لا تستفت رمقي مادام بي رمق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تستفت رمقي مادام بي رمق لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة لا تستفت رمقي مادام بي رمق لـ ابن هتيمل

لا تَستفِت رَمَقي مادامَ بي رَمَقُ

واستَبقِ فَضلَةَ صبٍّ كادَ يَحتَرِقُ

فَما سَفَكتَ دَمي إلاَّ عَلَى ثِقَةٍ

قُل لي بأيِّ خَليلٍ بَعدَكُم أثِقُ

عَنَّفتَ بي وَطَريقُ الرُّشدِ بَيِّنَةٌ

مِن أينَ يُطلَبُ مِنكَ البِرُّ يا عُقَقُ

عَلاقَةٌ لَكَ عِندي يَستَدِلُّ بِها

أهلُ الغَرامِ عَلى أنَّ الهَوَى عَلَقُ

يا طارِقاً وَلِثامَ الصُّبحِ مُنحَسِرٌ

عَ، جانِبَيهِ وجلبابُ الدُّجى خَلِقُ

عَهِدتُ عِندكَ عَهداً ما وَفيتَ بِه

هَلاَّ طَرقتَ إذا ما جَنَّكَ الغَسَق

كأنَّ وجهَكَ بَدرٌ ثَغرُهُ دُرَرٌ

تَحتَ النِّقابِ وَشَمسٌ خَدُّه شَفَقُ

أما وَحُمرَةِ خَدِّ مِنكَ قانيَةٍ

يَشِفُ مِن طَرَفَيها أبيَضٌ يَقَقُ

إن السُّيُوفَ لَتَنبُو وَهيَ مُرهَفَةٌ

يَومَ الكَريهَةِ عَمّا يَقطَعُ الحَدَقُ

أكُلَّما أيأسَ الهُجرانُ مِنكَ وَعِظ

مُ الحالِ أطمَعَ فيكَ الحُسنُ والمَلَقُ

وَمُختَفٍ في ظَلامِ اللَّيلِ نَمَّ بِهِ

تَنَفُّسُ الرّيحِ والخِلخالُ والعَبَقُ

وافَى ليُحدِثَ بي عَهداً وأحدِثُه

وَصاحبي في خِلالِ الرَّكبِ مُرتَفَقُ

فَقُمتُ والخَوفُ يُدنيهِ ويُبعِدُه

أضُمُّهُ بينَ أحشائي واعتَنِقُ

أحلَى المَدامَةِ مِن بيضٍ مُنَضَّدَة

طالطَّلعِ لا كَسَسٌ فيهِ وَلا رَوَقُ

قالَ الوُشاةُ بِنا قَولاً فَما كَذَبُوا

في بَعضِ ما ذَكَروا عَنّا وَلا صَدَقُوا

إيّاكَ تَعذُلُني إن لَجَّ بي جَزَعٌ

بَعدَ الفَريقِ فَقَلبي بَينَهُم فِرَقُ

أمّا الأنامُ فَبي مِن أكلِهِم غُصَصٌ

لا تُستَساغُ وَبي مِن شِربِهم شَرَقُ

بايَنتُهُم فاستَحسنُوني وَوافَقَهُم

دَهرٌ تَوافَقَ فيهِ الشَّنُ والطَّبَقُ

إنَّ المُلُوكَ بَني يَعقُوبَ قاطَبَةً

قَطعاً وَكُلُّ مُلُوكٍ بَعدَهُم سُوَقُ

عِصابَةٌ تَحرِمُ الأقدارُ مَن حَرَمقوا

وَسادَةٌ تَرزُقُ الأقدارُ مَن رَزَقُوا

المُقدِمُونَ وَخُرصانُ القَنا قُصُدٌ

في الدّارِعينَ وَهاماتُ العِدَى فَلَقُ

يُلقَونَ في البَأسِ حَتَّى قيل ذا سَفَهٌ

وَفي السَّماحَةِ حتَّى قيلَ ذا خَرَقُ

مِثلُ الأنابيبِ أعلاها وأسفَلُها

مُقَوَّم بِكَريمِ الطَّبعِ مُتّسِقُ

طالُوا بِدَولَةِ فَخرِ الدّينِ آفقَةً

مِن المَفاخِرِ يَدنُو دَونَها الأفُقُ

في ظِلِّ مُبتَدِعٍ تَهمُو أنامِلُهُ

خَيلاً ويًمطَرُ مِنها التِّبرُ والوَرِقُ

وَزَهلقُ النّارِ لا يَنسابُ طارِقُه

خَوفَ الكِلابُ ولا في خُلقِهِ زَهَقُ

قَصدُ الخَلائِقِ لا كِبرٌ ولا صعَرٌ

ولا انقِباضٌ وَلا طَيشٌ ولا نَزَقُ

كالبَحرِ مِنهُ الغِنَى والفًَقرُ آوِنَةً

وَمنهُ حيناً نَجاةُ النَّفسِ والغَرَقُ

يا أحمدَ بن عَلي كُلَّما ذُكِرَت

أكرُومَةٌ لَكَ ظَلَّ الجَوُّ يَأتلِقُ

كَم زاعَمَتكَ مُلُوكٌ وَهيَ وادِعَةٌ

أمناً فَها هيَ شَتَّى أمنُها فَرقُ

فَما رَكِبتَ وَفي أكبادِهِم فرَقٌ

إلاّض نَزَلتَ وَفي أعناقِهِم رِبَقُ

هَل خاشنَ الصَّخرَ إلاَّ من بِه بَلَهٌ

وَحاسَنَ البَدرَ إلاَّ مَن بِهِ حَمَقُ

كَأنَّ رُمحَكَ في يَومِ الوَغَى قَلَمٌ

مِدادُه مِن نُحثورِ السّادَةِ العَلَقُ

تَحوي جيادُنكَ نَهباً كُلَّما وَرَدَت

غُزاً يُرى مِن يَدَيكَ الحَبرُ والوَرِقُ

تأتي إليكَ بِهِ غَصباً فتُخرِجُهُ

رِفداً وَما جَفَّ عَن لَبّاتِها العَرَقُ

كَم ظَلَّ عِندَكَ وَفرٌ وَهوَ مُجتَمِعٌ

مِلءُ البِلادِ فأمسَى وَهوَ مُفتَرِقُ

قَيَّدتَني بأيادٍ لا أطيقُ لَها

شُكراً وَلا أتَمَنَّى أنَّني أطِقُ

فَما حَلَتنيَ حَليٌ مِنكَ عارِفَةً

إلاَّ تَعَمَّقُ بي في أُختِها عمَقُ

جَرَّبتُ بَعدَكَ قَومأً لَو عَرضتَهُمُ

لِلبَيعِ بِالماءِ وَسطَ النّيلِ ما نَفقُوا

فَلا وفاءٌ ولا حِلمٌ ولا كَرَمٌ

وضلا حِفاظٌ وَلا خَلقٌ وَلا خُلُقُ

إن طِبتَ دُونَهُمُ طعماً فَلا عَجَبٌ

الأرضُ يَنبُتُ فيها الكَرمُ والدَّحَقُ

هَيهات رُبَّ بَياضٍ ناصِعٍ بَرَصٌ

مثدرٍ وَرُبَّ صَفارٍ فاقِعٍ بَهَقُ

الفَضلُ طَبعُكَ مَهما كُنتَ مِن بَشَرٍ

فَلا فَضيلَةَ إلاَّ مِنكَ تُستَرَقُ

إذا ذَكَرتُكَ في أحدُوثَةٍ عَرَضَت

جاءَت إلَيَّ قَوافي الشِّعرِ تَستَبقُ

فَما أقُولُ وَما أثني عَليَكَ بِهِ

وَحُسنُ وَصفِكَ شَيٌ لَيس يُنتَفَقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تستفت رمقي مادام بي رمق

قصيدة لا تستفت رمقي مادام بي رمق لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي