كنا إذا مسنا من دهرنا نكد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كنا إذا مسنا من دهرنا نكد لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا

اقتباس من قصيدة كنا إذا مسنا من دهرنا نكد لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا

كنا إذا مسنا من دهرنا نكدُ

وكاد يقضي علينا الهم والكمدُ

وكدرت صحبة الاجلاف عيشتنا

ولم نعج بدواء للذي نجد

زرنا الولىَّ ابن سيدَ آمين أحمدنا

شيخ الشيوخ الذي مامثله أحدُ

فألقحَ العقم من أفهامنا وشفي

أدواء نامنه عقل مبرم حَصِدُ

وشيمة كفتيت المسك نافحة

تنحل عن يدها المبسوطةِ العُقَد

وهمة علقت بالله عروتها

على القوى المتين الحق تعتمد

فَعَّالة ما يشاء الله نافذة

جذابة كل آتٍ دونه البُعُد

والعارفَ ابن أبي بكر سليلَ فتى

وكان نعم الفتى في كل ما يرد

من أجل ذاك ترانا رائحين له

ومغتدين بنا ترمى له الجُدَدُ

ولو وجدنا مساغا ما لغصتنا

لدن سواه لكنا نحوه نَفِدُ

فإن في النفس شيئا هو بالغُه

دون الورى لم تصل منهم إليه يد

فالله طهرنا مما يُعَوِّقُنَا

فلا انتقاد ولا بغض ولا حسد

إلا اعتقادا وحبا بالغا ورضى

بقسمة الله جل الواحد الصمد

هذا الفرات وهذا النيل مازخرا

إلا رَمَى باللآلِى منهما الزبد

وقد وردتهما والنفس حائمة

وغلة القلب والأحشاء تتقد

لينقعاها بسجل من نميرهما

يندى به القلبُ والأحشاءُ والكبد

فإنما يشتهي السقيَ الذي اضطربت

منه الجوانح لا الريان والصَّرَدُ

وذاكما ابن المُعَلَّى مايريبكما

مِنهُ سوى أنه ليث العِدَى الحردُ

ليث يخضخض أقصاب الفرائص في

عَرِّيسه مالقرن فيه ملتحد

وسوف يزأرا ما عليه لمَن

يُعييه مسمعه صبرٌ ولا جلد

زأرا إذا زلزلت أرضُ النفوس له

زلزالها جعل الشر سُوفَ يرتعد

وسوف يبطش بطشا ما يقال له

مهلا فتنحطم الأصلاب والكتد

ويعلم الجاهل المغرور إذ عميت

عليه الأنباء أن الليث متئد

ويستبين لو أن العلم ينفعه

مَن عنده الساعد المفتول والعضد

والمحكمات عراها حين يعلكها

فك شديد القُوى ما خانه دَرَدُ

إذا امترتهن كف الفكر فاض لها

شخب كما فاض شؤبوب له برد

لا يستوي سابح غمر علالته

وآنح نفق تعداؤه ثمد

هذا عن الشأو معزول وذاك له

مُضمَّرٌ مُحرزٌ غاياتِه عتد

ورافع الغُفل شرَّاب بأنقصه

خرِّيتُ مشتبه فياده غَرِد

وهَو جَلُ يخبط الظلماء متعسفا

لا يستقيم له سهل ولا جلد

ذَرني ومَن هوَّ يجرى في الخلا يرى

أن ليس يسبق شَداًّ حين يجتهد

وما درى أن بعض القوم مركبُه

متنَ الصَّبَا وهي العيرانةُ الأُجُد

صبا القريحة ماهبت مزعزعةً

إِلا تخلَّفَ عنها الجرد والرُّبُد

ومَن أتى عارضا رمح العنادِ أمَا

رأى كعوب رماح القوم تطرد

إن القريض الذي كانت مغلَّقةً

أبوابُه فتحت منها لنا السُّدَدُ

فَمَن أراد ولوجا فليلج معنا

أو يتئد إن عَرَاه الأينُ والنجد

ولا يقولنَّ إن ضاقت مذاهبه

يا ليتني رشا أودَى به الحَرَدُ

ما لي ولِلمَارِقِ الضنك الذي حصرت

منه الصدورِّ به الأنفاسُ تصطعد

تناذرته الخناذيذُ المصاقع في

أندائها وتناهت عنده الشُّرُدُ

قد كنت من مثل هذا في غِنى وفَضاً

في الأرض متسع في عيشه رَغَد

ما لي أساور وثَّاباً إذا عرضت

له الجراثيم ما في وثبِه فَنَد

يا أيها الأولياء العارفون قِفُوا

لنا فما منكمُ إلالَهُ مَدد

ومِكنَة عندى ذى العرش استقل بها

ورتبة دونها الجوزاءُ والأسد

حاشاكمُ أن تبتوا حبل صاحبكم

فالصحب أسبابهم موصولة جُدد

لا سيما من تعاطتهُ شؤونهمُ

ومن ترامت به الأهوال والشِّدد

في الذب عن حرمات الأولياء وفي

نصر الموالي لهم والناس قد حَسَدُوا

حتى استقلت على ساقٍ طريقتهم

فلم يَضَرُّ عَدَدٌ جمٌّ ولا عُدَدُ

فالناس ما بين تلميذِ قد انسلخت

من الارادة منه الروح والجسد

وبين معتقد صِرفٍ يكافح عن

ذاك الجناب إذ الأبطال تجتلد

إلاَّ بقايا أناس حاولوا لكمُ

كيدا فكادهمُ الجبَّارُ فافتُقِدُوا

فالحمدُلِلهِ رب العالمين على

نصر المليك الذي يُوفي بما يعد

هذا ومن كان في ريب يخالجه

فليسألِ الناسَ إنَّ الناس قد شهدوا

هل للعدى منبر غلا نصحت لكم

عليه حتى انجلى العُوار والرمد

ولا أمُنُّ عليكم إذ نصحت لكم

ولم أغشَّ كمن غَشُّوا ومَن جحدوا

لكن أردت خلوصا في محبتكم

من القذَى إذ تراخى بيننا الأمَد

ولست آمن خِبًّا وَاشِياً غَلَبَت

عليه شَقوَتُه حوضَ الردى يَرِد

حَيَّا السلامُ وجوهاً تنظرون بها

إلى القلوب فيبدو الغي والرشدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كنا إذا مسنا من دهرنا نكد

قصيدة كنا إذا مسنا من دهرنا نكد لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن محمد ولد ابن ولد أحميدا

محمد ولد ابن ولد أحميدا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي