كن عاذري في حبهم لا عاذلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كن عاذري في حبهم لا عاذلي لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة كن عاذري في حبهم لا عاذلي لـ عماد الدين الأصبهاني

كُنْ عاذري في حُبِّهم لا عاذلي

يا فارغاً من شُغلِ قلبي الشّاغلِ

هَبْ أَنَّ سمعي للنصيحةِ قابلٌ

ما نافعي والقلبُ ليس بقابلِ

أَخفيتُ سرَّ الوَجْدِ خيفةَ عُذَّلي

فتعرَّفوا من أَدمعي ومخايلي

لم يقبلوا عذرَ المحبِّ وقابلوا

حقَّ الهوى من لؤمهم بالباطلِ

مالُوا إلى وصلي فحينَ وَصَلتُهُم

ملُّوا وليس يُمَلُّ غير الواصلِ

يا ناشداً يبغي فؤاداً ضائعاً

يومَ النّوى إثرَ الخليطِ الزائلِ

أَين الفوادُ أَراحلٌ في إثرهم

أَم سائلٌ ما بينَ دمعٍ سائلِ

وأَغنَّ أَغنى طَرْفُه في سحرهِ

ورُضابُه في سكرهِ عن بابلِ

مَنْ وجهُهُ حَسنٌ وليس بمحسنٍ

والقدُّ معتدِلٌ وليس بعادلِ

متلوِّنٌ كمدامعي متعفِّفٌ

كضمائري متعذرٌ كوسائلي

أَنا في الضّنى كالخصرِ منه أَشتكي

من جائر ما يشتكي من جائلِ

يا قلبه القاسي تعلّمْ عطفةً

وتمايلاً من عطْفهِ المتمايلِ

سقياً لوصلِ الغانياتِ وشربنا

كأْسَ الرُّضابِ على غناءِ خلاخلِ

بنواظرٍ قد خلتُهُنَّ غوافلاً

لفتورهنَّ وهنَّ غيرُ غوافلِ

وقدودُهنَّ قدود سمرِ رواعفٍ

وجفونهنَّ جفونُ بيضِ مناصلِ

أَيامَ لا عهدُ الوفاءِ بحائلٍ

غَدْراً ولا أُمُّ الصّفاء بحائلِ

أَعقيلةَ الحيِّ اللَّقاحِ ودُونَها

بيضٌ وسُمْرٌ من ظُبىً وذوابلِ

بكرتْ تلومُ على لزومِ مواطنٍ

وضعُ الرَّفيعِ بها ورفعُ الخاملِ

طالَ التردُّدُ في البلادِ فلم أَفزْ

منها على رغمِ العدوِّ بطائلِ

أَو ما رأَيتَ البحرَ يُغرِقُ درَّهُ

ويخلِّصُ الأَزبادَ نَحوَ الساحلِ

مضريّةٌ عَذلتْ على حبِّ النّدى

من ليس يسمعُ فيه عذلَ العاذلِ

يا هذه لولا السّماحةُ لم يكنْ

ينميكِ خيرُ عشائرِ وقبائلِ

عنّفت في حبِّ السّماحةِ مُؤثراً

عُدْمَ الكريم على ثراءِ الباخلِ

أَو هل يخافُ العُدْمَ مَنْ وجدَ الغنى

من جودِ مولانا الإمامِ العادلِ

ولقد وردتُ فِناءَ بحرٍ للندى

أَغنى بهِ عن أَنهرٍ وجداولِ

في كفِّهِ للجوِ خمسةُ أَبحرٍ

فياضةٍ تُسمْى بخمسِ أَناملِ

ممدودُ ظلِّ العدلِ ليس بزائلٍ

معمودُ رُكنِ المُلكِ ليس بمائلِ

وَعَرَمْرَمٍ لَجِبٍ كمنهالِ النّقا

مَجْرٍ ومنهلِّ السّحابِ الهاملِ

سترَ الغزالةَ بالعجاجةِ مُطلعاً

زُهرَ الأَسنّةِ في سماءِ قساطلِ

فالشّمسُ ما بينَ العجاجِ كأَنّها

بدرٌ تطلّع جُنح ليلٍ لائلِ

والنقعُ يَنْصُلُ بالنُّصُولِ خضابُهُ

فكأَنّه لونُ الشباب الناصلِ

والمُقْرَباتُ بأَنْسُرٍ وقوائمٍ

تحكي قوادِمَ أَنْسُرٍ وأَجادلِ

في مأزِقٍ لا يسمعُ الواغي بهِ

إلاَّ أَنينَ صوارمٍ وصواهلِ

والجيشُ مَن مَلكَ الجيوشَ برأْيهِ

في صائبٍ وبجأشهِ في صائلِ

هزم العدا قبلَ اللِّقاءِ برعبهِ

فغدوا بأُمٍ في الشّقاوةِ هابلِ

طلبوا الفرارَ ولم يزلْ مُتكفِّلاً

بهزيمة الرِّعديدِ بأْسُ الباسلِ

أَمطوِّقَ الأَعناقِ من إفضاله

نِعَماً تسامتْ عن سؤالِ السائلِ

ماذا أَقولُ ولا يقومُ بشكرِ ما

توليهِ من نُعمى لسانُ القائلِ

أو هل بلوغ مقاصدي بقصائدي

أَم هل قبول وسائلي برسائلي

أَم ق كفى سبباً إلى دركِ المُنى

صدقُ الولاء وحُسنُ ظنِّ الآمل

الفخرُ كُلُّ الفخرِ لي نظمي لكم

مِدَحاً تَزِينُ مشاهدي ومحافلي

لكن يقولُ الحاسدونَ لمَ انثنى

غِرِّيدُ مدحِهمُ بجيدٍ عاطل

وإذا حظيتُ من الإمامِ برتبةٍ

فيها الفخارُ على جميعِ النّاس لي

لا زلتَ غيثَ مواهبٍ وبقيتَ غَوْ

ثَ ممالكٍ وسلمتَ كَهْفَ أَراملِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كن عاذري في حبهم لا عاذلي

قصيدة كن عاذري في حبهم لا عاذلي لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي