كم يسلك الدهر فينا من أساليب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كم يسلك الدهر فينا من أساليب لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة كم يسلك الدهر فينا من أساليب لـ شرف الدين الحلي

كم يسلك الدهر فينا من أساليب

ونحن نغترُّ منه بالأكاذيبِ

تريه يقظته أسرار غفلتنا

عنه فيغترُّ عن ثغر الأعاجيبِ

دهر إذا جاد يوماً عاد مرتجعاً

بحادثات الليالي كلّ موهوبِ

متى تأملته جذلان مبتسماً

ولم يرعك بتعبيس وتقطيبِ

ففيم تنهب لذات تمرّ بنا

كأنما العمر منّا غير منهوبِ

ما يرفع المرء الطرف منا نحو منى

إلا وتخفضه أنفاس مكروبِ

غيري يغرُّ بآمال مرددة

ظنونه بين تصديق وتكذيبِ

أأرتجيك وأفني العمر فيك منىً

جوالة بين تصعيد وتصويبِ

سلوت بعد غياث الدين عنك فما

آسى إذا لم تجودي لي بمطلوبِ

يا آمن الدهر كن منه على حذر

كم سالب فيه أعطى كف مسلوبِ

فالحادثات كما حدثت وثبتها

تستنزل العُصْمَ من شُمِّ الشناخيبِ

لا عزة الملك تثنيها إذا طرقت

ولا منيع الحمى عنها بمحجوبِ

لو كان يمنع عنها عزّ مقتدر

كفت يداً عن أبي بكر بن أيوبِ

عن مشمخر العلا دانت لعزَّته

صيد الملوك بترغيب وترهيبِ

يا فجعة الدين والدنيا بمالئها

عدلاً يؤلف بين الشاة والذيبِ

أنى تخطى إليه الموت مُقْرِبةً

وحدّ كل حسام غير مقروبِ

وكيف طالت يمين الحادثات إلى

رواق ملك على العلياء مضروبِ

مضى وللرمح قَدٌّ غير منحطم

طعناً وللسيف حدٌّ غير مخضوبِ

ولا انجلى الطعن عن قتلى تصرفهم

وحش الفلا بين مطعون ومضروبِ

أين الذي كان تنقاد الملوك إلى

أبوابه بين إدلاج وتأويبِ

أين البساط الذي كانت تقبله

شفاه كل مخوف البأس مرهوبِ

سقى ثراك أبا الأملاك منبجس

مجلجل الرعد منهلّ الشآبيبِ

وباكرته النعامى وهي حاملة

ريح الخزامى إلى ما فيه من طيبِ

لله ما ضمّ ذاك القبر من كرم

وما تضمن من حزم وتجريبِ

يا ليث إن ريع غاب غبت عنه فلم

يغلبك إلا زمان غير مغلوبِ

فكم تركت لحفظ الملك من أسد

عَبْل الذِّراعين مرهوب المخاليبِ

تهزّ أرماحهم سكرا معاطفها

وحمرة الدم منها في الأنابيبِ

من كل أصيد ملء الدهر هيبته

مغرى بقطريك جيشٌ لا بتطريبِ

راضوا ببأسهم الدنيا وجودهم

رياضة هذبتنا أيَّ تهذيبِ

مظفر الدين صبراً فهي حادثة

أهوالها تلحق الشبان بالشِّيبِ

لا يقهر الله ملكاً تنظرون به

فأنتم خير موجود لتطنيبِ

ولا برحتم بدوراً يستضاء بكم

في حالكٍ من ظلام الخَطْبِ غِرْبِيبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كم يسلك الدهر فينا من أساليب

قصيدة كم يسلك الدهر فينا من أساليب لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي