كفى واعظا منه الدموع تسيل
أبيات قصيدة كفى واعظا منه الدموع تسيل لـ الغشري

كفى واعظاً منهُ الدموعُ تسيلُ
وخطبَا عظيماً في الحَشَاءِ يَعُولُ
وأمراً فظيعاً يصدَعُ الصُّمَّ وقْعهُ
وتُذْهَلُ ألبابٌ له وعقولُ
فبينا الفتى في أهله متهلِّلاً
يفوقُ على أقْرانِه ويطولُ
له الحلُّ ثم العقْدُ لا رأْيَ دونَهُ
إلى رأيه كلُّ الأمور تَؤُولُ
هو الصمد المصمودُ في كل حاجةٍ
عزيزٌ مطاعٌ سَيِّدٌ وجليلُ
غَدَا رَبَّ إيرادٍ وربَّ عظائم
برؤيتهِ عنكَ الهمومُ تَزُولُ
على وجههِ سيما النعيمِ نضارةً
لَدَى قصرِهِ ما يشتهيه أكُولُ
حَلاَئِلُه تسْعَى إليه بما اشتهى
خرائِدُ بيضٌ في الحرير تَجُولُ
وأولادُهُ مثلُ الكواعبِ زهرةً
لهم فرحَةٌ في بَيتهِ وصليل
وفي الأملِ الممدود عاش منعَّماً
فنعمَ حليلاتٌ ونعم حليلُ
فعمَّا قليلٍ هلاّ سمعتُمُو
بأنَّ فلاناً في الفراش عليلُ
فهلاَّ تَرَوْنَهُ فعادُوا وأكثروا
وجاءَ طبيبٌ حاذقٌ ونبيلُ
فما زادَهُ إلاَّ ثَواءً طبيبُهُ
وحالاتُ أمرٍ للفراقِ يَئُولُ
فعُوَّادُه مَلُّوا ومَلَّ أقاربٌ
سياستَهُ ما الحالُ حين تحولُ
فقالوا فلانٌ قد تثاقَلَ إذ غَدَا
يجودُ بنفس واللسانُ ثقيلُ
فأخرجَ عزرائيلُ بالكُرْه رُوحَهُ
فآيَسَ أهلُوه وخابَ خَليلُ
فضجَّتْ يَتَامَاهُ ونِسْوةُ قَصره
لَهُنَّ رنينٌ فاجعٌ وعويلُ
فأُخْرجَ من بين الأرائكِ راغماً
إلى ضيق لحدٍ بئس ذاكَ مَقِيلُ
رهيناً بما قد كان يَعْمَلُ قاطناً
إلى البعثِ والبعثُ العظيمُ مَهُولُ
هنالك حكُم العدلِ إمَّا جَهَّنمٌ
مَصِيرٌ وإمَّا جنةٌ وحَجُولُ
فمن يَلُم الزُّهَّادَ إن فارقُوا الدُّنَى
ولذَّاتِها إنَّ العذولَ جَهُولُ
ألا إنَّ بالأقوامِ يا صاحِ جُنَّةً
سوى زاهد والزاهدونُ قليلُ
وأحمدُ ربي والصلاةُ على الذي
إلى كل خلْق اللهِ فهْو رَسُولُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة كفى واعظا منه الدموع تسيل
قصيدة كفى واعظا منه الدموع تسيل لـ الغشري وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.
عن الغشري
سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي. من شعراء القرن الثاني عشر.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب