كقصة البعير والجمال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كقصة البعير والجمال لـ ابن الهبارية

اقتباس من قصيدة كقصة البعير والجمال لـ ابن الهبارية

كقِصَّة البَعير وَالجمال

وَالشَّيء قَد يعرف بِالمثال

أوقره مِن الشآم ميرة

فاستقبلا سرية مغيره

لم يَرها مِن بَعدِها وَغفلته

عَن أمرها وَشغله بفكرته

فأبصر البَعير ما لَم يبصره

فَقالَ للجمال وَهوَ ينذره

إِني أَرى الخَيل إلينا تقبل

وَإِنَّني عَن النَجاة مثقل

فَألق عَن ظَهري هَذا واركب

وانج وَإِن عز النجاء فاذهب

قالَ لَهُ الجمال إفكاً تذكر

ضجرت إِذ أنتَ ثَقيل موقر

تريد أَن أطرح عَنكَ الحملا

لأجل هَذا قَد سئِمت الثقلا

قال لَه انظر إِلى العجاج

قال لَه وجد في اللجاج

ذاك غُبار عانة أو قافله

أَو خلسة عَن العَدو جافِله

قالَ وَهذِه نواصي الخَيل

قَد أقبَلَت مُسرِعَة كَالسيل

قالَ عَسى فيهم لَنا معارف

أَو عَرَبي أَو فَتى محالف

قال لَه البَعير خل الهوسا

لا يَدفع الخَطب لعلَ وَعَسى

قال لَه أخذي دون راحتك

مِن ثقله فخل عَن وَقاحتك

قالَ له البَعير وَهوَ يَضحَك

هَذا الرَقيع في كيادي يهلك

وَأدركته الخَيل في مَكانه

وَشَد في الأَوثق مِن أَشطانه

وَهَكذا خَليقة الصَّياد

لا يَقبَل الصحيح للكياد

فَلَو أَردت لأقمت شاهِدا

ألفا كَما يَرضى بِه وَلا واحِداً

لَكنه يَقتلني فَما لي

أدله عَلى كُنوز المال

قال لَه الشَّيخ وَقَد تَحَيرا

وَاِرتاعَ مِن مَقالِهِ لَما اِفتَرى

دَلَلتَني فَما أُبالي الآنا

أقمت أم لَم تقم البُرهانا

فَلا تكايدني فَما أُبالي

صَدقت أَم كَذَبت في المَقال

مثلي لا يَغتر بِالمحال

فالاغترار أقبح الخلال

فَإِنَّما أَنت ظَليم نازح

مَع الوحوش سائر ورائح

مِن أَين تَدري علم ما في منزلي

مِن الكُنوز في الزَّمان الأَول

لَو كُنتَ تَدري الغَيب أَو علمتا

سعدت بالعلم وَما شَقيتا

جَهلت أَمرَ نفسك المسكينة

حَتّى غَدَت موثوقة رَهينه

وَتدعي العلم بِما في داري

لا يَعلم الغيوب إِلا الباري

قال لَه جَهلك بِالأَسرار

أرداكَ في مَواقع البوار

أعرفها معرفة صحيحة

وَالحر لا يكذب في النصيحة

فَوافق المَعروف مِن صفاتِها

ما ذكر الظليم مِن سماتِها

ثُم كناه مُسرِعاً وَنسبه

وَقَص كُل أمرِه وَمكسبه

تَهوراً فَوافق السعادة

قال صدقت وَبغى الزيادة

قال لَه الآن تَرى إِنساناً

مُعارِضاً يُنشدنا قعدانا

يَقود مِن أَولادِها فَصيلاً

تَحسبه مِن ضَعفِه عَليلا

يتبع فحلاً داعِرياً أَعورا

وَإِنَّها مِنهُ قَريباً لَو دَرى

وَكان قَد أَبصَر قَبل ذَلِكا

تِلكَ الجمال شرداً رواتكا

تذكر حال رَبِها وَسقبها

وَأمه تَشكو غَرام قَلبِها

فانطلق الشيخ بِهِ قَليلا

ثَم رَأى الناشد وَالفَصيلا

فأطلق الظَّليم إِذ رآه

مُصَدقاً للحين ما حَكاه

وَجد في رَواحه فَجاء

لحرصه أَولاده عَشاء

فَلم يُكلمهم وَبات يَحفر

فَخرب الدار كَذاكَ المدبر

وَلامهُ الناس وَقالوا جَنا

في أَي شَيء طمع المعنى

وَلَم يَزَل في حَفرِها يَجتَهد

فَلَم يَجد شَيئاً وَكَيفَ يَجد

وَهَكَذا تريد أَن تَخدَعني

بِقَولك الحُلو وَإِن تَصرَعني

قالَ لَه الشيخ وَما تُريد

مِن قَتل مثلي إنهُ بعيد

ما لي في رحلي مَع الأَصحاب

وَما مَعي شَيء سِوى ثِيابي

وَهيَ كَما تبصرها أَسمال

يَقبح في أَمثالها القِتال

إِنكَ إِن كَفَفت عَن أَذاتي

أَعطيتك المَفروض مِن ذَكاتي

وَقُلت للرفقة هَذا طالب

وَحقه مِن الزكاة وَاجب

وَهيَ لما أَقولهُ مصدقه

نلتُ كَثيراً طَيباً مِن صدقه

وَكانَ خَيراً لَكَ في الدارين

مِما تَرى في مَوتتي وَحيني

فَاِنخدع الفاتك بالمحال

وَقالَ هَل تصدق في المَقال

أحلف على ما قُلت مِنهُ فحلف

وَانصرف الشيخ الشديد وَانحرف

حَتَّى إِذا ما لَحِقا بالركب

قالَ اربطوه جَيداً يا صَحبي

فَإِنَّهُ لص خَبيث حارب

للمسلمين ناهب وَسالب

فَرَبط الفاتك رَبطاً مُحكَماً

وَعادَ فيهِ خَصمهُ محكما

قالَ لَه الناسك وَهوَ يَضحك

بغيت وَالبَغي مشوم مهلك

وَقَعت بعد ضَربك الأَمثالا

وَذكرك الظليم وَالجَمالا

قال لَه الفاتك كَيفَ أفتك

بِمَن أراني في يَديهِ أَهلك

مِن أَمن القَضاء فَهوَ مُشرك

إِن القَضاء لِلعباد أَملك

لا تَفرَحن فَالحَديث سائر

إِنِّي مَخدوع وَأنتَ غادِر

وَالغَدر بِالعَهد قَبيح جدا

شَر الوَرى من لَيسَ يَرعى عَهدا

إِنكَ قَد مَلَكتَني فَأَسجح

وَامح حَديث غَدرك المستقبح

إِني أَسير لا أَرى نَصيراً

وَذو العلا لا يقتل الأَسيرا

شر خِلال المَرء قَتل الأَسرى

أَول مَقتول يُقال صَبرا

حجرٌ وَحجرٌ صاحب النَّبي

وَكان في الأَحوال مَع علي

وَقَد بَلَغت ما أَردت مِني

فامنن فَهَذا الوَقت وَقت المن

قال لَه تب مخلصاً فَتابا

فَجمع الرفاق وَالأَصحابا

وَقَص ما كان مِن الحَديث

وَقالَ إِن الغَدر للخبيث

وَالآن قَد تاب مِن الفَساد

وَصارَ في الدين مِن العِباد

فَجَمعوا شَيئاً مِن الزكاة

وَبادَروا إَلَيهِ بِالهبات

وَأطلقوه فَغَدا يَقول

خَدعت عَن رايك يا جَهول

مَن نالَ ما يُريده فَقَد غَلَب

قَد اِتَفَقنا وَاِختَلَفنا في السَّبب

شرح ومعاني كلمات قصيدة كقصة البعير والجمال

قصيدة كقصة البعير والجمال لـ ابن الهبارية وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن ابن الهبارية

محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى. ابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك. وله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً. قال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد. وتوفي في كرمان. من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و (نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط) ، و (فلك المعاني) ، و (ديوان شعر) أربعة أجزاء.[١]

تعريف ابن الهبارية في ويكيبيديا

ابن الهَبَّاريَّة (414 - 509 هـ / 1023 - 1115 م) هو شاعر عربي من شعراء العصر العباسي. هو محمَّد بن محمَّد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمَّد بن عبد الله ابن العبَّاس، نظامُ الدِّين أبو يَعْلى العبَّاسيُّ الهاشميُّ، عُرِفَ بابن الهَبَّاريَّة نسبةً إلى جدِّه لأمِّه هَبَّار.نظم حكايات «كليلة ودمنة» شعراً في كتاب أسماه «نتائج الفطنة في كليلة ودمنة» وله أيضاً «الصادح والباغم» وهو مجموعة من الأراجيز على نمط كليلة ودمنة أيضاً.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الهبارية - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي