كم ذا أداري لوعتي وأواري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كم ذا أداري لوعتي وأواري لـ محمد شهاب الدين

اقتباس من قصيدة كم ذا أداري لوعتي وأواري لـ محمد شهاب الدين

كم ذا أداري لوعتي وأواري

وبزفرتي يبد لهيب أواري

سرت المحبة في جميع جوارحي

ولدى التضرم ليس يخفى الساري

وجرت جداول عبرتي ومحاجري

لما تقل للدمع قف يا جاري

وبرى الهوى عظمى وأنعم دقه

فشكرت في الإنعام صنع الباري

يا سائق الأظعان يخترق الفلا

سر بي فسربي صوب تلك الدار

واحثث مطايانا على نشر الخطا

فالنشر يطوي شقة الأسفار

وازل فثم رياض أنس نفحها

متمسك بعبيرها المعطار

هي جنة المأوى وقل ما تشتهي

في الحور من ولدانها الأقمار

وتوق واحذر من قسي حواجب

قرنت بنبل الهدب والأشفار

ولئن جهلت الفتك فاعلم أنه

بالحظ لا بالمرهف البتار

كم عاذل واشٍ أقر بلوعتي

وتبدل الإنكار بالإقرار

وإذا رأى زند الصبابة واريا

ورى وقال ألم أقل لك واري

ودرى الحبيب بأن قلبي داره

سكنا ولكن قال ليس بداري

وإذا سمحت بأن أبيع حشاشتي

بالوصل يأبى أن يكون الشاري

يا من لذكراه عرتني سكرة

ما بعدها لي خشية من عار

مهلاً فسكر الوجد دب دبيبه

حتى ألم بموضع الأسرار

ما جمر مشتعل الغضايا جنتي

يوماً بأذكى من توقد ناري

للَه أوقات تقضي نحبها

قضيت بها فوق المنى أوطاري

فيها لبست شعار دست خلاعتي

وخلعت في خالي العذاري عذاري

قد أطلعت ليلاً بمشرق أنسها

شمسين من ساق وكاس عقار

وبدت قنانيها تقهقه بيننا

ضحكاً لرنة مطرب الأوتار

زار الحبيب بها وجلباب الدجى

بيد الصباح مفكك الأزرار

وغدا يدير لنا بحلو حديثه

مر العتيق على جني الأسمار

في روضة نفحات طيب شميمها

كأريج أفضل الفاضل العطار

شمس المعارف كنز إخوان الصفا

روض المقاصد نزهة الأبصار

هو قطب دائرة الفضائل كلها

هو مركز الأسرار في الأقطار

هو في سماء العلم بدر كامل

ما إن يصاب تمامه بسرار

هو في المعارف صاحب الحال الذي

يمتاز عند تنكر الأخبار

هو في الزمان السعد والعز الذي

تعتز مصر به على الأمصار

هو سيد السادات مخدوم العلى

شيخ المشايخ خيرة الأخيار

ما جاء ذو شجن حماه مهاجراً

إلا وفاز بأكرم الأنصار

يا صاح لو أنفقت عمرك مادحاً

فيه لما وفيت بالمعشار

همم تعالت عن مباراة الورى

هيهات هل رقى السما مباري

دلت على تأثيرها آثارها

فاعجب لها نظراً إلى الآثار

واقصده عند النائبات لأنها

صدأ اللئام وسيقل الأحرار

تجل المضا منه بحد عزيمة

في القطع أمضى من شباة غرار

صدر له قدم التقدم في العلى

أبدا تساعده يد الأقدار

كم رهط اجتمعوا ليطفأ نوره

واللَه كان متمم الأنوار

لم يظفروا يوماً بنيل مرامهم

ولغيظهم عضو على الأظفار

إني له أن يطفئوه بجمعهم

والنور نور الواحد القهار

لو أنه يا صاح يوم رهانهم

جاراه سبقاً لليراع بحاري

لرأي الجلال مع الكمال مع البها

والفخر مجتمعين في المضمار

حظ وإقبال ولطف شمائل

في عزة ومهابة ووقار

قالوا تصدى سيف سطوة عزمه

صدقوا قصدي لانتزاع الثار

لم يأتهم قبلاً لفض نزاعهم

إلا وهم ولوا على الأدبار

اللَه أكبر جل شأن جلاله

وعلا على أرباب الاستكبار

يا خير مولى دوح روض فنونه

غض المجاني يانع الأثمار

كررت فيه المدح إذ هو سكر

تقوى الحلاوة فيه بالتكرار

بشراك بالنصر العزيز وكيف لا

ومعاندوا الإقبال في إدبار

فاقبل عقوداً من حلاك جمانها

ونظامها من شعري المختار

لا زلت منصوباً لمخفوض العدا

في حالي الإظهار والإضمار

ولك السيادة والسعادة والمنى

ولك الهناء بأطول الأعمار

ما غردت ورق على عيدانها

وثنى النسيم معاطف الأشجار

وتضرع العبد المقصر طالباً

حسن الختام وخير عقبى الدار

شرح ومعاني كلمات قصيدة كم ذا أداري لوعتي وأواري

قصيدة كم ذا أداري لوعتي وأواري لـ محمد شهاب الدين وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن محمد شهاب الدين

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين. أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي