لا تلمس الشمس يد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تلمس الشمس يد لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لا تلمس الشمس يد لـ مهيار الديلمي

لا تَلمَسُ الشمسَ يدُ

فما يَرُدُّ الحسَدُ

ما لمُريدِ حسنِها

إلا الأسى والكمدُ

يَفْنَى نزولاً ولها

علاؤها والخُلُدُ

أرى نفوساً ضَلَّةً

تَنشُدُ ما لا تَجِدُ

تحسَب بالكسب العلا

ءَ والعلاءُ مُولَدُ

أفضَحُها مفنِّدٌ

لو سدّ غيظاً فَنَدُ

وكلّ قلبٍ قُرحة

يشِفُّ عنه الجسدُ

أبرُدُهُ بَعذَلي

لو أن ناراً تَبْرُدُ

هيهات من دوائها

وداؤها محمَّدُ

فات على أطماعِهِ

حمى العيون الفرقدُ

شَوَّقها لحاقَهُ

جَهلُ الحظوظِ المسعِدُ

ونِعَمٌ نابتةٌ

مع الربيع جُدُدُ

حدَّثَها أضغاثَها

هذا السرابُ المُوقَدُ

والصبحُ في تكذيبها

إن بلغوه الموعدُ

يا حاسدي محمّدٍ

لا تطلبوه واحسُدوا

شريعةٌ مورودةٌ

لو أصدَرتْ مَنْ يَردُ

منّتكُمُ جدودُكم

أَن السبيلَ جَدَدُ

تنكّبوا فإنما

على الطريق الأسدُ

أغيدُ لا يُنجِي الرقا

بَ من يديه الجَيَدُ

أوفَى على مَرقَبِه

لكفّه ما يرصُدُ

أزبُّ ما مِن قِرَّةٍ

خِيطت عليه اللِّبدُ

إذا غدا لسفَرٍ

أقسمَ لا يُزَوَّدُ

الناجياتُ عنده

وذيَّةٌ ونَقَدُ

قد قلتُ لمّا أجمعوا

وأنت عنهم مفردُ

تخبِطُ عشواؤهُمُ

ما فعل المُقَوِّدُ

البدرُ في أمثالها

حنادساً يُفتقَدُ

ضاع بياضُ ناركم

والليلُ بعدُ أَسْودُ

أكرمُكم أحقُّكم

بأن يقالَ سيّدُ

دلَّ على آياتهِ

فما لنا نُقلِّدُ

وناقصُ الشِّكة مض

عوف الحشا مُعَوِّدُ

صمّ القنا الصِّلابِ من

خَوَرِهِ تَقَصَّدُ

يطولها شوارعاً

وهو لَقىً موسَّدُ

إذ الكمالُ كلُّه

في جسد يحدَّدُ

ما تَلدِ الأرضُ كذا

والأرضُ بعدُ تَلِدُ

قل بني الآراب تُج

فَى والمنى تُشرَّدُ

والحاج يُلقَى دونه

نّ اللَّحِزُ المُزَيِّدُ

الكوفةَ الكوفةَ يا

مغوّرٌ يا منجدُ

ما الناس إلا رجلٌ

والأرض إلا بلدُ

مَن راكبٌ مُربِعةً

تمَّ عليها العُددُ

موضوعةَ الرحل تُل

سّ حَكْمَها وتَرِدُ

يَمُدُّ قِيد الرمح ظ

لاً قَصرُها المشيَّدُ

تحمله مُخِفَّةً

ولو علاها أُحُدُ

تَخدّ في الصخر ملا

طِمَ عليها تَخِدُ

عَجْلَى إذا ما الساق صا

دت ما تُثيرُ العَضُدُ

لم يدر لحظُ ضابطٍ

ما رجلُها وما اليدُ

بلّغ بلغتَ راشداً

تسرِي ويحدو مُرشدُ

شوقاً يقُضُّ نَبلُهُ ال

أضلاعَ وهي زَرَدُ

دام على حصاة قل

بي ويذوب الجلمدُ

أفنى الوَقودُ كبدي

فهل يُحسّ المُوقِدُ

كم يُسعِد الصبرُ تُرَى

بعدك خان المسعِدُ

على مَن الفضلُ وقد

فارقتَه يعتمِدُ

يا طولَ ذمّي للنوى

هل من لقاءٍ يُحمَدُ

متى فقد طال المدى

لكلِّ شيء أمدُ

يا باعثَ النعمى التي

آياتُها لا تُجحَدُ

لو كُتِمتْ تطلَّعتْ

من حسن حالي تَشهْدُ

كانت سَدادَ رحْلةٍ

أصيب فيها المقصِدُ

رمَمتَ منها ثُلَماً

ما خلتُها تُسدّدُ

علّك من مطليَ بال

شكر عليها تَجدُ

ما كان تقصيراً فهل

يقتصر المجتهدُ

لكنّها عارفةٌ

من الثناء أزيدُ

أفسدني إفراطُها

بعضُ العطاء يُفسدُ

والجود ما أسرفَ وال

إمساك فيه أجودُ

والآن رثَّتْ مُسْكةٌ

فاسمع لها أجدِّدُ

تأتيك بشرى ما تسو

د أبداً وتسعَدُ

وما تصوم مُرضِياً

بقاك أو تُعيِّدُ

سنينَ لا يضبطه

نّ في الحساب عَدَدُ

إن عافني دهرٌ أقو

مُ أبداً ويقُعِدُ

عن المثول اليوم ما

بين يديك أُنشِدُ

فربّما قمتُ غداً

إنّ أخا اليومِ غدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تلمس الشمس يد

قصيدة لا تلمس الشمس يد لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي