لأغنتك عن وصلي الهموم القواطع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لأغنتك عن وصلي الهموم القواطع لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة لأغنتك عن وصلي الهموم القواطع لـ الشريف الرضي

لَأَغنَتكَ عَن وَصلي الهُمومُ القَواطِعُ

وَعَن مَشرَعِ الذُلِّ الرِماحُ الشَوارِعُ

وَأَيُّ طِلابٍ فاتَني وَطَلائِعي

مُنىً قَبلَ أَعناقِ المَطيِّ طَوالِعُ

دَعيني أُقِم أَرضاً وَأَطلُبُ غَيرَها

فَبَينَهُما إِن واصَلَ الهَمُّ قاطِعُ

فَما كُلُّ مَمنوحٍ مِنَ العِزِّ شاكِرٌ

وَلا كُلُّ مَحظوظٍ مِنَ المالِ قانِعُ

وَما عاقَني رَبعٌ فَبِتُّ وَلَم تَبِت

يُوَقِّعُني مِن غَيرِ ذاكَ المَطامِعُ

قَطوعٌ لِأَقرانِ الرِجالِ كَأَنَّني

إِلى كُلِّ فَجٍّ ثائِرُ الرَحلِ نازِعُ

أَفي كُلِّ يَومٍ يُعدِمُ الدَهرُ جانِبي

وَتَقرَعُني مِن ناظِرَيهِ القَوارِعُ

وَقَد قَطَعَ المَعروفَ بِاللُؤمِ قاطِعٌ

وَباعَ الثَناءَ الحُرَّ بِالذَمِّ بائِعُ

فَلَم أَلقَ إِلّا ماذِقَ الوُدِّ كاذِباً

يَسُفُّ بِهِ مِن طائِرِ الغَدرِ واقِعُ

وَرايعَةٍ لِلبَينِ مِن عامِريَّةٍ

تَزَعزَعُ مِنها بِالسَلامِ الأَصابِعُ

فَلو لَم تُزَوِّدنا السَلامَ عَشِيَّةً

لَسِرنا وَأَعناقُ المَطيِّ خَواضِعُ

تَصُدُّ حَداءً حينَ تَبعَثُ وَعدَها

كَذوباً وَإِنّي بِالرَجاءِ لَقانِعُ

وَتَخدَعُني وُرقُ الحَمامِ بِشَدوِها

وَرَجعُ زَفيري لِلحَمائِمِ خادِعُ

حَنينُ المَطايا عَلَّمَ الشَوقَ مُهجَتي

فَكَيفَ تُسَلّيها الحَمامُ السَواجِعُ

بِذَلتُكَ قَلباً كُنتُ أَذخَرُ صَونَهُ

إِذا لاحَ لي بَرقٌ مِنَ العَزمِ لامِعُ

سَبَقتَ إِلى يَأسي رَجايَ فَحُزتَه

وَلَم تَنتَظِر رَأيِي فَها أَنا طامِعُ

وَماعِندَ أَملاكِ الطَوائِفِ حاجَتي

إِذا ما أَبَت أَن تَقتَضيها القَواطِعُ

وَما لِيَ شُغلٌ في القَريضِ وَإِنَّما

أُبَيِّنُ فيهِ ما تَقولُ المَطامِعُ

وَلَو هَزَّ أَسماعَ المُلوكِ نَشيدُهُ

دَروا أَنَّ كُلَّ المَجدِ ما أَنا صانِعُ

تَقولُ لِيَ الأَيّامُ وَهيَ بَخيلَةٌ

أَلا اِسأَل فَإِمّا ذو عَطاءٍ وَمانِعُ

رَأَيتُ كَريماً ما خَلا قَطُّ مِن حِمىً

يُزارُ وَلَو أَنَّ الدِيارَ بَلاقِعُ

وَلا مَرِضَت نارُ القِرى في خِيامِهِ

بِلَيلٍ وَلَو أَنَّ الرِياحَ زَعازِعُ

إِذا صارَعَتهُ الريحُ خِلنا شَعاعَها

يُشيرُ إِلى الوُرّادِ وَالرَكبُ هاجِعُ

فَضَنّاً بَني فِهرٍ بِما في أَكُفِّكُم

مِنَ المَجدِ فَالأَيّامُ عَودٌ وَراجِعُ

وَرُدّوا أَكُفَّ الحَربِ حِلماً عَنِ العِدى

إِذا أَمكَنَت حَدَّ السُيوفِ المَقاطِعُ

فَكَم غارَةٍ تَستَرجِفُ اللَيلَ أَيقَظَت

صُدورَ القَنا وَالغادِرونَ هَواجِعُ

عُيونُ العَوالي وَالنُجومُ رَوامِقٌ

وَنَقعُ المَذاكي بَينَهُنَّ بَراقِعُ

وَلا بُدَّ مِن شَعواءَ تَظما نُفوسُها

وَلَيسَ لَها إِلّا السُيوفُ مَشارِعُ

هُوَ اليَومُ أَخفَت خَيلُهُ لَمعَ آلِهِ

فَأَشباحُهُ فَوقَ العَجاجِ لَوامِعُ

تَرى النَقعَ مُسوَدَّ الذُيولِ وَفَوقَهُ

رِداءُ الرَدى تَحمَرَّ مِنهُ الوَشائِعُ

وَرَكبٍ كَأَنَّ التُربَ يَنهَضُ نَحوَهُ

يُعانِقُهُ في سَيرِهِ وَيُصارِعُ

فَلو أَنَّ ثَغرَ اللَيلِ لاحَ اِبتِسامُهُ

عَنِ الصُبحِ مِنهُ لَم تَسِمهُ البَلاقِعُ

إِذا ما سَروا تَحتَ الدُجى فَوُجوهُهُم

لِضَوءِ الضُحى قَبلَ الصَباحِ طَلائِعُ

وَإِن أَدلَجوا لَم يَسأَلِ اللَيلُ عَنهُمُ

كَأَنَّهُمُ فيهِ النُجومُ الطَوالِعُ

وَيَبدَأُ فيها لِلسِرابِ زَخارِفٌ

تُلاعِبُ لَحظَ المُجتَلي وَتُخادِعُ

فَلا تَعجَبوا مِن سَيرِهِم في هَجيرِها

فَجَرُّ وَغاهُم لِلهَجيرِ طَبائِعُ

وَأَرضٍ يَضُلُّ اللَيلُ بَينَ فُروجِها

وَيُجزِعُهُ أَجزاعُها وَالأَجارِعُ

تَخَطَّيتُها وَالصُبحُ يَخرُقُ في الدُجى

نَوافِذَ لا يَلقى بِها الجَوَّ راقِعُ

تَطاوَلَ أَسرُ اللَيلِ فيها كَأَنَّما

دُجاهُ لِأَعناقِ النُجومِ جَوامِعُ

وَقَد مَدَّ مِن باعِ المَجَرَّةِ فَاِنثَنى

كَأَنَّ الثَرَيّا فيهِ كَفٌّ تُقارِعُ

وَهَبتُ لِضَوءِ الفَرقَدَينِ نَواظِري

إِلى أَن بَدا فَتقٌ مِنَ الفَجرِ ساطِعُ

كَأَنَّهُما إِلفانِ قالَ كِلاهُما

لِشَخصِ أَخيهِ قُل فَإِنِّيَ سامِعُ

إِذا أَنا لَم أَقبِض عَنِ الخِلِّ هَفوَةً

فَلا بَسَطَت كَفّي إِلَيهِ الصَنائِعُ

وَإِن أَنا لَم يَستَنزِلِ المَجدُ حَبوَتي

فَلا أَهَلَت مِنّي الرُبى وَالمَرابِعُ

أَبا قاسِمٍ حَلّاكَ بِالشِعرِ ماجِدٌ

عَلَيكَ لَهُ حَتّى المَماتِ رَصائِعُ

أَخٌ لا يَرى الأَيّامَ أَهلاً لِمَدحِهِ

وَلَو ضَمِنَت أَن لا تَراهُ الفَجائِعُ

شُجاعٌ لِأَعناقِ النَوائِبِ راكِبٌ

هُمامٌ لِأَطوادِ الحَوادِثِ فارِعُ

سَتَشرَعُ ماءَ الفَخرِ في كَأسِ مَدحَتي

وَما أَنا في ماءِ النَدى مِنكَ شارِعُ

لِيَهنِكَ مَولودٌ يُوَلَّدُ فَخرَهُ

أَبٌ بِشرُهُ لِلسائِلينَ ذَرائِعُ

وَليدٌ لَوَ أَنَّ اللَيلَ رُدّي بِوَجهِهِ

لَما جاوَرَتهُ بِالجُنوبِ المَضاجِعُ

وَمُبتَسِمٌ يَرتَجُّ في ماءِ حُسنِهِ

لَهُ مِن عُيونِ الناظِرينَ فَواقِعُ

رَمى الدَهرُ مِنهُ كُلَّ قَلبٍ مِنَ العِدى

بِسَهمٍ نَضا أَحقادَهُم وَهوَ وادِعُ

يُرامونَهُ بِاللَحظِ كَي يَعصِفوا بِهِ

وَأَبصارُهُم صورٌ لَدَيهِ خَواشِعُ

وَما صَرَعوهُ بِاللِحاظِ وَإِنَّما

لِأَرواحِهِم في مُقلَتَيهِ مَصارِعُ

يَوَدّونَ أَن لَو كانَ بَينَ قُلوبِهِم

مَعَ الحِقدِ حَتّى لا تَراهُ المَجامِعُ

مَتى اِبتَسَموا فَاِعلَم بِأَنَّ ثُغورَهُم

دُموعٌ لَها تِلكَ الشِفاهُ مَدامِعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لأغنتك عن وصلي الهموم القواطع

قصيدة لأغنتك عن وصلي الهموم القواطع لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي