كم كان فيها من كرام سادة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كم كان فيها من كرام سادة لـ ابن رشيق القيرواني

اقتباس من قصيدة كم كان فيها من كرام سادة لـ ابن رشيق القيرواني

كَمْ كانَ فِيها منْ كِرامٍ سادَة

بِيضِ الْوُجوهِ شَوامخِ الإِيمانِ

مُتَعاوِنينَ على الدِّيانَةِ والتّقى

للهِ في الإِسْرارِ والإِعْلان

وَمُهَذَّبٍ جَمِّ الفَضائِلِ باذِلٍ

لِنَوالِهِ وَلعِرْضِهِ صَوَّانِ

وَأَئِمَّةٍ جَمَعُوا الْعُلُومَ وَهَذَّبُوا

سنَنَ الْحَديثِ وَمُشْكِلَ الْقُرْآنِ

عُلَماءَ إِنْ سَاءَلْتَهُمْ كشَفُوا الْعَمَى

بِفَقاهةٍ وَفَصاحَةٍ وَبَيانِ

وَإِذا الأْمُورُ اسْتَبْهَمَتْ وَاسْتَغْلَقَتْ

أَبْوابُها وَتَنازَعَ الْخَصْمانِ

حَلُّوا غَوامِضَ كُلِّ أَمْرٍ مُشْكِلٍ

بِدليلِ حَقٍّ واضِحِ البُرْهانِ

هَجَروا المَضاجِعَ قانِتينَ لِرَبِّهِمْ

طَلباً لِخَيْرِ مُعَرَّسٍ وَمغانِ

وَإِذا دَجا اللَّيْلُ البَهيمُ رَأَيْتَهُمْ

مُتَبَتِّلينَ تَبَتَّلَ الرُّهْبانِ

في جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَكْرَمِ مَنْزِلٍ

بَيْنَ الْحِسانِ الْحُورِ وَالغِلْمانِ

تَجِرُوا بِها الفِرْدَوْسَ مِنْ أَربْاحِهِمْ

نِعْمَ التِّجارَةُ طاعَةُ الرَّحْمانِ

المُتَّقينَ اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ

وَالعارِفينَ مَكايِدَ الشَّيْطانِ

وَتَرى جَبابِرَةَ المُلوكِ لَدَيْهِمُ

خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَذْقانِ

لا يَسْتَطيعُونَ الكلامَ مَهابَةً

إلاَّ إِشارَةَ أَعْيُن وَبَنانِ

خافُوا الإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى

حَتَّى ضِراءُ الأُسْدِ في الْغِيلانِ

تُنْسيكَ هَيْبتُهُمْ شَماخَةَ كُلِّ ذي

مُلْكِ وَهَيْبَةَ كُلِّ ذي سُلْطانِ

أَحْلامُهُمْ تَزِنُ الْجِبِالَ وَفَضْلُهُمْ

كالشَّمْسِ لا تَخْفى بِكُلِّ مَكانِ

كانَتْ تُعَدُّ القَيْرَوَانُ بِهِمُ إِذا

عُدَّ المَنابِرُ زَهْرَةَ البُلْدانِ

وَزَهَتْ على مِصْرٍ وَحُقَّ لَها كَما

تَزْهُو بِهِمْ وَغَدتْ على بَغْدانِ

حَسُنَتْ فَلما أَنْ تَكامَلَ حُسْنُها

وَسَما إِلَيْها كُلُّ طَرْفٍ رانِ

وَتَجَمَّعَتْ فيها الفَضائلُ كُلَّها

وَغَدَتْ مَحَلَّ الأَمْنِ الإِيمانِ

نَظَرَتْ لها الأَيَّامُ نَظْرَةَ كاشِحٍ

تَرْنُو بِنَظْرَةِ كاشِحٍ مِعْيانِ

حَتَّى إِذا الأَقْدارُ حُمَّ وَقوعُها

وَدَنا القَضاءُ لِمُدَّةٍ وَأَوَانِ

أَهْدَتْ لَها فِتَاً كلَيْلٍ مُظْلِمِ

وَأَرادَها كالنَّاطِحِ العيدانِ

بِمَصائِبٍ مِنْ فادِعٍ وأَشائِبٍ

مَمَّنْ تَجَمَّعَ مِنْ بَني دَهْمانِ

فَتَكوا بأمَّةِ أَحْمَدِ أتُراهُمُ

أَمِنُوا عِقابَ اللهِ في رَمَضانِ

نَقَضُوا العُهُودَ المُبْرَماتِ وَأَخْفَرُوا

ذِمَمَ الإلهِ وَلَمْ يَفُوا بِضَمانِ

فاسْتَحْسنوا غَدْرَ الْجِوارِ وَآثَرُوا

سَبْيَ الْحَريمِ وَكَشْفَةَ النِّسْوانِ

سامُوهُمُ سُوءَ العَذابِ وَأَظْهَروا

مُتَعَسِّفينَ كَوَامِنَ الأَضْغانِ

وَالمُسْلِمونَ مُقَسَّمونَ تَنالُهُمْ

أَيْدِي العُصاةِ بِذِلَّةٍ وَهَوانِ

ما بَيْنَ مُضْطَرٍّ وَبَيْنَ مُعَذَّبٍ

وَمُقَتَّلٍ ظُلْماً وَآخَرَ عانِ

يَسْتَصْرِخُونَ فلا يُغاثُ صَريخُهُمْ

حَتَّى إِذا سَئِمُوا مِنَ الارْنانِ

بادوا نُفُوسَهُمُ فَلَّما أَنْفَذُوا

ما جَمَّعوا مِنْ صامتٍ وَصوانِ

وَاسْتَخْلَصوا مِنْ جَوْهَرٍ وَمَلابِسٍ

وَطرائِفٍ وَذَخائِرٍ وَأَوانِ

خَرَجُوا حُفاةً عائِذينَ بِرَبِّهِمْ

مِنْ خَوْفِهِمْ وَمَصائِبِ الأَلْوانِ

هَرَبُوا بِكُلِّ وَليدَةٍ وَفَطيمَةٍ

وَبِكُلِّ أَرْمَلَةٍ وَكُلِّ حَصانِ

وَبِكُلِّ بكْرِ كالمَهاةِ عَزيزَةٍ

تَسْبي الْعُقولَ بِطَرْفِها الفَتَّانِ

خُودٍ مُبَتَّلةِ الوِشاحِ كأَنَّها

قَمَرٌ يَلوحُ على قَضيبِ الْبانِ

وَالمَسْجِدُ المَعْمُورُ جامِعُ عُقْبَةٍ

خَرِبُ المعاطِنِ مُظْلِمُ الأَرْكانِ

قَفْرٌ فَما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَةٌ

لِصلاةِ خَمْسٍ لا ولا لأَذانِ

بَيْتٌ بِهِ عُبِدَ الإِلَهُ وَبُطِّلتْ

بَعْدَ الْغُلُوِّ عِبادَةُ الأَوْثانِ

بَيْتٌ بِوَحْي اللهِ كانَ بِناؤُهُ

نِعْمَ البِنا وَالمُبْتَنى وَالْباني

أَعْظِمْ بِتِلْكَ مُصيبَةً ما تَنْجَلي

حَسَراتُها أَوْ يَنْقضي المَلَوانِ

لَو أَنَّ ثَهْلاناً أُصيبَ بِعُشْرِها

لَتَدَكْدَكتْ مِنْها ذُرا ثَهلان

حَزِنَت لها كُوَرُ الْعِراقِ بأَسْرِها

وَقُرى الشَّآمِ وَمِصرُ والْخُرسانِ

وَنَزْعَزعَت لمصابها وَتَنَكَّدَتْ

أَسَفاً بلادُ الْهِنْدِ والسِّندانِ

وَعَفا مِنَ الأَقْطارِ بَعْدَ خَلائِها

ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إِلى حُلْوانِ

وَأَرى النُّجومَ طَلَعْنَ غَيْرَ زَواهِرٍ

في أُفْقِهِنَّ وَأَظْلَمَ الْقَمَرانِ

وَأَرى الْجِبالَ الشُمَّ أَمْسَتْ حُشَّعا

لِمُصابِها وَتَزَعْزَعَ الثَّقلانِ

وَالأَرْضُ مِنْ وَلَهٍ بِها قَدْ أَصْبَحَتْ

بَعْدَ الْقَرارِ شَديدَةَ المَيَلانِ

أَتَرَى اللَّيالي بَعْدَ ما صَنَعَتْ بِنا

تَقْضي لَنا بِتَواصُلٍ وَتَدانِ

وَتُعيدُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ كَعَهْدِها

فيما مَضى مِنْ سالِفِ الأَزْمانِ

مِنْ بَعْدِ ما سَلَبَتْ نَضائِرَ حُسْنِها الْ

أَيْامُ وَاخْتَلَفَتْ بها فئَتانِ

وَغَدَتْ كأَنْ لَمْ تَغْنَ قَطُّ وَلم تَكُنْ

حَرَماً عَزيزَ النَّصْرِ غَيْرَ مُهانِ

أَمْسَتْ وَقَدْ لَعِبَ الزَّمانُ بأَهْلِها

وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ عُرا الأَقْرانِ

فَتَفَرَّقُوا أَيْدي سَبا وَتَشَتَّتُوا

بَعْدَ اجْتِماعِهِمُ على الأَوْطان

شرح ومعاني كلمات قصيدة كم كان فيها من كرام سادة

قصيدة كم كان فيها من كرام سادة لـ ابن رشيق القيرواني وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن ابن رشيق القيرواني

الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي. أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر. رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها. وحدثت فتنة فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إحدى مدنها، إلى أن توفي، وجمع الدكتور عبد الرحمن ياغي ما ظفر به من شعره في (ديوان - ط) بيروت. كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط) ، (وقراضة الذهب - ط) في النقد، و (الشذوذ في العلة) ، و (أنموذج الزمان في شعراء القيروان) . (وديوان شعره - ط) ، (شرح موطأ مالك) ، وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن رشيق القيرواني في ويكيبيديا

أبو علي الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني أحد الأدباء والبلغاء، له كتب عدة منها: كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة والنظم الجيد.

ولد بمدينة المسيلة بالمغرب العربي (في دولة الجزائر حاليًا) ونشأ بها وتعلم هناك، ثم ارتحل إلى القيروان سنة 406 هـ.ولد في بعض الأقوال سنة 390 هـ وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد. وكان أبوه يعمل في المحمدية صائغا، فعلمه أبوه صنعته، وهناك تعلم ابن رشيق الأدب، وفيها قال الشعر، وأراد التزود منه وملاقاة أهله، فرحل إلى القيروان واشتهر بها ومدح صاحبها واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن فتح العرب القيروان، فانتقل إلى جزيرة صقلية، واقام بمازرة إلى أن توفي سنة 456 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي