كلما كتبتُ قصيدة حب شكروكِ أنت …

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كلما كتبتُ قصيدة حب شكروكِ أنت … لـ نزار قباني

1
قصائد الحب التي أكتبها
هي من حياكة أناملك .
ومنمنمات أنوثتك .
لذلك ، كلما قرأ الناس قصيدة جديدة لي
شكروكِ أنت …

2
إن كل أزهاري ،
هي من محصول بساتينك .
وكل نبيذي ، هو من عطاء كرومك .
وكل خواتمي ، هي من مناجم ذهبك .
وكل أعمالي الشعرية
تحمل على غلافها إمضاءك …

3
يا التي قامتها ، أعلى من قامة الأشرعة .
وفضاء عينيها .. أوسع من فضاء الحرية .
أنت أجمل من كل الكتب التي كتبتها .
والكتب التي أفكر بكتابتها …
ومن القصائد التي أتت ..
والقصائد التي سوف تأتي …

4
لا يمكنني أن أعيش
دون أن أتنفس الهواء الذي تتنفسيه .
وأقرأ الكتب التي تقرأينها .
وأطلب القهوة التي تطلبينها .
وأسمع الموسيقى التي تسمعينها .
وأحب الأزهار التي تشترينها .

5
لا يمكنني أن أنفصل عن هواياتك أبداً .
مهما كانت ساذجة ..
ومهما كانت طفولية .. ومستحيلة ..
فالحب هو أن أقتسم معك كل شيء ..
ابتداء من دبوس الشعر ..
حتى ورقة الكلينكس …

6
الحب هو أن لا يكون لي جغرافيتي
ولا يكون لكِ تاريخك .
هو أن تتكلمي بصوتي ..
وتبصري بعيني ..
وتكتشفي العالم بأصابعي …

7
كنتُ من قبلك
أبحث عن امرأة استثنائية
تدخلني عصر التنوير .
وعندما عرفتك .. أتممتُ ديني ..
وأكملت ثقافتي !! .

8
لا أستطيع أن أكون محايداً
مع امرأة تبهرني .
ولا مع قصيدة تدهشني .
ولا مع عطر يزلزلني .
فلا حياد أبداً
بين عصفور .. وحبة قمح !! .

9
لا أستطيع أن أجلس معك أكثر من خمس دقائق ..
دون أن يتغير تركيب دمي .
ودون أن تطير الكتب من مكانها ..
واللوحات من مكانها ..
والمزهريات من مكانها ..
وأغطية السرير من مكانها ..
ويختل توازن الكرة الأرضية ..

10
أقتسم القصيدة معك ..
كما أقتسم جريدة الصباح .
وفنجان القهوة .
وقطعة الكرواسان .
أقسم اللغة معكِ على اثنين .
والقبلة على اثنين ..
والعمر على اثنين ..
وأشعر في أمسياتي الشعرية
أن صوتي يخرج من شفتيك …

11
بعد أن أحببتك .. بدأت أكتشف
كيف يتشابه جسد المرأة .. وجسد القصيدة ..
كيف تتلاقى تفاصيل الخصر .. وتفاصيل الشعر ..
كيف يتحد اللغوي .. والأنثوي ..
وكيف ينسكب سواد الحبر .. في سواد العيون ..

12
نحن نتشابه حتى الدهشة ..
ونتداخل حتى المحو ..
تتداخل أفكارنا .. وتعابيرنا ..
وأذواقنا .. وثقافتنا ..
وشؤوننا الصغيرة ..
حتى لا أعرف من أنا ؟
ولا تعرفين من أنت ؟ ..

13
أنت تتمددين على الورقة البيضاء ..
وتنامين فوق كتبي ..
وترتبين أوراقي ودفاتري ..
وتضبطين حروفي ..
وتصححين أخطائي ..
فكيف أقول للناس إنني الشاعر
وأنتِ التي تكتبين ؟؟ ..

14
الحب هو أن يخلط الناس بينك وبيني
فإذا اتصلوا بك هاتفياً
أجبت أنا ..
وإذا دعاني الأصدقاء إلى العشاء
ذهبت أنت ..
وإذا قرأوا لي قصيدة حب جديدة ..
شكروك أنت !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي