لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني لـ إسماعيل صبري باشا

لا القَومَ قَومي وَلا الأَعوانُ أَعواني

إذا وَنى يومَ تحصيلِ العُلا وَاني

وَلَستُ إن لم تُؤَيِّدني فَراعِنَةٌ

منكم بِفِرعَون عالي العَرشِ وَالشانِ

وَلستُ جبّارَ ذا الوادي إِذا سَلِمَت

جبالُه تلك من غاراتِ أَعواني

لا تَقرَبوا النيلَ إن لم تَعمَلوا عملاً

فَماؤهُ العذبُ لم يُخلَق لِكَسلانِ

رِدوا المَجرَّةَ كَدّاً دونَ مَورِدِهِ

أو فَاِطلُبوا غَيرَهُ رِيّاً لِظَمآنِ

وَاِبنوا كما بَنتِ الأَجيالُ قَبلَكمُ

لا تَترُكوا بعدَكم فخراً لإِنسانِ

أَمَرتُكُم فَأَطيعوا أَمرَ رَبِّكُمُ

لا يَثنِ مُستَمِعاً عن طاعةٍ ثاني

فَالمُلكُ أمرٌ وَطاعاتٌ تُسابِقهُ

جَنباً لِجَنبٍ إلى غاياتِ إحسانِ

لا تَترُكوا مُستَحيلاً في اِستِحالتِهِ

حتّى يُميطَ لكُم عن وجهِ إمكانِ

مقالةٌ هبَطَت من عرشِ قائِلِها

على مناكبِ أَبطالٍ وَشُجعانِ

مادَت لها الأَرضُ من ذُعرٍ ودانَ لها

ما في المقطَّمِ من صَخرٍ وَصَوّانِ

لو غيرُ فِرعَونَ أَلقاها على ملإٍ

في غيرِ مِصرَ لعُدَّت حُلمَ يَقظانِ

لكنَّ فِرعَونَ إن نادى بها جَبَلاً

لَبَّت حجارتُه في قَبضَةِ الباني

وآزَرَتهُ جماهيرٌ تَسيلُ بها

بِطاحُ وادٍ بماضي القَومِ ملآنِ

يَبنونَ ما تَقِفُ الأَجيالُ حائِرَةً

أمامَه بين إعجابٍ وَإذعانِ

من كُلِّ ما لَم يَلِد فكرٌ وَلا فُتِحَت

على نَظائِرِهِ في الكَونِ عَينانِ

وَيُشبِهونَ إذا طاروا إلى عملٍ

جِنّاً تَطيرُ بِأَمرٍ من سُلَيمانِ

بِرّاً بِذي الأَمرِ لا خَوفاً وَلا طَمعاً

لكنَّهُم خُلِقوا طُلّابَ إتقانِ

أهرامُهُم تلك حيّ الفَنِّ مُتَّخِذاً

من الصُخورِ بُروجاً فوقَ كيوانِ

قَد مرَّ دهرٌ عليها وهيَ ساخرةٌ

بما يُضَعضَعُ من صَرحٍ وَإيوانِ

لم يَأخُذِ اللَيلُ منها وَالنَهارُ سِوى

ما يَأخُذُ النَملُ من أَركانِ نَهلانِ

كَأنَّها وَالعوادي في جوانِبِها

صَرعى بناءُ شياطينٍ لِشَيطانِ

جاءَت إِلَيها وُفودُ الأَرضِ قاطِبةً

تَسعى اشتِياقاً إلى ما خلَّدَ الفاني

فَصَغَّرت كلَّ موجودٍ ضَخامَتُها

وَغضَّ بُنيانُها من كلِّ بُنيانِ

وعادَ مُنكِرُ فَضلِ القَومِ مُعتَرِفاً

يُثنى على القَومِ في سِرٍّ وَإعلانِ

تِلكَ الهَياكِلُ في الأَمصارِ شاهِدَةً

بِأَنَّهُم أهلُ سَبقٍ أهلُ إمعانِ

وَأنَّ فِرعَونَ في حولٍ وَمَقدِرَةٍ

وَقومَ فِرعَونَ في الإِقدامِ كُفؤانِ

إذا أقامَ عَلَيهم شاهِداً حجرٌ

في هَيكَلٍ قامَتِ الأُخرى بِبُرهانِ

كَأنَّما هيَ وَالأَقوامُ خاشِعَةٌ

أمامَها صُحُفٌ من عالمٍ ثاني

تَستَقبِلُ العينَ في أَثنائِها صُوَرٌ

فَصيحةُ الرَمزِ دارَت حولَ جُدران

لو أَنَّها أُعطِيَت صوتاً لكانَ له

صدىً يُرَوِّعُ صُمَّ الإِنسِ وَالجانِ

أَينَ الأُلى سَجَّلوا في الصَخرِ سيرَتَهُم

وَصَغَّروا كلَّ ذي مُلكٍ وَسُلطان

بادوا وَبادَت على آثارِهِم دُوَلٌ

وَادرِجوا طَيَّ أخبارٍ وَأكفانِ

وَخَلفوا بعدَهُم حرباً مُخَلَّدَةً

في الكونَ ما بينَ أحجارٍ وأزمانِ

يا نائِما والقَنا غابٌ تَحُفُّ به

أفِق فَرُبَّ أمانٍ غيرِ مَأمون

وَاِنظُر حَوالَيكَ مِن خوفٍ وَمن حذَرٍ

فَالغابُ مُذ خُلِقَت مَأوى السَراحينِ

لَم تَأمَن الشَمس وهي الشَمسُ ما خَبَأَت

لها المَقاديرُ في طيِّ الأَحايينِ

عبد الحميد سَيُحصى ما صَنَعتَ غداً

بين الأَنامِ وَيُلقى في المَوازينِ

إن يَرجَحِ الخيرُ نعمَ الخيرُ من عملٍ

دَخَلتَ في زُمرَةِ الغرِّ المَيامينِ

أو يَغلِبِ الشرُّ لا كانَت عصابَتُه

عُدِدتَ في صَرحهِ أقوى الأَساطينِ

إن لم تكُن لا ثناكَ الدهرُ عَن أَمدٍ

شَيخَ السَلاطينِ كُن شَيخَ الفَراعين

إِنّا عهِدناكَ لا تَرضى إِذا اِستَبَقَت

صيدُ المُلوكِ إلى الغاياتِ بِالدونِ

لا يُرهِقَنَّكَ حكمُ الناسِ فهوَ غداً

مُستَأنَفٌ عند سُلطانِ السَلاطين

يا قومَ عُثمانَ حَيّوا في معاهِدِكُم

عصرَ الرَشادِ وَريشوا البَأسَ باللينِ

إن تَنصُروهُ تَرَوا تحقيقَ ما طَمحَت

إليه أَنفُسُ هاتيكَ المَلايين

الحقُّ أَبلَجُ سُلّوا دونَ بَيضَتِه

قبل السُيوفِ سُيوفا مِن بَراهينِ

لا تَلبَسوا ثَوبَهُ بين الأَنام غداً

مُلَطَّخاً بِدَمِ القَومِ المَساكين

يا مُقفِرَ المُلكِ إِلّا من جلالتِهِ

وَمُلبِسَ القومِ ثوبِ العِزِّ وَالهونِ

وَجاعِلَ الأَمرِ وَالأَحكامِ بينَهمُ

سِرَّ الملائكِ أو سِرَّ الشَياطينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني

قصيدة لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي