كل يوم مودع أو مودع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل يوم مودع أو مودع لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة كل يوم مودع أو مودع لـ ابن حمديس

كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ

بفراقٍ من الزّمان مُنَوَّعْ

فانقطاعُ الوصال كم يتمادى

وحصاةُ الفؤادِ كم تَتَصَدّع

ليت شعري هل أرتدي بظلامٍ

لا يراني الضياءُ فيه مروّع

بحداءٍ من واصفِ البين غادٍ

وَنَعيبٍ من حالكِ اللّون أبقَع

فَبِنارِ الأسى يُحَرَّقُ قَلْبٌ

وبماءِ الهوى يُغرَّقُ مدمَع

هَذِهِ عادةُ الليالي فلُمْها

وهي لا تسمعُ الملامة أو دَع

تَطْعَنُ الحيّ فالجسومُ بواقٍ

في يدَ السّقْمِ والنفوسُ تُشَيَّع

وكأنّ الحسانَ زُوّدْنَ صَبْري

فهو بالبين بَينَهُنَّ يُوزَّع

كلّ نمّامةِ الرياح تلاقي

منه أنفاسَ روضةٍ تَتَضَوَّع

يلمعُ الماءُ في سنا الخدّ منها

فَكَأنَّ الرحيقَ منه يشعشَع

تنتحي بالأراك ثغر أقاحٍ

للندى فيه ريقةٌ تَتَمَيَّع

نَصّلَتْ في القوامِ باللحظ منها

صعدةً في يدِ الملاحة تُشْرَع

تجرحُ القلبَ والأديمُ صحيحٌ

فَعَنِ السحرِ منه حدَّثتُ فاسمَع

قفْ وقوفَ الحيا بدمنَةِ ربعٍ

ضَيّعَ الدمعَ فيه رسمٌ مُضَيَّع

دارسٌ لا تزالُ غُبْرُ السّوافي

تَفْرِقُ التربَ فيه ثُمّتَ تَجمَع

كم به من سوانحٍ في المغاني

آمناتٍ من نبأةِ الخوفِ ترتَع

وظباءٍ كأنّهُنّ دُمَاهُ

حينَ تَرْنو لو أنّها تَتَبَرْقَعْ

وحبيسٍ على الفلا زمخريٍّ

خاضبٍ أفتخِ الجناحين أقْزَع

رافِعٍ في الهواءِ طُولى عليها

عنقٌ كاللّواءِ في الجيش يُرْفَع

تَحسبُ العينُ رجلَهُ نصب رحلٍ

أصلمٌ ليْتَ أنّه كان أجدَع

إن ثوبَ الصبا يُمَزَّق منِّي

ما الّذي بالخضاب مِنْه يُرَقَّع

فَعَصَتني الفَتاةُ كَيْداً وكانَتْ

في الهوى من يدي إلى الفمِ أطوَع

أنْبَتَ الدهرُ في المفارقِ شيباً

بِهُمومٍ في مُضْمَرِالقلبِ يُزْرَع

وَابتَدا والنَّوى بِيُمناه تبدي

صورَةَ الماءِ في السرابِ فَتُخدَع

بشمالٍ تثني عليها جنوباً

بهبوبٍ يقلقلُ الكورَ زعزَع

كُلَّما أمرعت بِبَقلٍ جُفالٍ

قلتُ بالجمر من حمى القيظِ تُلْذَع

حيثُ أذكتْ ذكاءُ فيها أواراً

يَلْفَحُ الوَجْهَ في اللّثام فَيَسْفعْ

وإذا ما لَمسْتَ جَدْوَلَ ماءٍ

خِلْتَهُ حَيّةً من الحرِّ تَلْسَع

أنا نبعٌ لا خِرْوَعٌ عند عمري

وأرى العود منه نبعٌ وخروَع

لَستُ أُثْنى عنِ السُّرَى في طريقٍ

خيّمَ الليلُ فوقه وهوَ خَيدَع

فكأنّي خُلِقْتُ جوّابَ أرْضٍ

أَصِلُ العزمَ حَشوَها وهيَ تَقطَع

وكأنّي في مِقْوَلٍ من زماني

مَشَلٌ وافدٌ على كلّ مسمع

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل يوم مودع أو مودع

قصيدة كل يوم مودع أو مودع لـ ابن حمديس وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي