لاح لعينيك الطلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لاح لعينيك الطلل لـ الصاحب بن عباد

اقتباس من قصيدة لاح لعينيك الطلل لـ الصاحب بن عباد

لاحَ لِعَينَيكَ الطَلَل

فَكَم دَمٍ فيه يُطَل

كَم شربَ الدَهرُ رسو

مَ دارِهِم وَكَم أَكل

ما بَينَ أَعطافِ الصَبا

وَبَينَ أَثناءِ الشَمَل

كَم سافِيات ثَوبِها

عَلى مَعانيها اِشتَمَل

سُقياً لِسَيري مَعَهم

وَجُملُ تَحدو بِالجَمَل

من قَبلِ أَن كَدَّ الزما

نُ أَهلَها وَلَم يَمَل

سَقياً وَرَعياً لِلَّذي

نَ جَهَّزوا ذاتَ الحُلَل

سَقياً لَهُم وَان جَلَوا

عَن الدِيارِ وَالحِلَل

أَيا دُموعي ساعِدي

وَكابِدي غَيثاً هَمَل

فيضي عَلى آثارِهِم

فَيضَ بَناني بِالنَفَل

وَوشجي بِالدَمعِ ما

أَفَضتِهِ دَمَ المُقَل

وَاِن يَكن قَد لامَني

شَيبيَ فيهِ وَعَذَلَ

وَعَزَل الشِرَّةَ عَن

قَلبي فَما أَرعى الغَزَل

وَالشَيبُ شَينٌ غَير أَن

صُيِّرَتِ الباءُ بَدَل

انَّ الشَبابَ وافِدَ ال

أُنسِ العَميمِ قَد رَحَل

أَنضو جَديدَ مَلبَسٍ

مُعتاضَ خَلقانٍ سَمِل

دَع عَنكَ أَصنافَ الخَطل

وَلا سَقى الشَباب طَل

أُمّ العيوبِ وَالذُنو

بِ وَالعثار وَالزَلَل

دَعا إِلى نَزع التُقى

وَمدَّ في الغيِّ الطِوَل

وَمَرحَباً بِالشَيبِ إِذ

هذا الَّذي قَد كانَ طَل

لَهفي عَلى جَرائِمٍ

أَطعتُ فيهِنَّ العَجَل

أَتوبُ مِنها مُخلِصاً

إِلى الَّذي عَزَّ وَجَل

مُستَشفِعاً مُحَمَّداً

وَآلَهُ ثُمَّ بَجَل

يا سادَتي وَلاؤُكُم

عَقيدَتي فَحَيَّ هَل

فَخَلِّصوا وَلِيَّكُم

وَارعوا لَهُ حَقَّ الاِمَل

قَد قالَ في مَديحِكُم

أَكثَرَ مِن أَلفِ مَثَل

وَتَرَكَ النَواصِبَ ال

أَرجاسَ فيها كَالمَثَل

لَمّا درى أَنَّ عِما

د الدينِ قَول وَعَمل

يا حيدَرُ الشَهمُ البَطَل

مَن لَم يشايِعك يَضَل

وَاللَهِ أَقسامُ فَتىً

دُخلَتُهُ أَنقى الدَخَل

لا زُلتُ عَن حُبِّكُمُ

مُتابِعاً أَهلَ الجَمَل

أَنتَ الَّذي بِسَيفِه

وَرُمحِهِ الدينُ كَمَل

أَنتَ الَّذي في الوَحيِ تَب

يينُ عُلاه قَد نَزَل

أَنتَ الَّذي نامَ عَلى ال

فِراشِ في لَيلِ الوَجَل

أَنتَ الَّذي صَلّى أَما

مَ الناسِ مَع خَيرِ مُصل

أَنتَ الَّذي جَدَّلَ في

بَدر العَفاريتَ العُضل

أَنتَ الَّذي في أُحُدٍ

ثَبَتَّ طوداً كَالجَبَل

أَنتَ الَّذي بِخَيبَرٍ

أَزَحتَ أَصنافِ العلَل

أَنتَ الَّذي بِالخَندَق اِش

تَدَّ لَعمروٍ فَاِضمَحَل

أَنتَ الَّذي في مَرحبٍ

حَكَّمَ أَطراف الأَسَل

أَنتَ الَّذي يَومَ حُنَي

نٍ فُرصَةَ النَصرِ اِهتَبَل

أَنتَ الَّذي وُلّيَ في

بَراءَةٍ فَما اِعتَزَل

أَنتَ الَّذي قَد حَمَل الر

رايَة في كُلِّ وَهل

أَنتَ الَّذي تَسقي من ال

حَوضِ غَداً خَير عَلَل

أَنتَ الَّذي رُدَّت عَلَي

هِ الشَمس مِن بَعدِ الطَفَل

أَنتَ الَّذي أَصبَحَ ها

رونَ وَموساكَ أَجَل

أَنتَ الَّذي قَد زَوِّجَ الزَ

زهراءَ يا خَيرَ الوُصَل

أَنتَ الَّذي بِالحَسَنَي

ن السَيدَينِ قَد نَسَل

أَنتَ الَّذي عَن هاشِمٍ

من طَرفَيه ما اِنتَقَل

أَنتَ الَّذي والِدُهُ

حمى النَبِيَّ فَاِستَقل

أَنتَ الَّذي قَد باهَلَ الط

طُهرُ بِهِ حينَ اِبتَهَل

أَنتَ الَّذي قَد ضَمَّهُ ال

كَساءُ في خَير مَحَل

أَنتَ الَّذي يُدعى إِلى الط

طَيرِ عَلى رُغم السَفل

أَنتَ الَّذي عُقودهِ

يَومَ الغَديرِ لا تُحَل

أَنتَ الَّذي بِحُبِّهِ

طابَ الوِلادُ المُنتَحَل

أَنتَ الَّذي أَصبَحَ با

بَ أَحمدٍ حينَ يُسَل

أَنتَ الَّذي سَيقسمُ الن

نارَ وَيُردي ذا الدَغَل

أَنتَ الَّذي نالَ الذُرى

وَنَعلُهُ فَوقَ زُحَل

أَنتَ الَّذي أُنزِلَ في

هِ هَل أَتى وَما رَحَل

أَنتَ الَّذي قَد خَصف الن

نَعلَ وَفي القَومِ نَغَل

أَنتَ الَّذي أَوصى اِلَي

هِ المُصطَفى عَلى مَهل

أَنتَ الَّذي قَد ظَلَّ أَق

ضى الناسِ مِن غَيرِ مثل

أَنتَ الَّذي كَلامُهُ

ما بَينَ صابٍ وَعَسَل

أَنتَ الَّذي آخى الرَسو

ل ظاهِراً حينَ اِحتَفَل

أَنتَ الَّذي عَلَّم كُل

الناسِ ما ضَربُ القُلل

أَنتَ الَّذي الناكِث وَال

قاسِطَ بِالسَيفِ أَذَل

أَنتَ الَّذي أَنحى عَلى ال

مارِق كَالحَتف أَطَل

أَنتَ الَّذي يُبرِدُ من

شيعَتِهِ نارَ الغلل

أَنتَ الَّذي نَحّاهُمُ

وَالحَربُ تَزجي بِالشعل

أَنتَ الَّذي سادَ الوَرى

من غَيرِ ليتَ وَلعل

أَنتَ الَّذي لَم يُرَ قَط

طُ ساجِداً نَحو هبل

أَنتَ الَّذي أَلقى عَلى

أَعدائِهِ أَثقَلَ كل

أَنتَ الَّذي لَولا فَتا

ويهِ لما زالَ الخَلَل

أَنتَ الَّذي لَولاهُ ما

فارَقت البِيض الخِلَل

أَنتَ الَّذي يَنهَلُ مِن

شِربِ المَعالي وَيعل

أَنتَ الَّذي يُدعى بِبَح

رِ العِلمِ وَالقَومُ وَشَل

أَنتَ الَّذي لَم يُثنِهِ

قَطّ حذارٌ وَفشل

أَنتَ الَّذي حَلّى الزَما

نَ فَضلُهُ بَعد عَطل

أَنتَ الَّذي بِبَأسِهِ

عرشُ ذَوي الكُفر يُثَل

أَنتَ الَّذي كُلُّ كبا

شِ الكفرِ ان صالَ بَتَل

أَنتَ الَّذي علياكَ عَسي

رٌ فَاِرضَ مِنّي بِالجُمل

هذا وَكم مِن خَبَرٍ

تَرَكتُهُ لا يُحتَمَل

هدى اِلَيهِ المُصطَفى

مَن كانَ ذا قَلبٍ وَدل

فَهاكَها قَلائِداً

كَأَنَّها بيضُ الكَلل

خَرائِداً قَد غُنِيَت

بِكُحلِهِنَّ عَن كَحَل

سُيوفُها ماصِيَةٌ

في الناصِبين لا تُفل

كَم مِن وَلِيٍّ لَكُمُ

يَسمَعُها وَقَد حَجَل

وَكم دِعِيٍّ عِندَما

يُنشَدُها يَلقى الخَجَل

يَمرَحُ مَن تُروى لَهُ

مِن غَيرِ سُكرٍ وَثَمَل

يَعلَمُ أَنَّ خاطِري

قَد ماسَ فيها وَرَفل

اِذ عَجَزَت بِقُربِها

وَبُعدِها الشُمُّ الأُوَل

فَلا الكُمَيتُ نالَها

وَقد رَوى تِلكَ الطُوَل

وَأَينَ مِنها الحميَري

يُ اِن سَعى وَاِن رَمل

لَو كُتِبَت في مُقَل ال

حورِ لَكانَ يُستَقَل

جاءَ اِبنُ عَبّادٍ بِها

عَن خاطرٍ قَد اِرتَجَل

اِن قيلَ هَل تَبغي بِها

وَسيلَةً قُلتُ أَجَل

أَبني بِها وَسيلَةً

لِيَومِ يَأتيني الاِجل

شرح ومعاني كلمات قصيدة لاح لعينيك الطلل

قصيدة لاح لعينيك الطلل لـ الصاحب بن عباد وعدد أبياتها سبعة و تسعون.

عن الصاحب بن عباد

إسماعيل بن عباد بن العباس بن أحمد بن إدريس أبو القاسم الطالقاني. وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة. ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه. فكان يدعوه بذلك. كما لقب ب (كافي الكفاة) . ولد في الطالقان (من أعمال قزوين) وإليها نسبته، وتوفي بالري ونقل إلى أصبهان فدفن فيها. له تصانيف جليلة، وشعر فيه رقة وعذوبة، وتواقيعه آية الإبداع في الإنشاء له معرفة وإلمام بالتفسير والحديث واللغة والتاريخ. قال الصاحب بن عباد: أشتهي أن أزور بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف. له: (المحيط - خ) سبع مجلدات في اللغة، وكتاب (الوزراء) ، و (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي-ط) ، و (الإقناع في العروض وتخريج القوافي-خ) ، و (عنوان المعارف وذكر الخلائف-خ) رسالة.[١]

تعريف الصاحب بن عباد في ويكيبيديا

أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب بن عباد و"كافي الكفاة"، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشاركا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيراً، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الصاحب بن عباد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي