لا تحذرن فما يقيك حذار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تحذرن فما يقيك حذار لـ حيدر الحلي

اقتباس من قصيدة لا تحذرن فما يقيك حذار لـ حيدر الحلي

لا تحذرنَ فما يقيكَ حِذارُ

إن كانَ حَتفُكَ ساقه المقدارُ

وأرى الضنينَ على الحِمام بنفسه

لا بدَّ أن يفنى ويبقى العارُ

للضيم في حسب الأبيّ جِراحةٌ

هيهاتَ يبلغ قعرَها المِسبارُ

فاقذف بنفسك في المهالك إنَّما

خوفُ المنيَّة ذلّة وصَغارُ

والموت حيثُ تقصفت سمرُ القنا

فوق المطهم عزّةٌ وفخارُ

سائل بهاشم كيف سالمت العدا

وعلى الأذى قرَّت وليس قرارُ

هدأت على حَسكِ الهوانِ ونومُها

قدماً على لِين المهاد غِرارُ

لا طالب وتراً يُجرِّدُ سيفهُ

مِنهم ولا فيهم يُقالُ عِثارُ

ولربَّ قائلةٍ وغربُ عيونها

يُدمي فيخفي نُطقها استعبارُ

ماذا السؤال فمت بدائك حسرةً

قضيت الحميَّةُ واستبيح الجارُ

ما هاشم إن كنتَ تسألُ هاشمٌ

بَعد الحسين ولا نزار نزارُ

ألقت أكفّهُم الصفاحَ وإنَّما

بشبا الصوارِم تُدرك الأوتارُ

أبني لِويّ والشماتةُ أن يُرى

دمكم لدى الطلقاءِ وهو جُبارُ

لا عذر أو تأتي رِعالُ خُيولِكم

عنها تضيق فدافدٌ وقفارُ

مستنهضين إلى الوغى أبناءها

عَجلاً مخافةَ أن يفوت الثارُ

يتسابقون إلى الكفاح ثيابُهم

فيها وعِمّتهم قناً وشِفارُ

متنافسين على المنيَّة بينهم

فكأَنَّما هي غادةٌ مِعطارُ

حيث النهارُ من القتام دُجنّةٌ

ودُجى القتامِ من السيوف نهار

والخيل داميةُ الصدورِ عوابسٌ

والأرض من فيض النجيع غمارُ

أتوانياً ولكم بأشواط العُلى

دونَ الأنام الورد والإِصدار

هذي أُميَّةُ لا سرى في قطرها

غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطارُ

لبست بما صنعت ثيابَ خِزايةٍ

سوداً تولَّى صِبغَهنَّ العارُ

أضحت برغم أُنوفكم ما بينها

بنسائكم تتقاذفُ الأمصارُ

شَهدت قفار البيد أنَّ دموعها

منها القفارُ غَدونَ وهي بِحارُ

من كلِّ باكية تجاوب مثلَها

نوحاً بقلب الدين منه أُوارُ

حُمِلَت على الأكوار بعد خدورها

ألله ماذا تحمل الأكوارُ

ومروعةٍ تدعو وحافلُ دَمعِها

ما بين أجواز الفلا تيَّارُ

أمجشّماً أنضاءَ أغيابِ السُرى

هيماء تمنع قطعها الأخطارُ

مرهوبة الجنبات قائمةَ الضحى

ما للأُسود بقاعها إصحارُ

أبداً يموج مع السراب شجاعها

من حرّ ما يقد النقا المنهارُ

تهوي سِباع الطير حين تجوزها

مَوتى وما للسيد فيها غارُ

يطوي مخارم بِيدَها بمصاعبٍ

للريح دون ذميلها إحسارُ

من كلِّ جانحةٍ تُقاذِفُها الرُّبى

ويشوقها الأنجاد والأغوارُ

حتَّى تريحَ بعُقر دارٍ لم تزل

حرماً تجانب ساحها القدارُ

مَنعت طروقَ الضيم فيها غِلمةٌ

يسري لِواءُ العزّ أنَّى ساروا

سمةُ العبيدِ من الخشوع عليهم

لله إن ضمتهم الأَسحارُ

وإذا ترجَّلت الضحى شهدت لهم

بيضُ القواضب أنَّهم أحرارُ

قف نادِ فيهم أين من قد مُهّدت

بالعدل من سطواتها الأَمصارُ

ماذا القعود وفي الأُنوفِ حميّةٌ

تأبى المذلَّةَ والقلوبُ حِرارُ

أتطامنت للذلّ هامةُ عِزّكم

أم منكم الأَيدي الطوالُ قِصارُ

وتظلُّ تدعوا آل حربٍ والجوى

ملء الجوانح والدموع غزارُ

أطريدةَ المختار لا تتبجّحي

فيما جرت بوقوعه الأَقدارُ

فلنا وراء الثار أغلبُ مدركٌ

ما حالَ دون مناله المقدارُ

أسدٌ تردّ الموتَ دهشةُ بأسهِ

وله بأرواح الكُماة عِثارُ

صلَّى الإِله عليهِ من متحجّب

بالغيب ترقب عدلَه الأَقطارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تحذرن فما يقيك حذار

قصيدة لا تحذرن فما يقيك حذار لـ حيدر الحلي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن حيدر الحلي

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء. له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط) ،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين. له كتب منها: (كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ) ، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ) .[١]

تعريف حيدر الحلي في ويكيبيديا

السيد حيدر بن سليمان الحلي (28 يناير 1831 - 5 ديسمبر 1886) شاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في الحلة في عائلة حسينية. مات أبوه وهو طفل فنشأ عند عمه مهدي بن داود الذي تخرج عليه في الأدب وعلى حسن الفلوجي. نبغ في الشعر الديني وله ديوان أسماه الدر اليتيم وأشهر نظمه حولياته في رثاء الحسين بن علي. له كتب منها العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل و الأشجان في مراثي خير إنسان ودمية القصر في شعراء العصر. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية بالنجف.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حيدر الحلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي