كملن فأطلعن البدور كواملا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كملن فأطلعن البدور كواملا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة كملن فأطلعن البدور كواملا لـ السري الرفاء

كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا

ومِلْن فأبدَين الغصونَ مَوائِلا

غَدَون لنا بالوَصل أُنساً نَواضِراً

وكنَّ مِن الهِجران وَحشاً خَواذِلا

يُحرِّكن أعطافَ العَليلِ صَبابةً

إذا حرَّكَتْ أعطافُهنّ الغَلائِلا

نَوَين نوىً لم يَنوِ نَقضَ عُهودِنا

فغادَرن أنواعَ الدُّموعِ هَوامِلا

وقَفْنا لتوديعِ الأَحبَّةِ مَوقِفاً

يطولُ علينا أن نَرى منه طَائِلا

وسلَّت ظُبا أسيافِها مُقَلَ الظِّبا

فلستَ تَرى إلا قتيلاً وقاتِلا

وأغَيَدَ مُهتزِّ القَوامِ كأنّما

يَهُزُّ قَضِيباً حين يَهتزُّ مائِلا

حَباني بطَيفٍ كان عارفةَ الهَوى

فعرَّفني شُغلاً عن النَّومِ شاغِلا

فإنْ لا أرَ الإلفَ الذي كان آلِفاً

هوايَ ولا الشَّملَ الذي كان شامِلا

فكمْ ليلةٍ شمَّرتُ للرَّاح رائحاً

وبتُّ لغِزلانِ الصَّريمِ مُغازِلا

وَحلَّيتُ كاسي والسماءُ بحَلْيِها

فما عُطَّلَت حتَّى بدا الأفقُ عاطِلا

هيَ البيدُ عاداتُ الرِّكابِ يَبيدُها

إذا وَصلَت فيها الضُّحى والأصائِلا

إلى مَعْقلِ الجُودِ الذي جُعِلَتْ له

صُدورُ العوالي والسيوفُ مَعاقِلا

تَبسَّمَ برقُ الجوِّ فاختالَ لامِعاً

وحلَّ عُقودَ الغَيثِ فارفَضَّ هامِلا

فقُلت عليٌّ منك أعلَى صَنَائعا

إذا ما رجَوناه وأرجَى مَخائِلا

ربيعٌ تولَّى عن ديارِ ربيعةٍ

وقد ألبسَ النَّورَ الرُّبا والخمائِلا

فخيَّمَ في أوطانِ بَكرِ بنِ وائِلٍ

يقابلُ بالنَّعماءِ بَكراً ووائِلا

فكُنتَ سِناناً حين شَمَّرْتَ ماضياً

وكانت عَدِيٌّ كلُّها لك عامِلا

فأوحشْتَ رَبعاً منهُمُ كانَ آنساً

وخلَّيتَ فَجّاً منهُمُ كان آهِلا

وأجرَيتَ بالتَّلِّ الدِّماءَ فلو جَرت

به الخَيْلُ حولاً ما أثَرنَ القَساطِلا

لقد أمِنَ الأيَّامَ من كانَ خائفاً

ونالَ عُرى الآمالِ من كان آمِلا

بمُشتمِلٍ بالعَدلِ سُلَّت سيوفُه

على الدَّهرِ حتى عادَ في الحُكمِ عادِلا

تَحرَّجَ أن يَظْمَا القَنا فأعادَه

برُغمِ الأعادي قانئ اللَّونِ ناهِلا

إذا حاولَ الأقرانُ في الرَّوعِ خَتلَه

أبرَّ عليهِم مُقدِماً لا مُخاتِلا

فلو نَطقَ الدهرُ الذي ليسَ ناطقاً

تَنصَّلَ إذ هَزَّت يداه المَناصِلا

سأشكُرُ إنعامَ الامير وفضلَه

فقد ألبساني أنعُماً وفَضائِلا

غدوتُ وآمالي الظِّماءُ تقودُني

إلى جُودِ كفَّيهِ فعادَت نواهِلا

وحلَّيتُ أبكارَ القصائدِ باسمِه

ولولاه أضحَت ثَيِّباتٍ عَواطِلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كملن فأطلعن البدور كواملا

قصيدة كملن فأطلعن البدور كواملا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي