كم حسرات لي وكم وجد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كم حسرات لي وكم وجد لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة كم حسرات لي وكم وجد لـ بديع الزمان الهمذاني

كم حسرات لي وكم وجد

ليست على غور ولا نجدِ

لا بل على جرجان من بلدة

سكنتُ منها جنة الخلد

أرض من المسك ووشيٌ من الط

طل على فرش من الرَّند

وسادة عاشرتهم لم أزل

في ظل عيش بهمُ رغد

كنت بهم طول مُقامي بها

ومنهمُ في زمن الورد

يا صاح هل تذكر كم ليلة

سعدتُ منها بأبي سعد

ألم يكن غرة إخواننا

ألم يكن واسطة العقد

أليس كنا سُوَراً للعلى

وكان فينا سورة الحمد

ناهيك من حلم ومن سؤدد

فيه ومن علم ومن رفد

شمائل الغيث وخلق الصبا

له وقلب الأسد الوَرْد

ذو خلُق لو أنه دمعة

ما أثرت في صفحة الخد

ومن كمولاي أبي معمر

والأخ غُصْنَيْ شجر المجد

ضبعَيْ يد الفضل وسبعي وغا ال

علم وربعي كرم العهد

ولؤلؤيْ درْج ونجمين في

برج وصمصامين في غمد

والخولكيين فما منهمُ

إلا معيد في العلى مبد

يأوون في المجد إلى خُطة

تُلقي الثريا بثرى الوهد

وشيخ أرْجان فناهيك من

أرْوع في همته فرد

سيد من أخلصني وده

وخير من أخلصته ودي

ما أنس لا أنس فقيهاً لنا

يُكْنَى أبا الفضل السمرقندي

وفاضلاً يكنى أبا قاسم

إليه عرض الجيش والجند

تزخرفت جرجان أنساً به

واستوحشت أرض نهاوَنْدِ

أنزلني الدّهر على حكمه

من شامخ عالِ إلى وَهْد

كب على الوجه سروري بهم

كبّاً على الجبهة والخد

أوطأني ظهر النوى عنهمُ

إني ما نمت من الصد

لا زلت يا جرجان معمورة

للرجل الآمل يستجدي

صفا لنا دَنُّكِ لكنه

لا بد في الآخر من دُردي

فالنذل قاضيك على لؤمهِ

وفرطِ ما يعلوه من بَرد

لا يلبُس الجوزاء ألحاظَه

تيهاً ولا يخرا على النَد

تراه لا يعلم أن الخرا

أجمل من لحيته عندي

والزنجمانيّ فواحسرتا

منه على هامته الوغد

فاز بذاك الرأس مني ولم

أبُح بما فيه ولا أُبدي

والماسراباذيّ أيُّ امرىء

مخنث في ذلك الجلد

إذا أتى زوجته زانياً

تُنْزِل أسماءُ على هند

سماجة القرد وخلق الصِّبى

وذلك الداء الذي يُردي

إن خلصت فروته من يدي

فلا اجتدت ناراً من الزند

مغتلم الثقبة لكنه

يوهمنا الرغبة في المرد

ويشتهي المرد ولكنه

كل صُمُلّ عارم جَلْد

يا كرم الأستاذ نحوي ويا

فواضل الشيخ التي عندي

لا زلتما في نعمة بعدي

وعشتما في القرب والبعد

قامرني الدهر سروري بكم

بغير شطرنج ولا نَرْد

قد عشتما قبلي فعِيشا معي

ثم ابقيا بعدي لمن بعدي

شرح ومعاني كلمات قصيدة كم حسرات لي وكم وجد

قصيدة كم حسرات لي وكم وجد لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي