كل يوم مهرجان كللوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل يوم مهرجان كللوا لـ أحمد شوقي

اقتباس من قصيدة كل يوم مهرجان كللوا لـ أحمد شوقي

كُلَّ يَومٍ مِهرَجانٌ كَلَّلوا

فيهِ مَيتاً بِرَياحينَ الثَناء

لَم يُعَلِّم قَومَهُ حَرفاً وَلَم

يُضِىءِ الأَرضَ بِنورِ الكَهرُباء

جومِلَ الأَحياءُ فيهِ وَقَضى

شَهَواتَ أَهلِهِ وَالأَصدِقاء

ما أَضَلَّ الناسَ حَتّى المَوتُ لَم

يَخلُ مِن زورٍ لَهُم أَو مِن رِياء

إِنَّما يُبكى شُعاعٌ نابِغٌ

كُلَّما مَرَ بِهِ الدَهرُ أَضاء

مَلَأَ الأَفواهَ وَالأَسماعَ في

ضَجَّةِ المَحيا وَفي صَمتِ الفَناء

حائِطُ الفَنِّ وَباني رُكنِهِ

مَعبَدُ الأَلحانِ إِسحَقُ الغِناء

مِن أُناسٍ كَالدَراري جُدُدٍ

في سَمَواتِ اللَيالي قُدَماء

غَرَسَ الناسُ قَديماً وَبَنَوا

لَم يَدُم غَرسٌ وَلَم يَخلُد بِناء

غَيرَ غَرسٍ نابِغٍ أَو حَجَرٍ

عَبقَرِيٍّ فيهُما سِرُّ البَقاء

مِن يَدٍ مَوهوبَةٍ مُلهَمَةٍ

تَغرِسُ الإِحسانَ أَو تَبني العَلاء

بُلبُلٌ إِسكَندَرِيٌّ أَيكُهُ

لَيسَ في الأَرضِ وَلَكِن في السَماء

هَبَطَ الشاطِئَ مِن رابِيَةٍ

ذاتِ ظِلٍّ وَرَياحينَ وَماء

يَحمِلُ الفَنَّ نَميراً صافِياً

غَدَقَ النَبعِ إِلى جيلٍ ظِماء

حَلَّ في وادٍ عَلى فُسحَتِهِ

عَزَّتِ الطَيرُ بِهِ إِلّا الحِداء

يَملَأُ الأَسحارَ تَغريداً إِذا

صَرَفَ الطَيرَ إِلى الأَيكِ العِشاء

رُبَّما اِستَلهَمَ ظَلماءَ الدُجى

وَأَتى الكَوكَبَ فَاِستَوحى الضِياء

وَرَمى أُذَنيهِ في ناحِيَةٍ

يَخلِسُ الأَصواتَ خَلسَ البَبَّغاء

فَتَلَقّى فيهِما ما راعَهُ

مِن خَفِيِّ الهَمسِ أَو جَهرِ النِداء

أَيُّها الدَرويشُ قُم بُثَّ الجَوى

وَاِشرَحِ الحُبَّ وَناجِ الشُهَداء

اِضرِبِ العودَ تَفُه أَوتارُهُ

بِالَّذي تَهوى وَتَنطِقُ ما تَشاء

حَرِّكِ النايَ وَنُح في غابِهِ

وَتَنَفَّس في الثُقوبِ الصُعَداء

وَاِسكُبِ العَبرَةَ في آماقِهِ

مِن تَباريحَ وَشَجوٍ وَعَزاء

وَاِسمُ بِالأَرواحِ وَاِدفَعها إِلى

عالَمِ اللُطفِ وَأَقطارِ الصَفاء

لا تُرِق دَمَعاً عَلى الفَنِّ فَلَن

يَعدِمَ الفَنُّ الرُعاةَ الأُمَناء

هُوَ طَيرُ اللَهِ في رَبوَتِهِ

يَبعَثُ الماءَ إِلَيهِ وَالغِذاء

رَوَّحَ اللهُ عَلى الدُنيا بِهِ

فَهيَ مِثلُ الدارِ وَالفَنُّ الفِناء

تَكتَسي مِنهُ وَمِن آذارِهِ

نَفحَةَ الطيبِ وَإِشراقِ البَهاء

وَإِذا ما حُرِمَت رِقَّتَهُ

فَشَتِ القَسوَةُ فيها وَالجَفاء

وَإِذا ما سَئِمَت أَو سَقِمَت

طافَ كَالشَمسِ عَلَيها وَالهَواء

وَإِذا الفَنُّ عَلى المُلكِ مَشى

ظَهَرَ الحُسنُ عَلَيهِ وَالرُواء

قَد كَسا الكَرنَكُ مِصراً ما كَسا

مِن سَنىً أَبلى اللَيالي وَسَناء

يُرسِلُ اللَهُ بِهِ الرُسلَ عَلى

فَتَراتٍ مِن ظُهورٍ وَخَفاء

كُلَّما أَدّى رَسولٌ وَمَضى

جاءَ مَن يوفي الرِسالاتِ الأَداء

سَيِّدَ الفَنِّ اِستَرِح مِن عالَمٍ

آخِرُ العَهدِ بِنُعماهُ البَلاء

رُبَّما ضِقتَ فَلَم تَنعَم بِهِ

وَسَرى الوَحيُ فَنَسّاكَ الشَقاء

لَقَدِ اِستَخلَفتَ فَنّاً نابِغاً

دَفَعَ الفَنُّ إِلَيهِ بِاللِواء

إِنَّ في مُلكِ فُؤادٍ بُلبُلاً

لَم يُتَح أَمثالُهُ لِلخُلَفاء

ناحِلٌ كَالكُرَةِ الصُغرى سَرى

صَوتُهُ في كُرَةِ الأَرضِ الفَضاء

يَستَحي أَن يَهتِفَ الفَنُ بِهِ

وَجَمالُ العَبقَرِيّاتِ الحَياء

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل يوم مهرجان كللوا

قصيدة كل يوم مهرجان كللوا لـ أحمد شوقي وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد شوقي

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.[١]

تعريف أحمد شوقي في ويكيبيديا

أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ «أمير الشعراء».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد شوقي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي