لا تقبل الأجرام عدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تقبل الأجرام عدا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لا تقبل الأجرام عدا لـ جميل صدقي الزهاوي

لا تقبل الأجرام عدّا

كلا ولا الأَبعاد حدّا

العَقل يرجع خائباً

عنَها وإن لم يأل جهدا

يَرقى إليها مورياً

بالفكر في الظلماء زندا

مسترشداً بعلومه

فبها إذا ما ضل يُهدى

وَقَد استعدَّ وكل سا

ع يَستَعين بما استعدا

فَيسيح في لَيل به

زهر النجوم يقدن وقدا

وَيَجوز أجوازاً لَها

متعسفاً فَيَكاد يَردى

مَهما تَرقى صاعداً

أَلفى وَراء البعد بعدا

يَسمو وَيَذهَب موغلاً

فيصده الإعياء صدا

حَكَت المجرَّة صارِماً

وَحَكَت سحائبها فرندا

نَفسي تود وَكَيفَ أم

نع فيّ نَفسي أَن تودّا

لَو أَنَّها وجدت طَري

قاً منه للشعرى يؤدَّى

وَتصعدت فَتقلدت

من أنجم الجوزاء عقدا

وَبكفها لمست من ال

قرب السَماء اللازوردا

خادعت نَفسي حين لَم

أَر من خداع النفس بدا

إني إذا خالفتها

كانَت لي الخصم الألدا

يا نفس بعد الموت ذا

لك كائنٌ فإليك وعدا

وَالعَقل يَعلم من سيا

حته الَّتي أَولته مجدا

أن المجرة لَم تَكُن

إلا عوالم فقن عدّا

وَالسحب فيها أنجم

هن الشموس بعدن جدا

متحركات في السما

ء تخال أن لهنَّ قصدا

متنقلات في فسي

حِ فَضائها عكساً وَطردا

فَلَها مجاز في مجا

هلها تسير به وَمعدى

زرقاً وَحمراً زاهيا

تٍ في مجاريها وَرُبدا

متجاذِبات لَو تخل

لفَ واحدٌ عنها لأودى

وَهناك أجرام عَلى

كر الدهور جمدن بردا

سَتُعيد يَوماً ما حَرا

رتها القديمة أَو أَشدا

وَتمد ثانية أَشع

عتها إلى الأطراف مدا

إني لأحسب أن هَ

ذا الكون حيٌّ سوف يَردى

وَكَذاك أَحسب كل نج

مٍ جوهراً للكون فردا

والأرض بنت الشمس تَل

زم أُمَّها جرياً وَتحدى

وَتدور في أطرافها

مشدودة بالجذب شدا

فَتَطوف مثل فراشة

لاقَت بجنح اللَيل وقدا

وَبدور محورها تُوَج

جِه نحو نور الشمس خدا

لَولا دَليل الجذب ما

ملكت بهذا السعي رشدا

وَلأُبعدت عَن أمها

فمَضَت وَما ألفت مردا

بل تاه جامد جرمها

أَو صادفت في السير ضدا

وَيلي لَها إن صادمت

جرماً من الأجرام صلدا

فَهناك يهلك أَهلها

وَتَكون للإِنسان لحدا

لهفي على الشبان تخ

مد منهم الأنفاس خمدا

وعلى الحسان الكاعبا

ت عرضن كالرمان نهدا

والورد خداً والظبا

عيناً وخُوط البان قدا

تردى وأكبر في نفو

س العاشقين بذاك فقدا

فتموت سلمى في الشبا

ب وزينب وتموت سعدي

وعلى الرجال الذائدي

ن عن الرعية من تعدَّى

كُشفت بهم غماؤها

وأُحيل بؤس العيش رغدا

هم ألبسوا الأقوام إذ

فسدوا من الإصلاح بُردا

وبنوا بفضل الذَبِّ بي

ن الظلم والضعفاء سدا

مثل السيوف المصلتا

ت لهم تكون الأرض غِمدا

وعلى الفلاسفة الأُلى

كشفوا من الأسرار عدا

وعلى الرجال الماحصي

ن العلم تحقيقاً ونقدا

ويلي له من حادث

يستنفد الأعمار حصدا

إن لم يمت في يومهِ ال

إنسان فهو يموت بعدا

ما الموت إلا منهل

نأتَمُّهُ وفدا فوفدا

قد مرّ للمتنعمي

ن وطابَ للبؤساء وِردا

حمداً لك أللهم في ال

سرّاءِ والضراء حمدا

ماذا تكون الأرض بع

د صلائها أتعود تهدا

أَتُحِدُّ بعد خرابها ال

مظنون للعمران عهدا

أَلها إذا بلغت نها

ية دورها المسعود مبدا

إني لآمل أن تُعي

د قوى الحياة وتستردا

وتُعيش حيواناً بها

وتكون للانسان مهدا

وتعيد آباء كما

كانوا بها وتعيد وِلدا

الأرض بالإنسان تك

سب بهجةً وتنال سعدا

يا ارض لولا سعيه

لم تدركي يا أرض مجدا

هو ذلك السرُّ الذي

أفشاه مُبدعه وأبدى

لا تحتقره لكونه

في أصله قد كان قردا

فلقد تقدم في الكما

ل وبالفضائل قد تردّى

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تقبل الأجرام عدا

قصيدة لا تقبل الأجرام عدا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي