كل الذين عن المواطن غابوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل الذين عن المواطن غابوا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة كل الذين عن المواطن غابوا لـ جميل صدقي الزهاوي

كل الَّذين عَن المواطن غابوا

يا أم إلا أحمداً قد آبوا

يا أم قد جاءَ البَريد ولَم يجئ

من أَحمَدٍ يا أم بعد كتاب

أَخبرته يا أم في كتبي له

أني مرضت فَلَم يوافِ جواب

يا أم إن بقاءَ أحمد غائباً

للصبر مني والعزاء غياب

يا أم في قلبي اضطراب ماله

يا أم عن قلبي الشقيِّ ذهاب

يا أم مثلي وَالزَمان أمضّني

يا أم لَيسَ عَلى البكاء يعاب

ما كانَ ظني أن أَحمد مزمع

عني رَحيلاً لَيسَ منه مآب

يا أم إني اليوم صرت بأَحمدٍ

بعد الوثوق بعهده أرتاب

قالَت لَها الأم الشَفيقة خولة

ما كل ظنّ يا سعاد صواب

أَسعاد أَنت مريضة وأَخاف أن

تزداد فيك من الأسى الأوصاب

لا تَتْهميه بالسلو فَربما

عاقته في أَسفاره أَسباب

قَد يوقف الإنسان عَن منويِّه

ما لَيسَ قبلاً يَحتَويه حساب

لي من تأخر كتبه عنا نعم

عجب إذا فكرت فيه عجاب

لكن ذلك قَد يَكون لباعث

ظني بكشف غطائه كذاب

وَلننتظر يومين بعد فربما

تأتي لنا بحديثه الأصحاب

إنَّ الحَقيقَة عند ذلك تَنجَلي

فَيَزول عنا هَذا الاستغراب

زارَت سعاداً في المَساء صَديقةٌ

للدمع فوق خدودها تسكاب

قالَت لَها ما لي أَراك كَئيبةً

أَرَبابُ ماذا تَعلَمين رباب

لِم أَنت ساكتةٌ بربك أَخبري

هَل عض أَحمدَ للحَوادِث ناب

لا تَكتمي عني مغبة أَحمَدٍ

أَلَهُ بسوءٍ يا رباب أَصابوا

ماذا سمعت تحدثي فَقَد اِلتَوت

مني لأجل بكائك الأعصاب

قالَت عزاءَك يا سعاد تجلدي

فَلَقَد تقوَّض للرجاء قباب

إن اللصوص أَتوا بليلٍ أَحمداً

واِغتاله طمع لهم غلاب

قَد جاءَ في هَذا لِزَوجي قاسم

من صاحبٍ هَذا الصباح كتاب

أَخذت سعاداً رجفة عَصبية

من هول ما سمعت وَضاع صواب

فكأنما نبأُ الفَجيعَة جذوةٌ

وَكأَنَّما إِخبارها إِلهاب

من بعد ما اِحترقت بها اِنقضَّتْ كما

ينقضُّ من كبد السماء شهاب

وَتقلَّبت فوق التراب كأنها

حملٌ تعجَّل ذبحَهُ القصّاب

سقطت وَقَد خطف الرزية لونها

فكأنها فوق التراب تراب

رفعت إليها الأم واطئَ رأسها

وغدت تسائلها وليس تجاب

ثم اِرعوَت من بعد ساعة غيبةٍ

تَبكي كأن عيونها ميزاب

وَتَقول يا أم استبد بحكمه

فيَّ القضاء فَلي عليه عتاب

يا موت إنك أَنت حلو فاِقترب

إنَّ الحَياة من المرارة صاب

يا موت غيري إن يَهبَك فإنني

أنا لا أهابك والحياة أهاب

أمنيتي قد صرت من أمنيتي

أمنيتي أنَّ الحَياة عذاب

يا أم قد أَتَت الحتوف تزورني

أَهلاً وَسهلاً أَيُّها الأحباب

يا أم منها استوهبي لي مهلة

يا أم حتى ترجع الغياب

يا أم إن هناك أحمد يَبتَغي

عوداً إِليَّ ودونه الأبواب

ما تلك أَبوابٌ فَقَد حققتها

بل إنها بين الطَريق هضاب

وكأَنَّما في كل قمة هضبة

يا أم من تلك الهضاب غراب

غربان بينٍ في الروابي وُقَّعٍ

منها يدوّي في الفلا التنعاب

وأَرى الطَريق أمام أَحمد واضحاً

لكن عليه يا سلام ذئاب

يا رب عونك فالذئاب تلوح لي

مثل اللصوص وَفي الأكف حراب

يا أحمد اثبت في مكانك باسلاً

لا يوهننّك منهم الإرهاب

كن حيث أنت وَلا تخف ستجيء من

قبل الحكومة ذادةٌ أنجاب

تأتي لخفرك بعد عشر دقائق

منهم كهولٌ لا تني وَشباب

درء الحكومة عَن رعيتها الأذى

متحتِّم وَلَها الحماية داب

وَسيقبضون عَلى اللصوص وَتَنتَحي

بهمُ السجون وإن ذاك عقاب

وَتَعود مخفوراً إِليَّ مشيعاً

فيُقرُّ هذي العين منك إِياب

يا أم قَد هَجموا عليه بجمعهم

في مرة وَالهاجمون صعاب

يا أم وهو مدافع عَن نفسه

يا أم ما إن أحمدٌ هيّاب

شرعت حراب الهاجمين تنوشه

لِلَّه أحشاءٌ هناك تصاب

قَد خرَّ من أَلم الجراح لجنبه

وَتلطخت بدمائه الأثواب

قَتَلوا حليلي أمسكوهم إنهم

فروا إلى تلك الشعاب وَغابوا

قَتَلوه وَيلي ثم وَيلي غيلة

والقاتِلون أسافلٌ أَذناب

أين الحكومة أين أين رجالها

ناموا وَنوم أولي الحراسة عاب

أخذت تسليها هنالك خولةٌ

وَسحاب همّ سعادَ لا ينجاب

حتىّ قَضَت حزناً وذلك بعدما

عبثت بناعم جسمها الأوصاب

فتبوأت جدثاً به نامَت سقى

جدثاً به نامَت سعاد سحاب

كانَت كعاباً في غضير شبابها

لو أخَّر الموتَ الزؤامَ شباب

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل الذين عن المواطن غابوا

قصيدة كل الذين عن المواطن غابوا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ستون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي