كل شيء سوى المليك يبيد
أبيات قصيدة كل شيء سوى المليك يبيد لـ النعمان بن بشير الأنصاري

كُلُّ شَيءٍ سِوى المَليكِ يَبيدُ
لا يَبيدُ المُسَبَّحُ المَحمودُ
مالِكُ المُلكِ لا يُشارَكُ فيهِ
وَلَهُ الحُكمُ فاعِلاً ما يُريدُ
عالِمُ الغَيبِ وَالشَهادَةِ وَالفَض
لِ وَذو المَنِّ وَالجَلالِ الحَميدُ
وَلَهُ الدَينُ قاضِياً مُتَعالٍ
هُوَ يُبدي بِعِلمِهِ وَيُعيدُ
وَلَهُ الشيبُ وَالشَبابُ جَميعاً
كُلُّهُم وَالمُرَشَّحُ المَولُودُ
وَلَهُ الجارِياتُ في لُجَجِ البَح
رِ فَمِنها مَواخِرٌ وَرُكودُ
وَلَهُ الطَيرُ في السَماءِ تَراهُن
نَ قَريباً وَدونَهُنَّ صُعودُ
لَيسَ لِلّهِ ذي المَعارِجِ فيمَن
تَحمِلُ الأَرضُ وَالسَماءُ نَديدُ
قَد رَأيتُم مَساكِناً كانَ فيها
قَبلَكُم قَومُ تُبَّعٍ وَثَمودُ
وقُرونٌ لَقَتُهُمُ رُسُلُ اللَهِ
شَعَيبٌ فَكَذَّبوهُ وَهودُ
وَاِبنُ مَتى الَّذي تَدارَكَهُ اللَهُ
مِنَ الغَمِّ وَهُوَ فيهِ عَميدُ
فَدَعا دَعوةً وَقَد غَيَّبَتهُ
ظُلَمٌ دونَها حَنادِسُ سُودُ
قَد أَتاكُم مَعَ النَبِيِّ كِتابٌ
صادِقٌ تَقشَعِرُّ مِنهُ الجُلودُ
فَاِتَقوا اللَهَ وَاَحذَروا شَرَّ يَومٍ
قَمطَريرٍ عَذابُهُ مَشهودُ
فَطَعامُ الغُواةِ فيها ضَريعٌ
وَشرابٌ مِنَ الحَميمِ صَديدُ
كُلَّما أُخرِجَ اللَعِينونَ مِنها
ساعَةً مِنَ عَذابِ غَمٍّ أُعيدوا
وَإِذا قيلَ هَل تَقارَبَ مِنها
قالَتِ النارُ هَل لَدَيكُم مَزيدُ
وَتَرى الناسَ يُحسَبونَ مِنَ الكَر
بِ سُكارى بَلِ العَذابُ شديدُ
وَقَفَ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً
فَشَقِيٌ مُعذَّبٌ وَسَعيدُ
وَالنَبيّونَ عِندَهُ بِمَكانٍ
في عَلاءٍ وَالصالِحونَ قُعودُ
رَحمَةُ اللَهِ يَومَ ذاكَ تنَجّي
مَن نَجا مِن عَذابِهِ وَالجُدودُ
إِنَّما هَذِهِ الحَياةُ غُرورٌ
بَعدَها الفَصلُ بَينَكُم وَالخُلودُ
رَبِّ إِنّي ظَلَمتُ نَفسي كَثيراً
فَاِعفُ عَنّي أَنتَ الغَفورُ الوَدودُ
وَقِني شَرَّ ما أَخافُ فَإِنّي
مُشفِقٌ خائِفٌ لِما تَستعِيدُ
مِن خطوبٍ إِذا ذَكَرتُ ذُنوبي
وَقَرَأتُ القُرآنَ فيهِ الوَعيدُ
يَومَ نُدعى إِلى الحِسابِ وَمَعنا
يَومَ نَأتيكَ سائِقٌ وَشَهيدُ
خَيرُ ذُخرٍ مَعَ اليَقينِ لِعَبدٍ
عَمَلٌ صالِحٌ وَقَولٌ سَديدُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة كل شيء سوى المليك يبيد
قصيدة كل شيء سوى المليك يبيد لـ النعمان بن بشير الأنصاري وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن النعمان بن بشير الأنصاري
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي. أمير، خطيب، شاعر، من أجلاء الصحابة، من أهل المدينة، وأبوه صحابي جليل له مكانة عند الرسول فقد كان يعقد له لواء السرايا. وأمه عمرة بنت رواحة أخت الصحابي عبد الله بن رواحة والنعمان أول مولود للأنصار بعد الهجرة، وقد سمع وروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، الحديث ولم ترد عنه أخبار في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وروي أنه تأخر مع رهط من أهل المدينة عن بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه!، (ومنهم زيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت ) وسافر إلى الشام والتحق بمعاوية وكانت زوجة عثمان رضي الله عنه (نائلة بنت الغرافصة) أعطته القميص الذي ضرّج بدم عثمان وأصابعها التي قطعت ورسالة إلى معاوية وشهد معه صفين. وولي النعمان على الكوفة في عهد معاوية وطرده أهلها فأرسله إلى مصر فرده أهلها أيضاً. وفي أيام مروان بن عبد الملك ناصر النعمان ابن الزبير فطلبه مروان فأدركه رجل من أهل حمص يقال له: عمرو بن الخلي كان النعمان قد حدّه في الخمر فقتله واحتز رأسه. ويذكر ياقوت أن قبره في (السلمية) بحمص. وتنسب إليه معرة النعمان بلد أبي العلاء المعري إذ أنه مر بها ومات له ولد فدفنه فيها فنسبت إليه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب