لا تذرفا دمعا على فقدانه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تذرفا دمعا على فقدانه لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة لا تذرفا دمعا على فقدانه لـ ميخائيل خير الله ويردي

لا تَذرِفا دَمعاً عَلَى فُقدانِهِ

فَالمَجدُ وَالإِقدامُ مِن أًقرانِهِ

قَضَيا عَلَى مَضَضٍ بِقَصفِ شَبابِهِ

لِخُلودِهِ وَشَقاءِ أَهلِ زَمانِهِ

وَالمَوتُ كَرهاً بِالورى وَكِفاحِهِ

يَتَصَيَّدُ الأبطالَ مِن شُبّانِهِ

وَيَرى النِّضالَ تَحَدِّياً لِجَلالِهِ

فَالبَطشُ وَالإِرهابُ مِن بُرهانِهِ

جَرَحَ الطَّبيعَةَ في صميمِ فُؤادِها

مَن قَطَّ غُبصنَ الوَردِ في نَيسانِهِ

وَالوَردُ لا يَنفَكُّ يُقطَفُ ناضِراً

وَدُموعُهُ يَعلَقنَ في أَجفانِهِ

يُعطي وَلا يُعطى وَيَبدو باسِماً

وَيَرى النَّعيمَ المَحضَ في حِرمانِهِ

جَعَلَ البَشاشَةَ في الحياةِ شِعارَهُ

فَبِلطفِهِ يُغنيكَ عَن شُكرانِهِ

فَاعجَب لِمَن فَتَن الاَنامَ وَلَم يَزَل

عُظَماؤُهُم ماضينَ في نِسيانِهِ

والمَرءُ كَفّارٌ فَإِن أَغرَبتَهُ

بِالبَذلِ أَبدى العُذرَ عَن إِمكانِهِ

مَن لم يُلَبِّ المَجدَ عِنَدَ دُعائِهِ

أَيُعَدُّ يَومَ الفَخرِ مِن خُلاّنِهِ

يا جارَ ذا الوادي المُقَدِّسَ تُربَهُ

بِدِماءِ مُهجَتِهِ وَصِدقِ طِعانِهِ

وَمُرَوِّيَ الآمالِ في أَبنائِهِ

وَمُضارِعَ الأَحداثِ عَن جيرانِهِ

آمَنتُ بِاللهِ الَّذي كَتَبَ الجِه

دَ عَلَى الرَّسولِ وَخَصَّهُ بِبَيانِهِ

وَرَأَيتُ فيكَ وَأنتَ تَقفو إِثرَهُ

في عَصرِ مَن ضَلَّوا فتى فِتيانهِ

فَتَنَتَك عِزَّتُهُ فَكُنتَ حَبِيبَهُ

وَسِواكَ مَفتونٌ بِحُبِّ حِسانِهِ

هامَ الفُؤادُ بِكُلِّ أَروعَ ماجِدٍ

فاحَ الشَّذا الأَبَدِيُّ مَن رَيحانِهِ

إِن كُنتَ جَنّاناً حَرَسيتَ رِياضَهُ

فَوِرادُهُ وَقفٌ عَلَى جِنّانِهِ

أَدنى فُؤادَكَ أَن تَزولَ وَلا تَرى

جَيشاً قِبابُ المَجدِ مِن بُنيانِهِ

يحمي الدِّيارَ مِنَ العَوادي بَأسُهُ

وَيَرُدُّ الذُّلَّ عَن إِخوانِهِ

واهاَ لِعَيشِ أخي السِّلاحِ فَإِنَّهُ

شَظَفٌ وَتاجُ المُلكِ مِن تيجانِهِ

وَلَعَلَّهُ أَدرى بِصَونِ ذِمارِهِ

مِمَّن سِياسَتُهُم ضَياعُ أَمانِهِ

شَرَفُ الجُنودِ وَفاؤُهُم وَنِظامُهُم

وَألحُكمُ مَوكولٌ إلى شُجعانِهِ

وَهُم هُمُ أَبناؤُنا وَسِياجُنا

في دَهرِنا المَملوء مِن حِدثانِهِ

قالَ الحَكيمُ لِشَعبِهِ وَجُنودِه

ما مِن فَمٍ يَنفَكُّ عَن أَسنانِهِ

يا قائِدَ الجُندِ القَليلِ عَتادُهُ

هَل تُنقِذُ ابنَ الفَنِّ رِفعَةُ شانِهِ

ما كُلُّ مَن عَشِقَ العُلى احلَولى لَهُ

يَحلو الهَوى بِالمُرِّ مِن أَحزانِهِ

حَبّاتُ قَلبِكَ كَالبُذورِ نَثَرتَها

فَجَنَيتَ حَظَّ الَّروضِ مِن غِربانِهِ

أكرِم بِتُربِكَ أَن يُثيرَ قُلوبَنا

في كُلِّ عامٍ لإِرتيادِ جِنانِهِ

فالمَرءُ أَربحُ صَفقَةً بِزَوالِهِ

إِن ضاءَ لَيلُ العُمرِ مِن لَمعانِهِ

وَالرُّوحُ أَهنَأُ إن توارى في الثَّرى

جَسَدٌ جَميلُ الذِّكرِ مِن أَكفانِهِ

تِلكَ المَنيَّةُ فَوقَ كُلَّ كَرامَةٍ

راعِ يُضَحِّي النَّفسَ عَن خِرقانٍهِ

أرَأَيتَ يوسُفَ كَيفَ حَنَّ لِوِردِها

كَحَنينِ غِرّيدٍ إلى أَلحانِهِ

فَاتبَع هُداهُ تَعِش عزيزاً أَو تَمُت

فَالمَوتُ عِندَ الحُرِّ دونَ هَوانِهِ

إِنَّ الَّذي يَهوى الثِّمارَ شَهِيَّةً

لا يَترُكُ الدّيدانَ في بُستانِهِ

وَالغيدُ تَدفَعُ شَرَّ مُغتَصِبٍ وَلَو

خَدَشَتهُ أَو ظَفِرَت بِثَلمِ سِنانِهِ

نَدِم الجَبانُ كَأََنَّ ما عاناهُ مِن

أَلَمِ المَذَلَّةِ حَزَّ في وِجدانِهِ

وَتَنَفَّخَت أَوداجُهُ مِن غَيظِهِ

وَتَقَلَّصَ المُمتَدُّ مِن إِيوانِهِ

فَتَرَبَّعَ المُستَعمِرونَ بِصَدرِهِ

وَتَنَمَّروا كَالهِرِّ في ديوانِهِ

وَتَقاسَمَت أَسرابُهُم بُستانَهُ

شَأنَ الجَرادِ أَتى عَلَى أَغصانِهِ

سَلَبوا بَنيهِ القُوتَ مِن أَفواهِهِم

وَالمَرءُ لا يُجديهِ عَضُّ بَنانِهِ

وَالجُوعُ شَرٌّ يُخرِجُ القِدِّيسَ عَن

أَطوارِهِ وَالرُّوحَ مِن جُثمانِهِ

فاقَ ابنُ آدمَ كُلَّ وَحشٍ كاسِرٍ

حَتَّى تَلَظَّى الغابُ مِن طُغيانِهِ

مَلَأَت مَطامِعُهُ قَرارَةَ نَفسِهِ

وَلَعَلَّ بابَ الشِّرِّ عَقدُ قِرانِهِ

وَلَعَلَّ أَنسالَ الكَواسِرِ فَضَّلَت

عَيشَ القِفارِ عَلَى أَذى رَوغانِهِ

كانَ الوَرى يَهوى الحُروبِ لِغايَةٍ

لِفكرِيَّةٍ كضالذَّودِ عَن أَديانِهِ

ثُمَّ ادَّعى بِالذَّودِ عَن أَوطانِهِ

وَالآنَ باتَ يَذودُ عَن رَنّانِهِ

وَالمالُ يَستَهوي النُّفوسَ مَريضَةً

أَعظِم بِمَن يَقوى عَلَى شَيطانِهِ

أُسُّ الحُروبِ فَلَيسَ يَمنَعُها سِوى

عَدلٍ يَرُدُّ المَرءَ عَن عُدوانِهِ

وَالعَدلُ أَجمَعُ وَضعُ حَدٍّ لِلغِنى

وَالفَقرِ بِالتَّعديلِ في ميزانِهِ

فَمِنَ البَلاهَةِ أَن نُحَطِّمَ بَعضَنا

حُبّاً بشما لا بُدَّ مِن سُلوانِهِ

مَن يَصطَبِغ بِدَمٍِ الضَّعيفِ رِداؤُهُ

لا يَأمَنِ الوَيلاتِ مِن هَيجَانِهِ

وَلَعَلَّنا بَعدَ الضَّلالَةِ نَهتَدي

وَيَعودُ ذو الأطماعِ عَن بُهتانِهِ

لَو كانَ لِلبُركانش عِندَ خُمودِهِ

عَقلٌ بَكى أَسَفاً عَلَى ثَوَرانِهِ

أَينَ العُقولُ وَجُلُّ مضن تَلقاهُ مِن

بَشَرٍ يَرى في الحَربِ سِر

ياصاحِبَ الشَّرَفِ الرَّفيعِ عِمادُه

وَمُسابِقَ الفُرسانِ في مَيدانِهِ

مَن لا يَهابُ الموتَ يَقرَعُ بابَهُ

بِسُيوفِهِ وَالسَّمُرِ مِن مُرّانِهِ

أَمَّا الَّذي يَهوى الحَياةَ فَإِنَّهُ

يَلقاكَ بِالمُنهَلِّ مِن نيرانِه

وَكَأَنَّهُ يَخشى الرَّدى في صَحوِهِ

فَتَراهُ يَكرَعُ مِن رَحيقِ دِنانِهِ

غَلَب الشَّجاعَةَ مَكرُ كُلِّ مُخنَّثٍ

ما السِّرُّ يَومَ الكَرِّ كَسبُ رِهانِهِ

يا أَيُّها الطَّودُ الَّذي شَهِدَ الوَغى

تَفري الصُّخورَ وَلَم يَزَل بِمكانِهِ

إِن كُنتَ تُلقي الدَّرسَ في أَنَّ الصُّمودَ

عَلى المُصابِ يَهُدُّ مِن أَركانِهِ

فانظُر إلى الوادي الَّذي في جَوِّهِ

هَجَمَت مَناطيدٌ عَلَى عِقبانِهِ

تَلقَ الحَديدَ يَعِجُّ فَوقَ أَديمِهِ

بارى الحَديدَ يَضِجُّ في طَيرَانِهِ

مَشَتِ المَدافِعُ وَالجُيوشُ بِمَعقلٍ

وَبَناتُ دَبدَبَ عِثنَ في وِديانِهِ

وَبَدَت طَوائِرُهُم يُزَلزِلُ قَذفُها

حُمَماً أَخا الهَيجاءِ عَن إِيمانِهِ

وَمَشَيتَ بِالسَّيفِ الَّذي أجدادُكَ

استَلُّوهُ تُسمِعُهُم فَصيحَ لِسانِهِ

فَاستَكبَروا فيكَ الإِباءَ وهالَهُم

بَطَلٌ كَأَنَّ المَوتَ مشن فُرسانِهِ

وَفَعَلتَ ما فَعَلَ الجَبابِرُ إِنَّما

غالَ القَضاءُ اللَّيثَ قَبلَ أَوانِهِ

لَو أَنَّ في ذاكَ القِتالِ تَكافُؤاً

لَحَمى عضرينَ ذَويهِ ثَبتُ جَنانِهِ

وَالحَقُّ أَبلَجُ لا يُقاوِمُ عامِلٌ

بَأسَ الغَنِيِّ يَعيشُ مِن أَطيانِهِ

فَابكوا عَلَى زَمَنٍ تَمَلَّكَ أَهلَهُ

ما يَملِكُ الفُجّارَ مِن عِبدانِهِ

يا ساكِنَ القَبرِ المُظَلِّلِ رَوضَهُ

عَلَمٌ بقَايا المَجدِ مشن أَعوانِهِ

قُل لِلَّذي يَبكي عَلَى اَمجادِهِ

وَالمَجدُ حَيٌّ في هَوى أَوطانِه

خُذ ما تَراهُ مِنَ العُلى الدّاني القُطوفِ

تَصِل إِلى العُلوِيِّ مِن أَفنانِهِ

وَكَفاكَ مِن رَوضِ العُلى الفَينانِ أن

يَتَفَيَّأََ الشُّعَراءُ أَيكَةَ بانِهِ

مَن ذا يُكافِيءُ فَضلَكَ الباقي عَلى

هامِ البِلادِ سِوى فَريدِ زَمانِهِ

عِقدٌ مِنَ الشِّعرِ الَّذي حَسَناتُهُ

جَمَعَت مَعَرِّيَهُ إِلى حَسّانِهِ

يُهدى إِلى البَطَلِ الَّذي فَتَنَ الوَرى

في مَيسَلونض وَماتَ في إِبّانِهِ

رَضِيَ الإِلهُ عَلَيهِ في مَلَكوتِهِ

وَأَثابَهُ بِالخُلدِ عَن إِحسانِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تذرفا دمعا على فقدانه

قصيدة لا تذرفا دمعا على فقدانه لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها ثمانون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي