لئن رحلوا عني صباحا وودعوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لئن رحلوا عني صباحا وودعوا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة لئن رحلوا عني صباحا وودعوا لـ ابن فركون

لئِن رَحلوا عنّي صَباحاً وودّعوا

فنارُ الجَوى طيَّ الجوانِحِ أوْدَعوا

فقلتُ ومالِي في التّصَبُّرِ مَطْمَعُ

نَووْا سَفَراً عنّي الغداةَ وأزْمَعوا

فيا لَيْتَ شِعْري بعدَهُم كيفَ أصْنَعُ

لذِكْرِهِمُ عُدْ والحديثَ بهِمْ أعِدْ

فلومُ وُشاتي في الصّبابةِ لم يُفِدْ

فيا عاذِلي مَنْ جدَّ في العَتْبِ لم يُجِدْ

ويَا لائِمي أكْثرْتَ في اللّوْمِ فاتّئِدْ

فَهذِي رُقىً في علَّتي ليسَ تنفَعُ

من الشّوقِ أُهديها إليهِمْ رسائِلا

وأُبْدي لديهِمْ منْ غَرامي وسائِلا

ودمْعيَ لم يَبْرَحْ علَى الخدّ سائِلا

لغَيْرِ جُفوني كُنْ إذا كُنتَ قائِلا

سَحابةُ صيْفٍ عنْ قَريبٍ تقَشَّعُ

سَرَوْا بركابٍ للظّلالِ مُريحةٍ

وكم من نُصوصٍ في هَواهُم صريحةٍ

وألْسُنِ دمْعٍ من جُفوني فَصيحةٍ

وماليَ لا أبْكي بعَيْنٍ قريحةٍ

على فُرْقةِ الأحْبابِ تهْمي وتهْمَعُ

أيا عاذِلي كُنْ في المحاسِنِ عاذِري

فقَلبيَ مِنْها بيْنَ ناهٍ وآمِرِ

فها أنا صابٍ في الهَوى غيرُ صابِرِ

فُؤاديَ أعْيا صَدْعُهُ كُلَّ جابِرِ

وهلْ جُبِرَتْ ياقوتَةٌ تتصدّعُ

ذكَرْتُ رُبوعاً بالحِمى ومعاهِدا

وأتْلَفْتُ قَلباً بالصّبابةِ جاهِدا

فأصْبحَ عن نَهْجِ التّصبُّرِ حائِدا

لضيَّعْتُ قلْبي ثمّ أصبحْتُ ناشِدا

وقد قيلَ أوْلى بالخَسارِ المُضيِّعُ

لعلّ هُيامِي للأحبّةِ شافِعي

فما كنتُ لمّا فيهِ خانَتْ مَطامِعي

لأكْتُمَ وجْداً أظْهَرَتْهُ مَدامِعي

أبوحُ بما أخْفي وليسَ بِنافِعي

ولكنّها شكْوى إلى اللهِ تُرْفَعُ

لقد أتْلَفَتْ قلبي المَشوقَ يدُ النّوى

فأصْبَحَ يُذْكَى في جوانِحِه الجَوى

هَواكَ على مرِّ الزّمانِ به ثَوى

أمالِكَ رِقّي كمْ أراني في الهَوى

أَذِلُّ كَما شاءَ الغرامُ وأخْضَعُ

لقَلْبيَ في أيْدي الغرامِ تقَلُّبُ

يُذادُ عنِ العُتْبى وإنْ كان يُعْتَبُ

فها أنا ذا أرْجو رِضاكَ وأطْلُبُ

وهَبْ أنّني أذْنَبْتُ والعَبْدُ مُذْنِبُ

فَلي حسَناتٌ في ذنوبيَ تشفَعُ

على البُعْدِ كم أهْدَيْتُها لكَ مِدحةً

عَساكَ تُسَنّي بالتّقرُّبِ مِنْحةً

وإنّي متَى أذْكى بعادُكَ لفْحةً

ودادِي كمِثلِ العنْبَرِ الورْدِ نفحةً

إذا أحْرَقَتْهُ جَفوةٌ يتضوَّعُ

بقُرْبِكَ ظِلُّ العِزّ فوقِيَ وارِفُ

وبُعْدُكَ فيه دمْعُ عيْنيَ واكِفُ

فَها أنا راجٍ في هَواكَ وخائِفُ

ورأيُكَ بين الحِلمِ والحُكْمِ واقِفُ

علَى أنّ بابَ الحِلمِ عندَكَ أوْسعُ

أبيتُ علَى حُكْمِ الصّبابةِ مُغْرَما

وأقْطعُ دهْري في عَسى ولعلّما

مَشوقاً مُعنّىً مسْتهاماً متيّما

أُعاتِبُ حظّي أم أكُفُّ فإنّما

هوَ اللهُ يعْطي ما يشاءُ ويمْنَعُ

مُنِعتُ المُنى حتّى الخيالَ لِحالِمِ

ونيْلُ المعالي بيْن تلكَ المَعالِمِ

فإن لمْ يكُنْ صرْفُ الزّمانِ مُسالمِي

أسَلّمُ أمْري في الوجودِ لعالِمِ

أحاطَ بأمْري منهُ مرْءىً ومَسْمَعُ

إذا لم يكنْ في حُكْمِهِ الدّهرُ مُنصِفي

ولم أُلْفِهِ فيما رجَوْتُ بمُسْعِفِ

ولمْ يُدْنِ أيامَ الرّضى والتّعطُّفِ

سأرْفَعُ أمري للخليفَةِ يوسُفِ

فيحْكُمُ بالحقِّ المُبينِ ويصْدَعُ

هو الظِّلُّ ظِلُّ اللهِ تضْفو سُتورُهُ

ويغنِي عنِ الصُّبْحِ المُبين ظهورُهُ

سَحابُ ندىً بالجودِ ماجَتْ بحُورُهُ

شِهابُ ندىً يجْلو الدُّجُنّةَ نورُهُ

ولجّةُ جودٍ موْجُها يتدفّعُ

هو البدْرُ في أفْقِ الخِلافةِ مُعْتَلِ

هو الرّوْضُ كم من مُجْتَنٍ إثْرَ مُجْتَلِ

فللّهِ من بحْرٍ وبدْرٍ مُكَمَّلِ

وللهِ من غيثٍ وليثٍ ومَعْقِلِ

لمَنْ يجْتَدي أو يعْتدي أو يُروَّعُ

صَفا فوقَ أمْلاكِ البَسيطةِ ظِلُّهُ

وأفْقُ النّجومِ النيّراتِ مَحَلُّهُ

فها هو غيثٌ قد تتابَعَ وبْلُهُ

وديوانُ مجْدٍ قد تواتَرَ نقْلُهُ

حديثُ المعالي عنهُ يُرْوى ويُسْمَعُ

هوَ المُلْكُ بالموْلَى ابْن نَصْرٍ شُغوفُهُ

هوَ الدّوحُ يدْنو للعُفاةِ قُطوفُهُ

هوَ الدّهْرُ تَقضي في العُداةِ صُروفُهُ

إذا انتُضيتْ آراؤهُ وسُيوفُهُ

لحَرْبٍ فقُلْ أي الحسامَيْنِ أقْطَعُ

إمامٌ تَعُمُّ القاصدينَ هِباتُهُ

بهِ الخطُّ والخَطّيُّ راقَتْ صِفاتُهُ

فقد أبدَعَتْ يُمْناهُ أو كَلماتُهُ

وإن وقَفَتْ في حادِثٍ عَزَماتُهُ

فقدْ أمِنَ الإسْلامُ ما يُتوَقَّعُ

أناصِرَ دينِ اللهِ دُمْتَ مؤيَّدا

لعَهدِ الصِّحابِ الأكْرَمينَ مُجَدّدا

فمَن ذا يُضاهي منْكَ ذاتاً ومَحْتِدا

سبَقْتَ كما اسْتوْلَى الجوادُ على المَدى

فلا سابِقٌ في شأوِ مجدِكَ يطْمَعُ

رَمَيْتُ بسَهْمٍ للبلاغَةِ مُنْفِذِ

فَروْضُ نِظامي من سحابِكَ قد غُذي

أنا بكَ من رَيْبِ الزّمانِ تعوُّذِي

وأنتَ حُسامُ الدّين ناصِرُهُ الذي

تذودُ العِدَى عن جانبَيْه وتَمْنَعُ

أرى الدّهْرَ يا موْلايَ عنّيَ مُعْرِضا

وسيْفُ نِظامي في يَمينيَ مُنتَضى

ولفظِيَ تشْريفي بمَدْحِكَ قد قَضا

ومثْلُكَ يُرْجى للقَبولِ وللرّضا

وعبْدُكَ أيضاً للصّنيعةِ مَوْضِعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لئن رحلوا عني صباحا وودعوا

قصيدة لئن رحلوا عني صباحا وودعوا لـ ابن فركون وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي