لا تبك قتلاه ولا تترحم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تبك قتلاه ولا تترحم لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة لا تبك قتلاه ولا تترحم لـ فؤاد بليبل

لا تَبكِ قَتلاهُ وَلا تَتَرَحَّمِ

أَحياؤُهُ أَولى بِدَمعِكَ فَاِعلَمِ

وَطَنٌ تَوَطَّنَهُ الشَقاءُ فَلَم يَدَع

داراً مِن العيشِ الرَغيدِ بِمَغنَمِ

عَصَفَ الزَمانُ بِهِ فَدَكَّ فُروعَهُ

وَمَشى عَلَيهِ الدَهرُ مشيَةَ مِغشَمِ

فَإِذا البِلادُ صُرودُها وَسُهولُها

تَصلى بِنارَي ذِلَّةٍ وَتَأَلُّمِ

أَنّى اِتَّجَهتَ شَهِدتَ مَصرَعَ بائِسٍ

وَسَمِعتَ رَنَّةَ يائِسٍ مُتَظَلِّمِ

وَرَأَيتَ لِلظُلمِ المُجَسَّمِ وَالأَسى

صُوَراً تُذيبُ حُشاشَةَ المُتَوَسِّمِ

لَيتَ الأُلى قالوا الجِهاد أَو المُنى

لَم يَسخَروا مِن كُلِّ عَهدٍ مُبرَمِ

مِن كُلِّ مَعسولِ الوُعودِ جَميلِها

إِن تَطلُبِ التَنفيذَ مِنهُ يُحجِمِ

أَو نائِبٍ مُتَذَبذِبٍ أَو حاكِمٍ

مُتَقَلِّبٍ أَو خائِنٍ مُتَزَعِّمِ

قالوا هِيَ الشورى فَقُلتُ إِلى مَتى

هَذا التَشَدُّقُ بِالكَلامِ المُبهَمِ

ما هَذِهِ الشورى وَتِلكَ شُؤونُها

سوقٌ يُباعُ بِها الضَميرُ بِدَرهَمِ

فُرِضَت عَلى الشَعبِ الأَبِيِّ وَلَيتَها

مَع أَهلِها طُوِيَت بِلَيلٍ مُظلِمِ

لا مَثَّلَت رَأي البِلادِ وَلا اِنتَمى

فيها إِلى غَيرَ الخِيانَةِ مُنتَمِ

وَإِذا النِيابَةُ لَم تُمَثّل شَعبَها

كانَت إِلى غَرَضِ الطُغاةِ كَسُلَّمِ

يا مَعشَرَ النُوّابِ أَينَ حَياؤُكُم

أَو لَيسَ فيكُم مِن هُمامٍ مُقدِمِ

ما لي أُقَلِّبُ ناظِرَيَّ فَلا أَرى

غَيرَ الجَبانِ أَو الأصَمِّ الأَبكَمِ

أَحسَنتُمُ الصَمتَ الطَويلَ وَإِنَّهُ

لَسِياسَةُ المُستَأجرِ المُستَسلِمِ

حُجّوا إِلى دارِ العَميدِ وَحَلّلوا

في مَجلِسِ النُوّابِ كُلَّ مُحَرِّمِ

بيعوا بِسوقِ البَرلَمانِ وَقامِروا

بِمَصالِحِ الشَعبِ الفَقيرِ المُعدِمِ

وَاِستَلهِموا الآراءَ في جَلَساتِكُم

وَحَذارِ إِغضابَ العَميدِ المُلهمِ

أَدّوا الأَمانَةَ حَقَّها وَاِجنوا عَلى

دُستورِ أُمَّتِكُم جِنايَةَ مُجرِمِ

وَدَعوا غَريبَ الدارِ يَرعى خَيرَها

وَليَرعَ أَهلوها مَريرَ العَلقَمِ

وَلِتَتَّسِع لِلأَجنَبِيِّ سُهولُها

وَعَلى بَنيها فَلتَضِق وَلتَنقمِ

قالوا هُوَ الدُستورُ نَحنُ حُماتُهُ

فَأَجَبتُهُم وَالصِدقُ غَيرُ مُذَمَّمِ

إِن كانَ لِلدُستورِ في أَوطانِكُم

شَأنٌ فَما لِبِلادِكُم في مَأتَمِ

وَعَلامَ تَعطيلُ الصَحافَةِ كُلَّما

شَرِقَت بِدَمعَةِ كاتِبٍ مُتَبَرِّمِ

وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن نُفاخِرَ بِالقَنا

وَرِقابُها في النيرِ سائِلَةُ الدَمِ

وَنَصوغُ مِن دُرَرِ النُجومِ قَلائِداً

في مَدحِ ذاكَ الظالِمِ المُتَحَكِّمِ

لُبنانُ حَسبُكَ ذلَّةً وَغَضاضَةً

إِنّي لَيُؤلِمُني شَقاؤُكَ فَاِسلَمِ

إِنّي لَأَبكي إِذ أَراكَ مُقَيَّداً

وَأَرى نُجومَكَ مِن سَمائِكَ تَرتَمي

وَأَرى بَنيكَ عَلى الغَضاضَةِ نُوَّماً

ماذا تُؤَمّلُ مِن بَنيكَ النُوَّمِ

رَقَدوا عَلى شَوكِ القَتادِ أَذِلَّةً

مُستَسلِمينَ لِكُلِّ وَغدٍ أَعجَمي

ما قامَ حُرٌّ فيكَ يَرفَعُ صَوتَهُ

فَالحُرُّ في لُبنانَ مَكمومُ الفَمِ

أَمّا الشَجِيُّ كَما عَلِمتَ فَلَم يَزَل

يَبكي عَلى بُنيانِكَ المُتَهَدِّمِ

سَكَتَ الهَزارُ فَيا بَلابِلُ بَعدَهُ

لا تُرسِلي نَغَماً وَلا تَتَرَنَّمي

هُوَ ذا الفَضاءُ وَقَد تَلَبَّدَ غَيمُهُ

يُرخي السُجوفَ عَلى شُعاعِ الأَنجُمِ

قُل لِلجَريءِ وَقَد شَهِدتَ ثَباتَهُ

هَذا مَجالٌ لِلعُلا فَتَقَدَّمِ

قُل لِلأَبِيِّ وَقَد رَأَيتَ إِباءَهُ

لا كُنتَ إِمّا عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ

إِنَّ الحَياةَ وَصَفوَها وَنَعيمَها

لِفَتىً بِيَومِ كَريهَةٍ لَم يُحجَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تبك قتلاه ولا تترحم

قصيدة لا تبك قتلاه ولا تترحم لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي