لأظما معلينا وأروى المصائبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لأظما معلينا وأروى المصائبا لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة لأظما معلينا وأروى المصائبا لـ الشريف الرضي

لَأَظما مُعِلّينا وَأَروى المَصائِبا

وَأَسخَطَ آمالاً وَأَرضى نَوائِبا

مُصابٌ نُجومُ المَجدِ فيهِ نَواجِمٌ

تَرَكنَ نَجومَ الصَبرِ عَنهُ غَوارِبا

أَصابَت سِهامُ الحادِثاتِ قُلوبَها

فَكَم أَعقَبَت رَوعاً يَروعُ العَواقِبا

لَقَد وَعَدَتنا إِذ رَغِبنا رَغايباً

فَلَمّا أَصَبنَ الظَنَّ أَعطَت مَصايبا

وَأَرضَعنَ أَفواهَ المَطامِعِ فَجعَةً

فَطَمنَ بِها عِندَ النَجاحِ المَطالِبا

بِمَفقودَةٍ يَنهَلُّ ماءُ مُصابِها

دُموعاً عَلى خَدِّ الزَمانِ سَواكِبا

إِذا قَعَدَت أَحزانُها في قُلوبِنا

أَقَمنا عَلى الصَبرِ الشِفاهَ نَوادِبا

صَبَرنا فَغَصَّصنا الزَمانَ بِريقِهِ

عَلى أَنَّ لِلأَيّامِ فينا مَضارِبا

وَلَم نَطرَحِ الأَسلابَ يَوماً لِنَكبَةٍ

وَإِن جَذَبَ المِقدارُ مِنّا المَجاذِبا

أَلا إِنَّ هَذا الثاكِلَ الحَسَبِ الَّذي

بِهِ ثَكِلَ المَجدُ التَليدُ المَناقِبا

رَمى في يَمينِ الدَهرِ دُرَّةَ سُؤدُدٍ

فَأَحجِ بِها يَحنو عَليها الرَواجِبا

وَقَد شَنَّ فيها حادِثُ المَوتِ غارَةً

ثَنَتنا وَلَم تَطلُع إِلَينا كَتائِبا

فَلا تَحسَبَن رُزءَ الصَغائِرِ هَيِّناً

فَإِنَّ وَجى الأَخفافِ يُنضي الغَوارِبا

سَقى اللَهُ صَحباءَ الثَرى كُلَّ لَيلَةٍ

سَحائِبَ يَنزَعنَ الرِياحَ الحَواصِبا

جَنادِلُ مِن قَبرٍ كَأَنَّ صُدورَها

حَباهُ الحَيا دونَ القُبورِ مَحارِبا

أَقامَت بِهِ حَتّى لَوَدَّت عُيونُنا

وَلَم تُبقِ دَمعاً أَن يَكونَ سَحائِبا

تُرابٌ يَرى أَنَّ النُجومَ تُرابُهُ

وَيَحسَبُ أَحجارَ الصَفيحِ الكَواكِبا

وَسَيفٌ نُضي مِن جَفنِهِ غَيرَ أَنَّهُ

رَضي لَحدَهُ مِن غِمدِهِ الدَهرَ صاحِبا

يُغَطّي الثَرى عَنّا وُجوهاً مُضيئَةً

كَما كَفَرَ الغَيمُ النُجومَ الثَواقِبا

وَرَزءٌ رَمى صَدرَ الأَماني بِيَأسِها

وَكُنَّ إِلى وِردِ المَعالي قَوارِبا

أَلا رُبَّ لَيلٍ قَلقَلَتهُ عَزائِمي

إِلى أَن نَضا عَن مَنكِبَيهِ الغَياهِبا

جَذَبتُ بِضَبعِ العَزمِ مِن بَينِ أَضلُعي

وَزاحَمتُ بِالهَمِّ الدُجى وَالسَباسِبا

وَجُرداً ضَرَبنَ الدَهرَ في أُمِّ رَأسِهِ

وَجُزنَ بِنا أَعجازَهُ وَالمَناكِبا

وَمَرَّت حَواميها عَلى لِمَّةِ الدُجى

تُجاذِبُ بِالإِدلاجِ مِنها الذَوائِبا

وَإِنّي لَمِن قَومٍ إِذا رَكِبوا النَدى

إِلى الحَمدِ باتوا يَعسِفونَ الرَكائِبا

إِذا فاضَ رَقراقُ المَحامِدِ صَيَّروا

لَهُ جودَهُم دونَ اللِئامِ نَصائِبا

وَإِن ضاقَ صَدرُ الخَطبِ وَسَّعَ بِأَسُهُم

لِسُمرِ القَنا بَينَ الضُلوعِ مَذاهِبا

بِطَعنٍ كَدُفّاعِ الغَمامِ تَحُثُّهُ

ذَوابِلُ يُمطِرنَ الدِماءَ صَوائِبا

لَهُ شَرَرٌ يَرمي الرِماحَ بِلَفحِهِ

يَكادُ يُرى ماءُ الأَسِنَّةِ ذائِبا

إِذا أَنكَروا في النَقعِ أَلوانَ خَيلِهِم

أَضاءَ لَهُم حَتّى يَشيموا السَبائِبا

أَبا قاسِمٍ جاءَت إِلَيكَ قَلائِدٌ

تُقَلِّدُ أَعناقَ الكَرامِ مَناقِبا

قَلائِدُ مِن نَظمي يَوَدُّ لِحُسنِها

قُلوبُ الأَعادي أَن تَكونَ تَرائِبا

إِذا هَدَّها راوي القَريضِ حَسِبتَهُ

يَقومُ بِها في نَدوَةِ الحَيِّ خاطِبا

فَلَو كُنَّ غُدراناً لَكُنَّ مَشارِبا

وَلو كُنَّ أَحداثاً لَكُنَّ تَجارِبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لأظما معلينا وأروى المصائبا

قصيدة لأظما معلينا وأروى المصائبا لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي