كم من رسوم ما كدت أعرفها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كم من رسوم ما كدت أعرفها لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة كم من رسوم ما كدت أعرفها لـ شرف الدين الحلي

كم من رسوم ما كدتُ أعرفُها

أوحش مُحْتَلُّها ومَأْلَفُها

قضت علينا آثار ساكنها

إن المطايا يطول موقفها

أنفقت فيها الدموع عن ثقة

أنَّ دواعي الحنين تخلفها

أعباء شوق أعيا تحملها

فابتدرت أدمعي تخففها

سقياً لها والظباء سانحة

بنحوها والرماح تكنفها

حيث القدود الرشاق أقتلها

لأنفس العاشقين أهيفها

منعمات الأعطاف مُيَّدُها

مختصرات الخصور أنحفها

فمن معيني على غريم هوى

يَلْوِي ديوني ولا يُسَوِّفُها

نهيت قلبي عن حبه فأبت

أن ترعوي صبوة أعنفها

يضمني إلى خمر عذب ريقته

فمي وعود الأراك يرشفها

فآه من زفرة أردِّدُها

فيه ومن عبرة أكفكفها

مرهف قضب العيون أكحلها

مضعف نبل الجفون أوطفها

يا مشرقي بالدموع بُلَّ صَدَى

حُشاشة لا يَبِلُّ مُدْنَفُهَا

دمعي على وجنتيك تثبته

شهود دمع ما زلت أقذفها

فكيف يرجى النجاء من مقل

أفتكها في القلوب أضعفها

عِزَّوتِه فالدموع تعرب عن

مَذَلَّةِ الصبر حين أردفها

فالنفس مذ كابدت هواك أبت

عنه انحرافاً فكيف أصرفها

وكلَّما قلت سوف يؤنسها

منك لتجني غداً يؤسفها

فهات قلبي يا من لواحظه

تَشفي قلوباً مني وتسعفها

أهذه قامة يرنحها

تيهك أم صعدة يثقفها

وأعين أم قواضب الملك الظاه

ر يوم الهياج يرهفها

أزكى البرايا علماً وأبعدها

من الدنايا ظلماً وأعرفها

بارت مساعي الملوك غايته

فبان عن شأوه توقفها

أطعنها في المجال أحسنها

تَفَرُّعاً في المقال أعرفها

أفتكها بالعدو أزكأها

أسدلها بالندى وأرأفها

مفيدها بالسماح مرفدها

مبيدها بالصفاح متلفها

منيمها سلمه ومؤمنها

مسهرها عزمه مخوفها

أجزلها نعمة وأفضلها

أطولها نعمة وأشرفها

أشهرها نعمة وأقدرها

أكثرها رحمة وأعطفها

فهو بِحَتْف الكماة أكفلها

بأساً وبالمكرمات أكلفها

مناقب حازها وزاد على

ما شاد أيوبها ويوسفها

هذا فكم من عُلاً به كَلِفَت

بفضح من رامها تكلفها

قصرت العرب عن مداه فما

يُذْكَرُ يوم الفخار موقِفُها

فأين منه في كل مكرمة

أخبار قوم وَهَى مصنفها

كعب نداها وقُس منطقها

وقيس آرائها وأحنفها

يا عصمة المستجير من زمن

له صروف يخشى تصرفها

ويح العتاة الذين نَبْعَتُهمم

ضعيفةُ المتن حين يعطفها

إذا جبال من كيدهم رسخت

فنَسمة من سَطاك تنسفها

يا من إليه غُرُّ الممالك لا يفت

ر من لوعة تلهفها

علام سمر الرماح في دعة

لديك والطعن لا يقصِّفها

وفيم لا تُنْجِزُ الظُّبا عدة

طال إلى نجحها تشوفُها

وما لجرد الجياد صافنة

تصدها عن مدى وتصدفها

شمر كعاداتك التي خضعت

لها ملوك يخشى تَغَطْرُفُها

وآمل حثه الرجاء على

قطع الفيافي فبات يعسفها

يتعب أنضاءً وتبعثه

عزائم لا يكلّ موجفها

قلت له لا ترعك حادثة

فسوف ينجاب عنك مسدفها

حلّ بمغنى الغَنِيِّ في حلب

تجنى ثمار المنى وتقطفها

فالغيث إن أخلفتك دِيمته

فجود غازي الغياث يخلفها

يا كعبةً لا يزال مبتهجاً

نُجح معروفه معرفها

دونك من بحر خاطري درراً

لغير ذا التاج لا أرصِّفها

كروضة الحَزْن والنسيم ندا

وللغوادي يد تزخرفها

شرح ومعاني كلمات قصيدة كم من رسوم ما كدت أعرفها

قصيدة كم من رسوم ما كدت أعرفها لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي