ يَحْيَيْنَ بالأمسِ

فأسمَعَهُمْ داعي تُجيبَ فمثَّلوا

الدَّاعِي إلى الجودِ والبأسِ

فيا ذِمَّةَ الصِّهر الَّذِي شَدَّ عَهْدَها

بخاتِمَةِ الآياتِ من آيةِ الكُرسِي

فَعَفّتْ رسومَ الغَدْرِ من ظاهرِ الثرى

وخَطَّتْ وفاءَ العهدِ فِي صَفْحَةِ الشَّمسِ

وسلَّتْ منَ الإقبالِ والهَدْي والهُدى

صوارِمَ لا تُثْنى بِدِرْعٍ ولا تُرْسِ

إذا غَنِمَتْ جاءَتكَ بالأمنِ والمُنى

وإن غضِبتْ أنحَتْ عَلَى الشُومِ والتَّعْسِ

بسَرَّاءَ مِمَّا ثَبَّتَ اللهُ أو مَحا

وشَحناءَ مما يَنْسخُ اللهُ أو يُنسي

لها أعيُنٌ أهْدى إلى الحَقِّ من قَطاً

وألسِنةٌ بالسَّلْمِ أخطبُ من قَسِّ

وما قَصَّرَتْ عن ساعِيَيْ آلِ مُرَّةٍ

لصُلْحِ بني ذُبْيانَ والحَيِّ من عَبْسِ

ولله مَا زُفَّتْ ليحيى كتائِبٌ

مُرَوِّعَةُ الإقدامِ مُرْهِبَةُ الجَرْسِ

يُضِيءُ الدُّجى من عِزِّ من حَلَّ وَسْطَها

ويُظْلمُ عنها ثاقِبُ الوَهْمِ والحِسِّ

ويُحجَبُ بالرَّاياتِ فِي مُشرقِ الفَلا

ويُشْرقُ بالإعظامِ فِي الظُلَمِ الدُّمْسِ

وقد رُفِعَتْ رَفْعَ الحصونِ قِبابُها

عَلَى حُلَلِ الإحصانِ والطُّهْرِ والقُدْسِ

وحُلِّيَتِ البيضُ الصَّوارم والقنا

عَلَى الدُّرِّ والياقوتِ لُبساً عَلَى لُبْسِ

هِداءٌ هَدى سُبْلَ الرَّغائِبِ وانْتَحى

يُنَشِّرُ مَيْتَ السَّلْمِ من ظُلَمِ الرَّمْسِ

ويومُ بِناءٍ قَدْ بَنى فرْجَةَ المُنى

بعُرْسٍ غَدَتْ منه المكارِمُ في عُرْس

وقد أذَّنا فِي الأرضِ حَيَّ ومَرْحَباً

إلى المَشهَدِ المذكورِ والمَنظَرِ المُنْسي

يُريكَ النجومَ الزُهْرَ فِي مَجْلِسِ القِرى

من الطَّاسِ والإبريقِ والجام والكأسِ

وسَقْيٌ يُنَسِّي الإلفَ ريقةَ إلفِهِ

وطعْمٌ لهُ وقعُ الحياةِ من النَّفْسِ

وأمواهُ وَرْدٍ فِي وُرُودِ حِياضِها

شفاءُ الظِّماءِ الهِيمِ من غُلَّةِ الخِمسِ

وغَيمٌ من العُودِ الذَّكيِّ تراكَمَتْ

أعاِليهِ حَتَّى كِدْنَ يُوجَدْنَ باللَّمْسِ

وغالِيَةٌ تكسو المشيبَ شَبابَهُ

وتُنَبِتُ سُودَ العُذْرِ فِي الأوْجُهِ المُلْسِ

مكارمُ أضحت للرجال مغانماً

بلا نصب المغزي ولا سُنَّةِ الخُمْس

فإنْ حَمَلَتْ من بعدِها سَيْفَ فِتْنَةٍ

يَدٌ فَتَخَلَّتْ من أنامِلِهَا الخَمْسِ

وإن أوْتَرَتْ قَوساً إلى رَمْيِ مُسْلِمٍ

فلا انْفَصَلَتْ عن مَقْبِضِ العَضْمِ والعَجْسِ

ولا ضاعَتِ الأنسابُ بالغَدر والقِلى

ولا بِيعَتِ الأحسابُ بالثَّمَنِ البَخْسِ

ولا زالَ مَا ترْجُوهُ أقْرَبَ من غَدٍ

ولا انْفَكَّ مَا تخشاهُ أبْعَدَ من أَمْسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس

قصيدة كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي