كن من صروف الردى على حذر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كن من صروف الردى على حذر لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة كن من صروف الردى على حذر لـ لسان الدين بن الخطيب

كُنْ مِنْ صُروفِ الرّدى على حَذَرِ

لا يَقْبَلُ الدّهْرُ عذْرَ معتَذِرِ

ولا تُعوِّلْ فيهِ على دَعَةٍ

فأنتَ في قلْعةٍ وفي سقَرِ

فكُلُّ رِيٍّ يفْضي الى ظمإٍ

وكُلُّ أمْنٍ يدْعو الى غَرَرِ

وكلُّ حيٍّ فالموْتُ غايَتُهُ

وكلُّ نفْعٍ يُدْني الى ضرَرِ

كمْ شامِخِ الأنْفِ ينْثَني فرَحاً

بالَ عليْهِ زمانُهُ وخَري

قُلْ للوَزيرِ البَليدِ قد ركَضَتْ

في ربْعِكَ اليوْمَ غارَةُ الغِيَرِ

يا ابْنَ أبي الفتْحِ نسْبَةٌ عُكِسَتْ

فَلا بفَتْحٍ أتَتْ ولا ظَفَرِ

وِزارَةٌ لمْ يَجِدْ مقَلِّدُها

عنْ شُؤمِها في الوُجودِ منْ وَزَرِ

في طالِعِ النّحْسِ حُزْتَ رُتْبَتَها

وكلُّ شيءٍ في قبْضَةِ القَدَرِ

أيُّ اخْتبارٍ لمْ يألُ نصْبَتَهُ

في جسَدٍ للنّحوسِ أو نظَرِ

باتَ لهُ المُشتَري على غبَنٍ

وأُحْرِقَت فيهِ قُرْصَةُ القَمَرِ

يا طَلَلاً ما عليْهِ منْ عمَلٍ

يا شجَراً ما لدَيْهِ منْ ثمَرِ

يا مُفْرِطَ الجهْلِ والغَباوَةِ لا

يُحْسَبُ إلا منْ جُمْلَةِ البَقَرِ

يا دائِمَ الحِقْدِ والفَظاظَةِ لا

يفَرِّقُ بيْنَ ظالِمٍ وبَري

يا كَمِدَ اللّوْنِ ينْطَفي كمَدا

منْ حسَدٍ يسْتَطيرُ بالشّرَرِ

يا عِدْلَ سَرْجٍ يا دنَّ مُقْتَعَدٍ

مَلآنَ منْ رِيبَةٍ ومنْ قَذَرِ

يا واصِلاً للجَشاءِ ناشيَةَ الْ

لَيْلِ ورَبَّ الضُّراطِ في السّحَرِ

من غَيْر لُبٍّ ولا مُراقَبةٍ

للهِ في موْرِد ولا صَدَرِ

يا خامِلاً جاهُهُ الفُروجُ يَرى

صِهْرَ أولي الجاهِ فخْرَ مُفْتَخِرِ

كانوا نَبيطاً في الأصْلِ أو حَبَشاً

ما عِنْدَهُ عِبْرَةٌ بمُعْتَبِرِ

يا ناقِصَ الدّينِ والمُروءَةِ والْ

عَقْلِ ومُجْري اللّسانِ بالهَذَرِ

يا ولَدَ السَّحْقِ غيرَ مكْتَتَمٍ

حَديثُهُ يا ابْنَ فاسِدِ الدُّبُرِ

يا بغْلَ طاحونَةٍ يَدورُ بِها

مُجْتهِدَ السّيْرِ مغْمَضَ البَصَرِ

في أشْهُرٍ عشْرَةٍ طحَنْتَهُمُ

فَيا رَحى الشّؤمِ والبَوارِ دُري

واللهِ ما كُنْتَ يا مَشومُ ولا

أنْتَ سِوى عُرّةٍ منَ العُرَرِ

ومَنْ أبو الفتْحِ في الكِلابِ وهلْ

لجاهِلٍ في الأيّامِ منْ خطَرِ

قد ستَرَ الدّهْرُ منْكَ عوْرَتَهُ

وكانَ لليوْمِ غيْرَ مُسْتَتِرِ

حانوتُ بَزٍّ يمْشي على فَرَسٍ

وثَوْرُ عُرْسٍ يخْتالُ في حِبَرِ

لا منّةٌ تُقْتَنى لمُعْتَرَكٍ

ولا لِسانٌ يُبينُ عنْ خَبَرِ

ولا يَدٌ تَنْتَمي الى كَرَمٍ

ولا صَفاةٌ يُريحُ منْ كَدَرِ

عهْدي بذاكَ الجَبينِ قدْ مُلِئَتْ

غُصونُهُ الغُبْرُ بالدّمِ الهَدَرِ

عهْدي بذاكَ القَفا الغليظِ وقدْ

مُدَّ لوقْعِ المهنّدِ الذَّكَرِ

أهْدَتْكَ للبَحْرِ كفُّ مُنْتَقِمٍ

ألْقَتْكَ للحوتِ كفُّ مُقْتَدِرِ

يا يُتْمَ أولادِكَ الصّغارِ ويا

حيْرَتُهُمْ بعْدَ ذاك في الكِبَرِ

يا ثُكْلَ تلكَ الصّمّاءِ أمِّهِمُ

وظاعِنُ الموْتِ غيرُ منتَظِرِ

واللهِ لا نالَ منْ تخلُّفِهِ

منْ أمَلٍ بعْدَها ولا وَطَرِ

واللهِ يا مَسْخَفانُ لا انْتَقلَتْ

رِجْلُكَ منْها إلا الى سقَرِ

ألحَقَكَ اللهُ بالهَوانِ ولا

رَعاكَ فيمَنْ تركْتَ منْ عُرَرِ

ما عُوقِبَ اللّيلُ بالصّباحِ وما

تقدّمَ البَرْقُ عارِضَ المطَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كن من صروف الردى على حذر

قصيدة كن من صروف الردى على حذر لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي