لا تعرضن لضيق المقل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تعرضن لضيق المقل لـ ابن عنين

اقتباس من قصيدة لا تعرضن لضيق المقل لـ ابن عنين

لا تَعرِضَنَّ لِضيّقِ المُقَلِ

فَتَبيتَ مِن أَمنٍ عَلى وَجَلِ

وَاترُك ظِباءَ التُركِ سانِحَةً

لا تَعتَرِض لِحَبائِلِ الأَجَلِ

فَمَتى يفيقُ وَقيذُ نافِذَةٍ

مَشحوذَةٍ بِالسِحرِ وَالكحَلِ

لا يُوَقِّعَنَّكَ عَذبُ ريقَتِها

أَنا مَن سُقيتُ السُمَّ في العَسَلِ

مِن كُلِّ مائِسَةٍ مُنَعَّمَةٍ

غَرثى الأَياطِلِ فَعمَةِ الكَفَلِ

خَطَرَت بِمِثلِ الرُمحِ مُعتَدِلٍ

وَرَنَت بِمِثلِ الصارِمِ الصَقِلِ

وَتَنَفَّسَت عَن عَنبَرٍ عَبقٍ

وَتَبَسَّمَت عَن واضِحٍ رَتِلِ

خَودٌ تَعَثَّرُ كُلَّما رَقَصَت

مِن شعرِها بِمُسَلسَلٍ رَجِلِ

بَيضاءُ تَنظُرُ مِن مُضَيَّقَةٍ

سَوداءَ تَهزَأُ مِن بَني ثُعَلِ

وَبَلِيَّتي مِن ضيقِ مُقلَتِها

إِن خيفَ فَتكُ الأَعيُنِ النُجُلِ

تَسعى بِصافيةٍ مُعَتَّقَةٍ

تَبدو لَنا في الكَأسِ كَالشُعَلِ

هَجَرَت بَلوذانا مُهاجِرَةً

وَتَنَصَّلَت مِن غلظَةِ الجَبَلِ

وَتَعتَّقَت في آبِلٍ حُقُباً

لَم تُمتَهَن مَزجاً وَلَم تُذَلِ

وَدَنَت كَأَنَّ شُعاعَها قَبسٌ

بادٍ وَإِن جَلَّت عَنِ المَثَلِ

في رَوضَةٍ عُنِيَ الرَبيعُ بِها

فَأَبانَ صنعَةَ عِلَّةِ العِلَلِ

وَكَأَنَّ آذاراً تَنَوَّقَ في

ما حاكَ مِن حُلَلٍ لَها وَحُلي

وَكَأَنَّما فَرَشَت بِساحَتِها

فُرُشَ الزُمُرُّدِ راحَةُ النَفَلِ

وَكَأَنَّ كَفَّ الجَوِّ مِن طَرَبٍ

نَثَرَت عَلَيها أَنجُمَ الحَمَلِ

شَقَّ الشَقيقُ بِها مَلابِسَهُ

حُزناً عَلى ديباجَةِ الأُصُلِ

فَكَأَنَّهُ قَلبٌ تَصَدَّعَ عَن

سَودائِهِ فَبَدَت مِنَ الخَلَلِ

خَطبَ الهَزارُ عَلى مَنابِرِها

فَاعجَب لِأَعجَمَ مُفصِحٍ غَزَلِ

وَدَعَت حَمائمُها مُرَجّعَةً

فَوَقَفتُ في شُغلٍ بِلا شُغُلِ

فَكَأَنَّ في أَغصانِها سَحَراً

ثاني الثَقيلِ وَمُطلَقَ الرَمَلِ

وَكَأَنَّما أَغصانُها طَرِبَت

فَتَأَوَّدَت كَالشارِبِ الثَمِلِ

جَرَّ النَسيمُ بِها مَطارِفَهُ

فَتَنَفَّسَت عَن عَنبَرٍ شَمِلِ

هَمَّ الأَقاحُ بِلَثمِ نَرجسِها

فَثَنى لَهُ ليتاً وَلَم يَطُلِ

وَتَنَظَّمَ المَنثورُ وَافتضحَ النَ

مامُ وَاِنقَبَضَت يَدُ الطَفَلِ

وَأَسالَ باناسٌ ذَوائِبَهُ

فَتَجَعَّدَت في ضَيِّقِ السُبُلِ

أَنّى اِتَّجَهتَ لَقيتَ مُنبَجِساً

مُتَدَفِّقاً في يانِعٍ خَضِلِ

فَكَأَنَّها اِستَسقَت فَباكرها

كَفُّ العَزيزِ بِمسبلٍ هَطِلِ

مَلِكٌ زَهَت أَيّامُ دَولَتِهِ ال

غَرّاءِ وَاِفتَخَرَت عَلى الدُوَلِ

يَغشى الوَغى وَالحَربُ قَد كَشَرَت

لِلمَوتِ عَن أَنيابِها العُصُلِ

وَالشَمسُ كَالعَذراءِ كاسِفَةٌ

مَحجوبَةٌ بِالنَقعِ في كِلَلِ

مَلِكٌ صَوارِمُهُ رَسائِلُهُ

إِنَّ الصَوارِمَ أَبلَغُ الرُسلِ

مَلِكٌ قَصَرتُ عَلى مَدائِحِهِ

شِعري وَعِندَ نَوالِهِ أَمَلي

لا أَبتَغي مِن غَيرِهِ نِعَماً

كَم عُفتُ مِن بِرٍّ تَعَرَّضَ لي

عَثَّرتَ خَلفَكَ كُلَّ ذي كَرَمٍ

يَجري وَراكَ وَأَنتَ في مَهَلِ

وَمَتى يَنالُ عُلاكَ مُجتَهِدٌ

هَيهاتَ أَينَ التُربُ مِن زُحَلِ

سَفَهاً بِحلمي إِن تَرَكتُ أَتِ

يَّ السَيلِ وَاِستَغنَيتُ بِالوَشَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تعرضن لضيق المقل

قصيدة لا تعرضن لضيق المقل لـ ابن عنين وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن عنين

محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين أبو المحاسن شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري. أعظم شعراء عصره، مولده ووفاته بدمشق، كان يقول أن أصله من الكوفة، من الأنصار. كان هجاءً، قل من سلم من شره في دمشق، حتى السلطان صلاح الدين، ذهب إلى العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان، واليمن ومصر. وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين فمدح الملك العادل وتقرب منه، وكان وافر الحرية عند الملوك. وتولى الكتابة والوزارة للملك المعظم، بدمشق في آخر دولته، ومدة الملك الناصر، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف فلزم بيته إلى أن مات.[١]

تعريف ابن عنين في ويكيبيديا

ابن عنين (549 -630 هـ / 1154-1232) شاعر في زمن صلاح الدين الأيوبي ولد في دمشق، ومات سنة ثلاثين وستمائة عن إحدى وثمانين سنة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن عنين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي