كل امرئ مصبح في أهله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل امرئ مصبح في أهله لـ محمد عثمان جلال

اقتباس من قصيدة كل امرئ مصبح في أهله لـ محمد عثمان جلال

كُلُّ امرئٍ مصبحٌ في أَهلِهِ

وَالمَوت أَدنى مِن شِراكِ نَعله

وَعاقِلٌ من كانَ شَخص حينِهِ

ممثَّلاً ما دامَ نُصبَ عَينِهِ

لا سِيَّما إِن بلغ المَشيبا

وَكانَ يَومُ مَوتِهِ قَريبا

فَكُلُّ لَمحَةٍ مَضَت مِن عُمره

تذكُرهُ بِلحده وَقَبرِهِ

وَلَم يَكُن يُغنيه مالٌ وَنشب

وَلا يَقيهِ وَزَرٌ وَلا نَسَب

وَلا جَمالٌ لا وَلا مروَّه

وَلا شَبابٌ لا وَلا فتوَّه

كُل الأَنام عِندَه مُقيَّده

لَم تَحمِها برُوجُها المشيَّده

وَإِنَّما الغُرور طبع العالمِ

إِذ يَطلُبون طُول عَيش دائمِ

قَد سقت عَنهُم لَكُم حِكايَه

تُبَيِّنُ الرُشدَ مِن الغوايه

شَيخٌ أَتاه المَوت وَهوَ في سِنه

وَكانَ عاشَ قَبلُ تسعينَ سَنَه

وَمُذ رَآه قامَ مِن نُعاسهِ

وَطارَ فَوراً عَقله مِن راسه

وَقالَ يا موت عَلامَ تفجَأُ

أَلَيسَ لي في الناس مِنكَ مَلجَأُ

ما ضَرَّ لَو أَبقَيتَني يَومين

أنظر حالي وَأسدُّ ديني

يا مَوت لم مِن قَبلُ ما أَخبَرتا

وَلم أَزعجتَ َما صَبَرتا

إِصبر قَليلاً يا أَخي فَزوجَتي

تريد أَن آخذها بِصحبتي

لَم يَبقَ إِلّا أَن أَشوف اِبنَ ابني

وَغُرفَةً فَوقَ السُطوح أَبني

إِصبر عَلَيَّ يا أَخي ما أَعجَلك

قالَ لَهُ المَوت أَخي ما أَغفَلَك

يَا أَيُّها الشَيخ الكَبير الفاني

قُم وَاِندَرج في حُلَّة الأَكفان

تَزعم أَني اليَوم قَد فَجأتُك

وَأَنَّني مِن غَير صَبر جئتُك

أَلَم تَعِش تسعينَ عاماً قَد مَضَت

وَكُلها في الغَيِّ وَاللَهو اِنقَضَت

قُل لي مَن في مصرَ عاشَ مِثلك

مَن الَّذي خُلِّدَ فيها قَبلَك

تَبغي نَذيراً وَأَتاكَ ألف

مَضبوطَةً ما صح فيها خلفُ

الشَيب وَالضَعف وَفَقد الحس

وَقلةُ الهَضم وَضيق النَفس

وَكُلُّ شَيء فيكَ قَلَّ نَفعه

وَالزَرع قَد صافَ وَآن قَطعه

عَلام يا مسكين تِلكَ الحَسرَه

وَكَيفَ تَرجو نصرةً مِن كَسرَه

في ظُلمة القَبر عفت أَقرانك

وَالآن هم تَحتَ الثَرى جيرانك

فَقُم بِنا ندركهم سَويّه

وَلا تَعد تَحتّج بِالوَصيّه

إِن الَّذي عمر فيها عُمرك

لَيسَ عَلى هَواه فيها يُترَك

بَل هُوَ كَالضَيف الَّذي أَقاما

يَومين في دارٍ وَإِلّا عاما

في بكرةِ الرَحيلِ يُبدي شُكرَهُ

لِصاحب الدار الَّذي قَد بَرّهُ

وَيَنثَني بِخفةٍ لا بِثقل

يَا أيُّها الشَيخ تَفَضَّل بِالعَجَل

وَاِنظُر إِلى الصِغار كَيفَ ماتَت

وَغادَرَت شَبابها وَفاتَت

كَذاكَ في الحَرب وَفي القِتال

تجندلُ الشُبان وَالأَبطال

وَاِعلَم بِأَن النَفسَ لا تَهونُ

وَعِندها تُستصعبُ المنونُ

وَأَحرَصُ الناسِ عَلى الحَياةِ

أَقربهم عُمراً إِلى المَماتِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل امرئ مصبح في أهله

قصيدة كل امرئ مصبح في أهله لـ محمد عثمان جلال وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمد عثمان جلال

محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي. شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده (1249 هـ 1833 م) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد. اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي. وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية، ثم عينه الخديوي توفيق (وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط. ولاقته المنية1898 م. له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.[١]

تعريف محمد عثمان جلال في ويكيبيديا

محمد عثمان يوسف جلال، شاعر ومترجم وأديب مصري من واضعي أساس القصة الحديثة والرواية المسرحية في مصر، وكان من ظرفاء عصره. ولد عام 1828 ببلدة «ونا القس» مركز الواسطى محافظة بني سويف بمصر، وتوفي بالقاهرة عام 1889م[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد عثمان جلال - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي