كل ما تبتغيه منا الحياة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل ما تبتغيه منا الحياة لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة كل ما تبتغيه منا الحياة لـ جميل صدقي الزهاوي

كل ما تبتغيه منا الحياة

هو أن لا تصيبها النكبات

وهي إن نابها الأذى فتمادى

لم يطل للايلاف منها الشكاة

حسبها أن تكون بين تضاعف

أذاها في ساعة لذات

إنها وحدها السعادة إلا

أنها ما لها طويلا ثبات

إنما في الحياة جمع لما ش

ت وفي الموت للجميع شتات

غير أن الحياة ليس سواء

فهي أما نعم وأما أذاة

ولها أن راقبتها من قريب

حسنات ومثلها سيئات

حبذا لو كانت لصاحبها قد

غلبت سيئاتها الحسنات

أنا راض عنها وان تك قد حا

قت أخيراً منها بي الويلات

طب بعيش به الحياة تجود

إنها إن تصرمت لا تعود

أغتنمها فأنت بعد قليل

جثة تحتوي عليها اللحود

حبذا أحلام الحياة حساناً

والأماني جمة والوعود

إنما في الهواء طلقاً لمن يحي

ا وفي نور الشمس عيش رغيد

والذي يسمع العنادل تشدو

ويرى أزهار الربيع سعيد

أنت في مخصب من العيش ترعى

قل فماذا من بعد هذا تريد

كل ما يبسط الحياة صديق

لك أما ما غمها فلدود

ولقد لا تسر شيخاً حياة

هو منها ذاك القريب البعيد

وإذا ما مللت أرضاً ومنها

سرت تبغي أخرى فأنت الرشيد

كل شيء إذا نزلت بلاداً

لم تطأها قبلا فغض جديد

لا تقل للجمال في الأرض حد

ليس في الأرض للجمال حدود

أبصر الدوح انه فينان

وانظر الزهر انه فتان

وارمق المورقات خضراً جلاهن من الليل عارض هتان

واسمع الورق فوق أفنانها الملد

تغني كأنهن قيان

ليس ما تبصر العيون بأبقى

روعة مما تسمع الآذان

وكأن الرعد الملعلع ليلا

هو ضحك الطبيعة الرنان

وكأن البرق الملألئ فيه

هو للحسن باسما عنوان

وكأن النجوم حين تراها

لؤلؤ في السماء أو مرجان

وكأن الصباح ساعة يبدو

مسفراً خود جسمها عريان

وكأن الشمس المضيئة تنو

ر تلظى في جوفه النيران

كأن الأشياء بعد جفاء،

قد أرادت أن يسعد الإنسان

اعترت نفسي هزة الأفراح

حينما بان لي بياض الصباح

ولقد كان قبله الليل يدجو

قابضاً للقلوب والأرواح

وتلوح النخيل في عدوتي دج

لة للناظرين كالأشباح

وعليها الحمام يهتف شجواً

ولعل الهتاف صنو النواح

حبذا الصبح ماسحاً لظلام

الليل عن حر وجهه الوضاح

وكأن الصباح عذراء فكت

عن نصيع قد بض زر الوشاح

ثم مرت بالروض تنصت فيه

لأغاريد البلبل الصداح

بسمت للاقاح بعد سلام

واحتفت بالجورى بعد الاقاح

أخذت قبضة من النور فيا

ضاً وألقت به على الأدواح

ما زمان الشباب إلا ربيع

فيه نور يزهو ونبت يضوع

طلعت للسرور فيه نجوم

ثم غابت عني فعز الطلوع

وكأن الشباب للجذل الدا

ئم واللهو والهوى ينبوع

لم يزل بي إلى الشباب وأيا

م له قد ذهبن عنه نزوع

حبذا لو يكون لي بعد أن

ولى شبابي يوما إليه رجوع

ما أحب الحياة عندي وان كا

نت بأحشائي اليوم منها صدوع

إنها لا تزال مالكة تأ

مرني أن أطيعها فأطيع

هي أفراح مرة وهموم

وابتسامات تارة ودموع

لم يحبب إلى عيشي إلا

أمل غامض الحدود وسيع

كل ما حف بالحياة جميل

غير أن البقاء فيها قليل

شجر باسق تغنى طيور

فوق أفنانه وظل ظليل

وعلى مقرب من الدوح يجر

ي جدول سكب ماؤه سلسبيل

وبساط نسيجه الزهر قد ج

رت عليه من الرياح ذيول

تطلع الشمس في الصباح فتعلو

في سماء زرقاء ثم تميل

فإذا ما علت يسر غدو

وإذا ما مالت يطيب الأصيل

نحن لولا الحياة كنا جماداً

ما له إحساس ولا معقول

ولعل الجمال في النفس منا

وبها للخفاء عنه ذهول

وكأن الأشياء قد خلقت لي

غير أني عنها بها مشغول

يا حياتي أنت الحقيقة عندي

فيك حتى أموت نحسي وسعدي

أيها الليل إنني من مكاني

لسلامي إلى نجومك أهدي

أيها البدر كنت تطلع قبلي

أيها البدر سوف تطلع بعدي

أيها البرق في السحاب تألق

أنت سيف مجرد ذو فرند

أيها الصبح أنت أجمل شيء

لسروري جماً يعيد ويبدي

أيها اليوم موسم أنت فخم

شغل الناس بين أخذ ورد

أيها الشعر أنت أشجى غناء

أنا فيه أبث صادق وجدي

ليس شعر يقوله شعراء

قلدوا من تقدموهم بمجدي

إنما الشعر ما إذا انشدوه

كان يستنهض الشعوب ويهدي

أو أثار الشعور في سامعيه

مثل لحن من ذي أغاني يشدي

ولقد عاب القوم في سربهم أن

ني إذا ما طاروا معاً طرت وحدي

سبقت لي سعادة وشقاء

في حياتي وضحكة وبكاء

ولقد هونت على النفس مني

قبل هذا ضراءها السراء

غير أني وهنت في كبري عن

حمل ما كلفتني الأعباء

ثم إني ما زلت صباً بها

يغلبني يأس تارة ورجاء

إنني لم أزل أشاء بقائي

غير أن الأيام ليست تشاء

ذهب الصيف والربيع سريع

ين وجاء الخريف ثم الشتاء

وخبت للشقاء ناري إذا ال

برد قريس وليلتي ليلاء

وسألقى منيتي عن قريب

إنني من لقائها مستاء

ما لنفسي تخشى لقاء المنايا

ولماذا يروع هذا اللقاء

أ لأني إذا هلكت عداتي

كل ما قد أحبت الحوباء?

وإذا الأرض في غد بلعتني

لا تراني ولا أراها السماء

أبعدوا عني كل شيء فإني

إن أمت لا تفيدني الأشياء

أيها الموت إنما أنت آتي

أنت يوماً مجردي من حياتي

أيها الموت أنت من بعد حين

مخرجي من نورٍ إلى الظلمات

أيها الموت فيك بعد قليل

أيها الموت تنتهي حركاتي

ما حياتي ألا كسلسلة أنت س

تأتي في آخر الحلقات

وسيأتي يوم سأحرم فيه

كل ما في الحياة من طلبات

وسيبلى في جوف قبري جسمي

وستفني ذاتي وتفني صفاتي

أنا من بعد ما سأهبط قبري

تتساوى عيشتي وغداتي

أيها الموت أنت حزن لأصح

ابي جميعاً وبهجة لعداتي

أنت للبعض من اجل الرزايا

ولبعض من أكبر الحسنات

كم بطفل فجعت أما رؤوما

وفجعت الأبناء بالأمهات

كم تخرمت بين زمر ورقص

ليلة العرس من فتى وفتاة

عبثاً قد حاولت أن لا أموتا

عبثاً قد رفعت حولي البيوتا

عبثا قد جمعت خوف ضياع

كل ما كان من أموري شتيتاً

بعد تلك المسومات عراباً

ليس بدعاً أن اركب التابوتا

ينكر العقل أن تدوم حياة

قد تقصي كتابها الموقوتا

وهو بعد اختباره موشك أن

يتعدى في جحده الملكوتا

قد بدت لي حقائق غير إني

شئت عن ذكر ما بدا لي السكوتا

حان لي أن أردى فتحمل نفسي

معها أسراراً ثبتن ثبوتا

حيثما التفت أشاهد أمامي

شبح الموت مشبهاً عفريتا

فأرى النار في يد تتلظى

وأرى السيف في يد أصليتا

أيها الموت إنما أنت قاسي

أيها الموت رافة بالناس

أيها الموت ما لخطبك إن حا

ق مرد ولا لجرحك آسى

تعتري الناس إن مررت عليهم

وقفة في القلوب والأنفاس

طالما قد أقمت في ردهة الدا

ر المناحات موضع الأعراس

ونقلت الذين عاشوا بنعم

من قصور شمٍ إلى الارماس

وكأني إذا هلكت جماد

لم يكن لي شيء من الإحساس

بي لا تمشي بعد ذلك رجلي

فوق ارض ولا يفكر رأسي

ما لما قد بنيته من صروح

للأماني فخمة من أساس

أنت يا موت بالجميع تحيق

ما نجا حتى اليوم منك رفيق

أنت تستهوي كل فرد فيغفي

وإذا ما أغفى فلا يستفيق

رب حر إذا تجاهر بال

حق يقولون كافر زنديق

أيها الموت استبقني للقوافي

أنا يا موت بالبقاء خليق

ليس بي نازعا إلى الهلك يوماً

نسب لي في الهالكين عريق

لست أدري إذا اتبعتك في س

يري إلى أين بي سيفضي الطريق

أي حزن به يحس وبرح

عندما يدفن الصديق الصديق

أنت كاللص قاحم للقصور

هاتك في جرأة للستور

تنزع المثرى السعيد من الأص

حاب والمال والفراش والوثير

تاركا خلفه يتامى صغاراً

ونساء يلد من بيض الصدور

ومن القصر تنقل السيد الض

خم إلى جوف مظلم من حفير

أنت ذئب الأكواخ تخطف أطفا

ل ذويها من حضنهم والحجور

أنت ذو سلطان على كل نفس

أنت في الأرض حاكم والسماء

أنت في الحكم مستبد فلا تن

زل يوما فيه إلى الآراء

أنت في السهل والجبال من الأر

ض وفي الماء كامن والهواء

أنت لا يخفي عن عيونك فرد

في الدجى أنت مبصر والضياء

أنت باب يفضي بمن ولجوا في

ه إلى اللانهاية السوداء

منتهى للظهور في مسرح الكو

ن لناس ومبدأ للخفاء

نكصت عن لقائك الأقوام

فإذا أنت الواثب الهجام

أنت جلاد الناس تسرف في الق

تل وأنت المفاجئ الهدام

نازعاً للصغير من عضد ال

أم وللأم من بنان الصغير

فرويداً يا موت انك قد

أسرفت في القتل ثم في التدمير

تتنزى على الجماجم تدمى

ساخرا من كرامة الجمهور

ما لما قد قضيته من مرد

ما لما قد خططت من تغيير

أنت داء وليس كالأدواء

أنت رزء وليس كالأرزاء

أنت وحش ما زال في كل يوم

والغاً من شراسة في الدماء

أنت أقوى ناب بشدق الرزايا

أنت أمضى سيف بأيدي القضاء

كلنا في أمواج بحرك نفني

ثم لا يفنى بحرك القمقام

يهلك الشيخ الهم والرجل الكا

هل والطفل راضعاً والغلام

لك في محقنا تمد الليالي

والليالي تمدها الأيام

وإذا ما انتجعت جسما سليما

كثرت من روادك الأسقام

وإذا كنت نازلا بمكان

فهو موبوء ليس فيه سلام

إن داء به تموت الصعالي

ك كداء به يموت الهمام

تبلغ النفس يوم أودى مداها

لا سماء ولا نجوم أراها

وذا ما أوديت كانت حياتي

قد أتى من أيامها منتهاها

أنها من حقيقتي كل شيء

كيف صبري عنها وما لي سواها

في حياتي ذاتي وأما المنايا

فهي فقدانها فلا أرضاها

هويت نفسي أن أعيش وان لم

تك في يوم حرة في هواها

وإذا ما نفس أقامت برمس

فقد أسود ليلها وضحاها

إذا ما بانت عن الجسم نفس

يتساوى ضلالها وهداها

ويح نفسي فإنها ستلاقي

""بغتة حتفها؛ فما أشقاها""

لا أرى عوض الشمس بعد بواري

تتجلى في صبح كل نهار

لا أرى ما يزين جوف الليالي

من نجوم زهر ومن أقمار

لا أرى الزهر باسماً في رياض

طلها قبل الصبح صوب القطار

من عرار وزنبق واقاح

وشقيق ونرجس وبهار

لا أشم الأريج تحمله الأر

واح قد مست جانب الأزهار

ثم لا أسمع الأغاريد تلقيها من الدوح جوقة الأطيار

وحفيف الأشجار قد مرت الر

يح بها في العشي والأبكار.

وخرير المياه في النهر تجري

وعلى وجهها ترف القمارى

لا سماع، لا رؤية، لا شميم،

لا مذاق، لا لمس ما في جواري

أنا بعد الردى لفقدان حسي

حجر جامد من الأحجار

تتوالى حوادث الدهر فوقي

ثم أني في حفرتي غير داري

وستبقى آثار فكري بعدي

ثم تفني كغيرها آثاري

إن أفارق حسي فماذا اعتياضي

عن شعوري وذكريات الماضي

كلما عاودت فؤادي ذكرى

ما مضى لي انتفضت أي انتفاض

وعن الآمال التي لي تبدو

كنجوم من نورها في بياض

يوم كان الشباب غضاً فأمشي

مرحا في ثوب له فضفاض

فسلام على الشباب الذي قد

بان عني وعهده الفياض

شهق البلبل المتيم لما

أبصر الورد دائم الأعراض

وإذا البلبل المهان تولى

فسلام على عروس الرياض

أتراني أعنو لحكم المنايا

إن أرادت اخذي بغير اعتراض

أنا بالموت إن تيقنت كوني

بعده واجداً حياتي راضي

غير أني أشك فليتأن

الدهر في بته لما هو قاضي

أنا بالشعر بعد أن هد صرف

الدهر صرحي أبكي على الأنقاض

المنايا لها سهام وإني

غرض واحد من الأغراض

بعد موت لهذه الأجساد

ليس يبقى منهن غير جماد

أيها الموت أنت في كل حين

واقف للحياة بالمرصاد

هي تبني وأنت توسع هدماً

إنها في واد وأنت بوادي

أيها الموت لا أبالك لا أن

ت خفي عني ولا أنت بادي

قد من الناس من تشاء تجده

لك رخو العنان سهل القياد

رب ناس ماتوا جميعا وناس

ذهبوا في أرض الهلاك بداد

وقبور بنين فوق قبور

وبلاد أقمن فوق بلاد

أزف الوقت أن أصير إلى ما

صار قبلا أمي، أبي، أجدادي

وأخال الزمان ذا دوران

فتعود الآزال في الآباد

ويعود الإنسان يوما كما كا

نت جماعاته مع الأفراد

إنني لم أخلد إلى غير حق

فلماذا قد غاظهم أجلادي?

أيها الناس إن أردتم خلودا

فاقتلوا الموت وادفنوه بعيدا

واجعلوا في يديه غلا ثقيلا

وبرجليه مثل ذاك قيودا

واسكبوا فوقه نحاساً مذاباً

ورصاصا وجلمدا وحديدا

وابتنوا حوله من الصخر سورا

واجعلوا السور عاليا ممدودا

ارفعوه إلى السماء وردو

ه إلى الأرض ثم كروا صعودا

وارصدوه من البعيد نهارا

وارصدوه ليلا وكونوا شهودا

فعسى أن يبقى بذلك عما

كان يأتيه من أذى مصدودا

بين ما قلت والحقيقة بعد

ما لحي من المنية بد

إنها في يوم تجيء فان جا

ءت فما أن لها يكون مرد

إنها ثلمة الحياة التي قد

وسعت وهي ثلمة لا تسد

ولعلي إذا رقدت بقبري

بعد موتي يطيب لي فيه رقد

إنني إن رقدت فيه فلا يز

عجني كالأحياء حر وبرد

ولعل الحياة ضرب من الفع

ل خفي والموت للفعل رد

أو هي الكهرباء حشو الخلايا

وهو للكهرباء منهن فقد

لم تزل هذه الطبيعة تبني

ولما كانت قد بنته تهد

ان بين الحياة والموت حربا

هو يبغي سحقا لها وهي تأبى

ولقد يجمع الجراثيم أجنا

داً لها صولة فتزحف إلباً

وتذوب الحياة عنها بجمع

من كرياتها وجند معبى

ويكون الصدام بين الفريق

ين عنيفاً وتلهب النار لهبا

تلك حرب بين الخلايا واعدا

ء الخلايا تجد طعنا وضربا

وهنالك القتلى تمزق أشلاء

وتلك الأشلاء تؤخذ نهبا

ولقد تحرز الحياة ظهوراً

بعد لأي وقد تهادن غضبى

وإذا الموت بعد ذلك ألفى

خوراً في الحياة يهجم وثبا

وتظل الحياة تدرأ عنها

الشر حتى تعيا فقضي نحباً

ربما كان الموت أجدى لناس

ركبوا مركبا من الذل صعبا

أي خير من الحياة لعان

كل يوم فيها يعالج كربا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل ما تبتغيه منا الحياة

قصيدة كل ما تبتغيه منا الحياة لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها مئتان و عشرة.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي